سياسة “بنى سعود” في إفراغ الحج من محتواه
الصمود|| مقالات|| عُـلا أحـمـد
وما أدراك ما الحج، الحج قائم وتؤدى هذه الفريضة منذُ أمدٍ بعيد ومن قبل أن يُبعث الرسول الأكرم “صلوات الله عليه وعلى آله” إلا أنها كانت تؤدى بطقوس وثنية، وعندما جاء الإسلام أوضح للأمة شعائر الحج وكيفيته وبين أهمية هذه الفريضة.
الحديث الآن أن اليهود يسعون منذُ قديم الزمان إلى إفراغ الحج من محتواه لأنهم يعرفون أن هذه الفريضة إذا أُديت بالشكل المطلوب الذي يُريده الله سبحانه وتعالى سوف تُشكل عليهم خطراً كبيراً وعلى وجودهم ناهيك عن أنهم يخافون من تجمع الناس من كل بقاع الأرض لأداء هذه الفريضة العظيمة، فتتوحد كلمتهم ويتعارفون على أحوال بعضهم البعض وينظر كلً منهم ماذا يجري لإخوته المسلمون الآخرون في أماكن أخرى، فعمدوا على إفراغ الحج من محتواه ومازالوا يسعون جاهدين للسعي لذلك الأمر وقد نجحوا في كثير منه .
بنى سعود هم الأداة الأكثر نفعاً التي استطاعوا من خلالها تسييس الحج وإفراغه عن محتواه وجعله شيئاً صعباً ولا يمكن الوصول إليه إلا بصعوبة بالغة، فقد بدأت السعودية بشن حملاتها اليهودية الشيطانية على الحج والحجاج منذُ زمنٍ بعيد فقبل مائة وثلاثةٍ أعوام أقدموا على إرتكاب أفضع مجزرة بحق حجاج يمنيين في تنومة وسدان وراح ضحيتها أكثر من ثلاثةِ آلاف حاج كانوا قد استعدوا للرحيل شوقاً إلى بيت الله الحرام، ولكنهم تعرضوا لِهجومٍ غادر نال من أرواحهم قبل أن يبلغوا مرادهم في زيارة بيت الله الحرام، ومنذُ ذلك الحين أصبح السفرُ نحو مكة المكرمة والحج أمراً مُخيفاً ومازال هذا الشيء قائماً وإلى الآن، فمن كان يُريدُ أن يذهب إلى حج بيت الله عز وجل يوُجسُ في نفسهٍ خيفةً فيكتب وصيتهُ من ثم يودعُ أهلهُ وأحبتهُ ويرحل وهو لايدري هل سيعود أم لا؟” فبدل أن يكون الحج وبيت الله الحرام آمناً للناس كما قال تعالى{ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا } حرماً آمناً تهوي إليه أفئدة المؤمنين من كل حدبٍ وصوب، لم يعد آمناً أبداً.
وأساليب أخرى خبيثة استخدمها ومازال يستخدمها بنو سعود في إفراغ الحج من مُحتواه ومنع هذه الفريضة فيما بعد إذا ما تمكنوا من السيطرة على الحج وبيت الله الحرام والمشاعر المقدسة، ومن بعد جرائم كثيرة جداً، كانت أولها جريمة حجاج تنومة، ثم جاءت بعدها جريمة إسقاط الرافعة فوق الإخوة المؤمنون الإيرانيون، واستباحوا حرمة دمائهم في بيت الله الحرام، وحادث التدافع في مِنى وحرق مخيمات اليمنيين وغيرها الكثير من الجرائم البشعة.
ناهيك عن أنهم قاموا بفتح ملاهي ودور دعارة ومحرمات بالقرب من أطهر مكان بيت الله سبحانه وتعالى وقيامهم برفع تكاليف حج بالغة تحتاج كثير من الأموال، وقاموا أيضاً بمنع الاقتراب من الحجر الأسود ومقام إبراهيم ومنعهم من الإقتراب من ضريح الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك قام هؤلاء الأنجاس الكلاب بعمارة أبراج عالية وبنايات ضخمة حتى عندما يصل الإنسان تلفت نظره نحو تلك البيوت والزخارف التي عليها والتنميق وهم إنما يُريدون لفت أنظار الناس نحوها وانشغالهم عن الطواف والصلاة حول الكعبة وأداء شعائر الحج العظيمة كما ينبغي نعم يُريدون إبعاد الناس تماماً عن الحج وأهميته في جمع صف وكلمة واحده وحركة وانطلاقة إيمانية واحدة والبراءة من أعداء الله وغفران الذنوب والخطايا والعودة الصادقة إلى الله.
بنى سعود حولوا مكة والحج إلى سلطة تحت سيطرتهم وأصبحوا يحكمون الحج كيف ما شاءوا ،يحج من شاءوا ويمنعون من لا يُريدون، وهم ليسوا بأولياء للحج وستزول ولايتهم عليه قريباً بإذن الله وسيحكمهُ أولياء الله وستشهدون في قادم الأيام طوافٌ يمنيٌ جهاديٌ أصيل وإحرام لم تشهد له الكعبةَ مثيلا، وسيخطب بنا في الحرام ولي الله علم الهدى قائد الأمة الإسلامية سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وإن غداً لناظرة قريب، وصدق الله القائل { وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْـمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَـمُونَ }.