صمود وانتصار

من تنومة إلى العدوان على اليمن..إجرام سعودي متأصل ومذابح متواصلة

الصمود|| تقارير||

مائة وثلاثة أعوام مرت على مذبحة تنومة وسدوان المروعة التي ارتكبها جيش ابن سعود بحق 3 آلاف من الحجاج اليمنيين، وهم في طريقهم إلى بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام.

وفي مثل هذا اليوم 17 ذي القعدة من العام 1341 هجرية، وفيما كان ثلاثة آلاف حاج يمني يرتدون ثياب الإحرام مهلّلين ومكبرين، وجهتهم بيت الله الحرام لأداء هذه الفريضة والشعيرة العظيمة، كان العدو السعودي يذبحهم في تنومة وسدوان.

ويصادف اليوم الذكرى الـ103 لمجزرة “تنومة” المروعة التي ارتكبها جيش آل سعود بحق آلاف الحجيج اليمنيين عام 1923م، مسجلاً المذبحة الأولى في تاريخه الملطخ بالدم والإجرام.

لقد كان أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني بزِادِهم وراحلتهم، متجهين إلى بيت الله الحرام، بعد أن تجمعوا من مختلف المحافظات اليمنية، فيهم الشيخ العجوز، والطفل الصغير، والمرأة الضعيفة، وما إن دخلوا مناطق سيطرة بني سعود أحيطوا بجنود ابن سعود بقيادة خالد بن محمد ابن شقيق الملك عبدالعزيز، وحين وصلوا وادي تنومة في بلاد عسير، بدأوا بتحضير الطعام قام القتلة بذبحهم جميعاً.

مجزرة تنومة الإجرامية الوحشية البشعة التي غيبتها أنظمة الوصاية لعقود طوال عن وعي أجيال من أبناء الشعب، وبقيت حبيسة الإخفاء القسري منذ 1923 حتى إشعال شرارة ثورة الــ21 سبتمبر 2014 التي كشفت بوضوح مدى الحقد السعودي على اليمنيين والمسلمين بشكل عام، تعد مجزرة تنومة، كما يشير عدد من المؤرخين من أبشع جرائم التاريخ وحشية، وقد ذكرها الرحالة السوري نزيه مؤيد بك العظم في كتابه “رحلة في بلاد العربية السعيدة” 1343هــ الموافق 1923م، وذكرها المندوب الإنجليزي جاكوب في مذكراته، وأكدا أن العدد يتجاوز الثلاثة آلاف بكثير بل إنه قد يصل إلى السبعة آلاف حاج وحاجة وطفل وطفلة.

وقد تتبع الباحث حمود الأهنومي في كتابه “مجزرة الحجاج اليمنيين” هذه المجزرة من حيث الزمان والمكان، ورصد المواقف المختلفة حيالها، وترجم لبعض الشهداء والناجين، وبعض الروايات والأشعار التي تحدثت عن تلك الفاجعة، واستدل بتسعين مصدرًا ومرجعًا.

وتمثل مجزرة تنومة البشعة، أول جريمة يرتكبها نظام آل سعود بحق الشعب اليمني قبل مئة عام، ما يمكن تسميتها بمذبحة القرن العشرين في حق الحجاج اليمنيين، والذي يعكس حقد النظام السعودي على اليمن سواء بالتصفية أو احتلال الأرض والسيطرة على ثرواتها كما هو الحال بالنسبة لعسير ونجران وجيزان.

ولعل شن العدوان على اليمن عام 2015م من تحالف النظام السعودي، وتجاوزه لكل الحدود بتدمير مقدرات البلاد وبنتيه التحتية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين في منازلهم والطرق وصالات الأعراس والعزاء، يُعد امتداداً لمجزرة تنومة.

مذبحة تنومة الوحشية ستبقى شاهدا حيا على تأريخ آل سلول الدموي، ومن يقرأ تاريخ بني سعود الإجرامي لن يستغرب اليوم؛ هذه الجرائم المُنكرة، في حربهم القذرة، فإنهم مستكبرون متجبرون قتلة، وتاريخهم الإجرامي في قتل القبائل العربية في الجزيرة مشهور، كما تمثل مجزرة “تنومة” امتدادا تاريخيا للعدوان السعودي الإجرامي على اليمن.

وما العدوان الإجرامي المتواصل على اليمن بقيادة مملكة آل سعود إلا استمرارا في النهج ذاته، فالمجرم الذي قتل وأمات مئات الآلاف اليوم هو نفسه الذي قتل آلاف الحجاج اليمنيين قبل 103 أعوام.