صمود وانتصار

المماطلة السعودية..والرد اليمني

الصمود|| مقالات|| عبدالفتاح البنوس

لا مجال لإطالة أمد حالة اللا حرب واللا سلم التي تسعى السعودية وتحالف العدوان لتمديدها، واللعب على ورقة الدفع نحو الصراعات والمواجهات والحروب الداخلية فيما بين القوى اليمنية، السعودية تلعب بالنار غير مدركة عواقب هذه الحماقات، للصبر حدود ولن يطول الصبر اليمني كثيرا وخصوصا في ظل التعاطي السعودي السلبي مع مضامين المبادرة العمانية والتفاهمات التي خلصت إليها المفاوضات بين الوفد الوطني والوفد السعودي في سلطنة عمان .

 

هناك الكثير من المفاجآت التي تحضرها بلادنا لردع المملكة السعودية وتأديبها في حال استمراريتها في المماطلة والتلكؤ والتنصل عن تنفيذ ما تم التوافق عليه والذهاب نحو استكمال المفاوضات على طريق الوصول إلى صيغة توافقية تطوي ملف العدوان والحصار والأزمة اليمنية بكل آثارها وتداعياتها، وعلى السعودية أن تعي وتدرك جيدا أن القوات المسلحة اليمنية على أهبة الاستعداد للرد المناسب على سياسة الدعمة والتعاطي غير الإيجابي تجاه ما تم التفاهم عليه في إطار جهود الوساطة العمانية.

 

صبر صنعاء لن يطول أكثر في حال لم تتم ترجمة ما تم التوافق عليه على أرض الواقع، واللعب على عامل الوقت ومحاولات ترتيب الأوراق والسير خلف الإملاءات الأمريكية، وغيرها من الخطوات التي تعكف على تمريرها السعودية والإمارات بإشراف أمريكي، لن يصب في مصلحة السعودية والإمارات وستكونان المتضرر الأكبر في حال نفاد صبر صنعاء، التي تحملت ما لا يحتمل وقدمت التنازلات من أجل الدفع بوتيرة المفاوضات نحو التقدم وتجاوز العقبات التي وقفت ولا تزال تقف في مسارها.

 

أن تتقدم السعودية خطوة للأمام وتتراجع في الوقت ذاته خطوتين للخلف؛ أمر غير مقبول على الإطلاق، وهو ما يضع الكرة في ملعب السعودية المطالبة بالخروج من هذه الحالة، ومغادرة دائرة المماطلة والتسويف قبل فوات الأوان، فالأوضاع غير قابلة للمراوغة، واللعب على عامل الوقت من أجل إثارة وتأليب الشارع اليمني على سلطة صنعاء لن يؤتي ثماره ولن يحقق أهدافه، وستكون له ردود أفعال عكسية على السعودية والإمارات وعلى مرتزقتهما .

 

بالستياتنا الصاروخية وطائراتنا المسيَّرة على جهوزية تامة للتعامل مع أي قرارات قد تتخذها القيادة الثورية والسياسية في سياق الرد على التنصل السعودي عما تم التوافق عليه، ولا مجال للمراوغة السعودية، فالأوضاع تتفاقم، والاستفزازات والخروقات والانتهاكات متواصلة، وهو الأمر الذي قد يحتم على صنعاء الرد المناسب، الكفيل بردع الغطرسة والهمجية واللامبالاة السعودية تجاه ما تم التوافق عليه في العاصمة العمانية مسقط .

 

بالمختصر المفيد، على السعودي ومن دار في فلكه أن يدركوا جيدا أن الصبر اليمني النابع من الحرص على تخفيف المعاناة التي يكابدها أبناء شعبنا في ظل العدوان والحصار، والتعاطي الإيجابي من قبل القيادة مع جهود الوساطة العمانية لن يطول أمده ، ولن تستمر حالة اللا حرب واللا سلم طويلا، وأن التحركات والأنشطة والمؤامرات التي تحاك خلف الكواليس والتي تستهدف المحافظات اليمنية المحتلة وتتهدد الوحدة اليمنية والنسيج الاجتماعي اليمني، ليست بعيدة عن رصد أجهزتنا الاستخباراتية، وترقبها أعين قواتنا المسلحة وسيتم التعامل معها بقوة، وحينها لن يكون هنالك أي اعتبار لأي وساطات أو مبادرات وسيكون الحسم العسكري هو سيد الموقف، وعلى السعودية والإمارات أن تتحملا تبعات حماقات المهفوف السعودي والمتصهين الإماراتي .

 

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.