صمود وانتصار

إصرار أمريكي سعودي معلن على التهرب من التزامات السلام الفعلي

إصرار أمريكي سعودي معلن على التهرب من التزامات السلام الفعلي

الصمود../

تواصلت مؤشرات التعنت والمماطلة من جانب تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي التصاعد، مع تزايد المحاولات الأمريكية والسعودية؛ لتضليل الرأي العام، وتكريس دعاية “التوسط بين اليمنيين”، التي تسعى من خلالها الرياض وواشنطن للالتفاف على التزامات السلام العادل والتهرب من مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني.

وجدد المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، التأكيد على وقوف بلاده ضد جهود السلام المبذولة، من خلال الحديث عن ضرورة إجراء مفاوضات بين صنعاء وحكومة المرتزقة بإشراف أمريكي بشأن مِلفات السلام الرئيسية؛ الأمر الذي ترفضه صنعاء بشكل قاطع.

وأكـد ليندركينغ في مؤتمر صحفي، الخميس، أن بلاده تتمسك بضرورة إجراء “عملية سياسية يمنية يمنية شاملة تحت رعاية الولايات المتحدة”؛ الأمر الذي يعكس إصرارًا أمريكيًّا متزايدًا على حَرْفِ مسار جهود السلام الحالية التي تبذلها الوساطة العُمانية في التقريب بين صنعاء والرياض.

وتسعى الولاياتُ المتحدة الأمريكية بشكل واضح ومعلَن إلى فرضِ رغبتها على مسار السلام، من خلال تصوير المشكلة وكأنه مشكلة يمنية داخلية يجب حلُّها بالتفاوض بين المكونات المحلية؛ وهو الأمر الذي ينطوي على استمرار العدوان والحصار والاحتلال، ويتيحُ المجالَ أمام دول العدوان ورعاتها لتقديم أنفسهم كوسطاء، مع مواصلة تحَرّكاتهم ونشاطاتهم العدائية ضد الشعب اليمني.

وكان قائدُ الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أكّـد في وقت سابق أنه لا يمكن القبولُ بإعفاء دول العدوان من مسؤوليات والتزامات السلام، وتحويل المشكلة إلى مشكلة داخلية مع المرتزِقة الذين لا يملكون من أمرهم شيئاً.

وفي هذا السياق أَيْـضاً، زعم المبعوث الأمريكي، خلال المؤتمر الصحفي، أن الولاياتِ المتحدةَ والسعوديّة والإمارات لا تمتلكُ قرارَ السلام، وأن القرارَ بيد الأطراف اليمنية، في تأكيدٍ صريحٍ وفَجٍّ على أن رغبةَ واشنطن في إفراغ جهود السلام من محتواها والتحكم بآلية التفاوض ومستقبل مسار السلام وفقاً لرغبتها ومصالحها.

وجدّد ليندركينغ التأكيدَ على أن الولايات المتحدة الأمريكية تقفُ ضد مطالب صرف الرواتب ومعالجة مِلف المرتبات ضمن المفاوضات الجارية بين صنعاء والرياض، حَيثُ زعم أن هذا المطلبَ يرتبط بقضايا سياسية وأنه لا يمكن حلُّه إلا بتفاهمات محلية، في تأكيد إضافي واضح على أن الولايات المتحدة تصرُّ على ربط المِلف الإنساني بملفات سياسية وعسكرية، وتسعى من خلال ذلك إلى إبقاء مجالِ المراوغة والمماطلة مفتوحًا لأطول مدة ممكنة، مع استغلاله لتقييد خيارات صنعاء وتجنب تداعيات استمرار معاناة الشعب اليمني.

وتطابقت تصريحاتُ المبعوث الأمريكي مع تصريحاتٍ جديدة أدلى بها السفيرُ السعوديّ لدى المرتزِقة، محمد آل جابر، لوكالة الأنباء الفرنسية، حَيثُ زعم أن الرياض تعتبر نفسَها “وسيطًا”؛ لتسهيل اتّفاق بين صنعاء وحكومة المرتزِقة.

وزعم آل جابر أن بلادَه تبذُلُ جهودًا “لإقناع اليمنيين بالجلوس على الطاولة”.

ويرى مراقبون أن هذه التصريحاتِ الفَجَّةَ تترجمُ انسجامًا سعوديًّا واضحًا مع الرغبات والتوجّـهات الأمريكية؛ لإعاقة جهود السلام وحرف مساره، خُصُوصاً وأنها تأتي في ظل اندفاع أمريكي واضح ومتزايد لكبح أي توجّـه سعوديّ نحو التعاطي الجاد على طاولة التفاوض.

وفي هذا السياق، كتب المحلِّلُ السياسي ونائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، العميد عبد الله بن عامر، أن “التوافُقَ في تصريحات المبعوث الأمريكي والسفير السعوديّ في تقديم أنفسهما كوسطاءَ وإعادة المشكلة على أنها بين اليمنيين أنفسهم يترجم التوجُّـهاتِ التي فرضتها أمريكا على السعوديّة بعدَ جولة التفاوض التي شهدتها صنعاء في رمضان”.

(المسيرة)