يوميات الثورة … عن .. شهرين في الكويت / بقلم : علي احمد جاحز
لشهرين في الكويت لم اشعر الا انني في بلدي ، هذه هي الحسنة الاهم في مشاركتنا مع الوفد الوطني في المشاورات ، فالكويت بلد مضياف و اهلها طيبون و كرماء ومحبون لليمن واليمنيين بشكل خاص ، ولعل هذه الجزئية تهون علينا ما تبقى من تفاصيل و جزئيات عشناها في هذه الرحلة التي لاتزال مستمرة .
***
خلال ايام الشهرين الماضيين اللذين قضيناهما في الكويت ، عشنا الكثير من الاحداث و التغيرات و عايشنا الكثير من المؤثرات و الارهاصات التي تراوحت بين الامل و الخيبة بين التفاؤل و التشاؤم بين الاقتراب من الفرج وبين البعد عنه ، وفي كل الاحوال كانت ولاتزال تجربة كبيرة ومهمة على المستوى الشخصي و على المستوى الوطني .
***
خلال الشهرين الطويلين السريعين في نفس الوقت ، لم يكن ثمة بد من ان نتحلى بالصبر والتحمل لاجل قضيتنا وهمنا و مستقبل وطننا ، ثمة ما يجعلك تذوق مرارة الصبر حلوة ، وتحس لفح القيظ بردا و سلاما ، وترى قحول المسافات واحات ، كل ذلك حين يكون الهدف اكبر واعظم من مجرد نزوة او لذة عابرة .
***
خلال الشهرين المليئين بالشوق والحنين و الضيق والبكاء ، كان لابد من الخوض في معركة لم نكن قد خضناها من قبل ادواتها و سلاحها و ميدانها جديد علينا ، لكننا في الوقت ذاته طوعنا المعركة و السلاح و الميدان و اثبت وفدنا الوطني الذي يمثل فرسان المعركة العسكرية وشعب معركة الصمود الاسطورية انه فارسا في ميدان الدبلوماسية في تجربة تعد الاولى من نوعها ، ليقف في حلبة التفاوض كما لو كان فريقا من مخضرمي السياسة والدبلوماسية الدولية ، كل هذا لانه يحمل قضية و مبدأ و ينطلق من حق و مشروع .
***
امضينا شهرين ، ولم تمض المشاورات كما كنا نتوقع ، الايام تمر سريعا و المشاورات تمر ببطء ، ليس لان وفدنا الوطني متطرف في ادائه الدبلوماسي بل على العكس قدم الكثير من السيناريوهات والبدائل ، لكن لان الوفد الذي يمثل العدوان او مايسمى وفد الرياض ، لايمتلك اي رؤية ولا نية للحل ، وفد يصح ان نطلق عليه الوفد المدلل الذي يقف المجتمع الدولي امام تناحته و افلاسه بصمت ، فيما لوكان الوفد الوطني يقف في نفس مربعه لكانت مشاورات الكويت قد حسمت ضد وفدنا الوطني .
***
المجتمع الدولي خلال الشهرين الماضيين لمس في اداء وفدنا الوطني الجدية و السلاسة والمنطقية والواقعية ، لكن لان المجتمع الدولي له حساباته و اهدافه وتقف بعض القوى فيه وراء العدوان و تستفيد من استمراره ، فانهم يقفون عاجزين حتى عن مجرد التأكيد على صوابية ما يطرحه وفدنا الوطني ، يكتفون بالاشادة ثم يتولون وهم في حيص بيص .. لا يستطيعون ان يساندوا وفد الرياض ويشعرون بالخجل من افلاسه وعجزه و ادائه المتشنج المتشدد ، وفي نفس الوقت لا يستطيعون ان يقولوا كلمة الحق و يدفعون باتجاه الحلول المنطقية رغم انها واضحة امامهم كوضوح الشمس .. فقط لانها جاءت من الوفد الوطني .
***
خلال شهرين مضيا ، رسم الوفد الوطني اكثر من خارطة طريق تشكل مخارج امنة سواء للعدوان و لهادي و للمجتمع الدولي المتورط في جريمة العدوان على اليمن سواء بالصمت او بالمشاركة او بالتواطؤ ، لكننا هنا نؤكد ان الشهرين كانا فرصة ذهبية للطرف الاخر ليخرج من مستنقع الحرب ، اما نحن كيمنيين .. كحاملي قضية .. فاننا عزمنا المواصلة في مشروع التحرر والاستقلال سواء عبر الطاولة او عبر جبهات الشرف والفداء .
وسننتصر أو ننتصر .. باذن الله .
* نقلاً عن صحيفة الثورة