مجزرة تنومة بداية قرن من الإجرام السعودي على اليمن
الصمود|| مقالات|| منير الشامي
من مجزرة تنومة عام (1923م) إلى اليوم قرنٌ من الزمان مضى لم يتوقف فيه الإجرام السعوديّ ضد اليمن؛ فتلك المجزرةُ البشعة والمذبحة الدامية التي ارتكبتها عصاباتُ الإجرام التابعة لمجرم نجد عبدالعزيز بن سعود واستهدفوا بها أكثر من 3000 مواطن يمني كانوا قاصدين بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، استهدفوهم غدراً وهم محرمين مهللين ومكبرين ومستجيبين لله وملبين لدعوته، وفي الأشهر الحرم وصوبوا بنادقهم إلى صدورهم العارية ورؤوسهم المكشوفة ليرتقوا شهداء وتصعد أرواحهم الطاهرة إلى بارئها ومهاجرة إليه.
وتعد تلك المذبحة البشعة من أبشع المجازر التي حدثت على سطح الأرض وقد مثلت جريمة مركبة وبوتقة واحدة لعدد من الجرائم والكبائر التي لا تغفر، اجتمع فيها المكر والخداع وتجسد فيها سبق الإصرار والترصد وعكست الكبائر التالية:
– سفك الدماء المعصومة.
– سلب الأموال المحرمة.
– الصد عن بيت الله الحرام.
– محاربة الله ورسوله.
– الإفساد في الأرض.
إلى غير ذلك من الجرائم والكبائر التي توجب على مرتكبها لعنة الله وغضبه والخلود في عذابه، ولو لم يقترف النظام السعوديّ في تاريخه إلا هذه المذبحة البشعة لكفته ليحل عليه غضبُ الله هو وكل من والاه.
لقد تزامنت تلك المذبحة الدامية مع بداية نشأة نظام آل سعود الإرهابي المجرم، اتخذ من دماءهم الزكية المسفوكة شعاره، وكتب بها أهداف مملكته ونهجها وعمد بها أركان حكمه وإرهابه، وتقرب بأجسادهم للشيطان الرجيم فسر خاطره ونال رضاه، وزاد فخره وضاعف قواه فنبت قرنه، وتجسد ذلك القرن الخبيث على الواقع بذلك النظام الشيطاني وتلك الأسرة الطاغية على الأرض وصار المجرم عبدالعزيز بن سعود ومن بعده أولاده بعد تلك المجزرة أيادي الشيطان التي تفسد في الأرض وتهلك الحرث والنسل في أرض الحرمين وفي مشارق الأرض ومغاربها من ذلك التاريخ وإلى اليوم، وسيبقى هذا حالهم حتى زوالهم الذي قد آن أوانه ودنى يومه.
لقد شب النظام السعوديّ من وهلته الأولى على العداوة والبغضاء للشعب اليمني وما وصية المجرم عبدالعزيز لأبنائه التي قال فيها: (عزكم في ذل اليمن وذلكم في عزها) إلا فكرة شيطانية قذفها إبليس الرجيم في قلبه وزينها له ولذريته حتى ترسخت في قلوبهم فآمنوا بها وكفروا بما سواها وصارت القاعدة الأَسَاسية لبقاء دولتهم والركن الرئيسي لدوام حكمهم، ويستحيل أن يدركوا بطلانها ويعدلوا عن العمل بها حتى ولو شهد الثقلين لهم جميعاً وأقسموا بارين على ذلك.
ولعل تزعم هذا النظام للعدوان الغاشم على اليمن واستمرارهم فيه للعام التاسع أوضح دليل وأعظم برهان على ذلك.
فمن مجزرة تنومة وحتى عدوان اليوم وما بينهما وعلى مدى قرنٍ من الزمان لم يمر يوم منه إلا ولنظام بني سعود جريمة في الشعب اليمني بيد ملطخة بالدم أَو يد سالبة للمال أَو يد قاطعة لطريق أَو مهلكة للحرث أَو محاصرة للشعب؛ وهو ما أقوله وأؤكده لقيادتنا الحكمية ولشعبنا الحر الأبي وأنا جازم في قولي واثق من صدقي أن تحقيق السلام عبر المفاوضات مع هذا النظام المجرم من سابع المستحيلات، لا اليوم ولا بعد قرن من الزمان، فمن يؤمن بأن عزه في ذِل اليمن لن يتوقف لحظة واحدة أبداً عن السعي بكل طاقاته وإمْكَانياته والتضحية بكل ثرواته ليبقى اليمن ذليلاً.