صمود وانتصار

الحج عبادة مهمة عطلها آل سعود(1)

الصمود|
قبل أكثر من عشرين عام تناول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي في ثنايا محاضراته ودروسه فريضة الحج كفريضة إسلامية هامة تحاك ضدها الكثير من المؤامرات نظراً لأهميتها البالغة في توحيد الأمة وفي وقت كان يمثل طرحه في ذلك الوقت شيء من الغرابة إذ لم يستوعب الناس أنه من الممكن أن يتعرض له الحج ما تعرض له خلال السنوات الماضية من مؤامرات خطيرة ومبررات واهية تمارسها السلطات السعودية تحت ضغط اللوبي اليهود الذي يحمل عداء شديد لمكة المكرمة ولفريضة الحج بالذات كونها تمثل أعظم اجتماع بشري على وجه الكره الأرضية ولأنه اجتماع ديني يوحد الامة ويجمع شتاتها ويؤلف بين قلوب أبنائها..

وفي هذا التقرير سنتعرف عن أهمية فريضة الحج ودور النظام السعودي في تعطيلها على ضوء ما طرحه الشهيد القائد في بعض دروسه وما تناوله على ضوء الآيات القرآنية التي تحدثت عن فريضة الحج وكذلك محاولة الإمام الخميني (رحمه الله) لإعادة الحج إلى اصالته الإسلامية وردة الفعل العربي.. وقد أكتفينا بمقتطفات قصيرة ومن يريد الاستزادة يمكنها مراجعة دروس ومحاضرات الشهيد القائد لأنها تناول الموضوع بشكل واسع:

المساعي اليهودية للسيطرة على الحج

في البداية يتساءل الشهيد القائد عن المساعي اليهودية للاستيلاء على الحج ويتناول سبب دوافعهم لاستهداف الحج يقول في محاضرة [ الصرخة في وجه المستكبرين]: ((ماذا لو تعرض الحج؟. هل تظنون أنه مستحيل؟. كنا نقرأ من سنين نقرأ من سنين نصوصاً لوزراء بريطانيين ونصوص ليهود،وهم يصيحون من الحج، وقرأنا للإمام الخميني وهو يؤكد – قبل أكثر من عشرين عاماً- بأن أمريكا وإسرائيل تخطط للاستيلاء على الحج.

ولتعرف أهمية الحج بالنسبة للأمة وفي مواجهة أعداء الإسلام والمسلمين ارجع إلى القرآن الكريم تجد آيات الحج متوسطة للحديث عن بني إسرائيل، وآيات الجهاد والإعداد ضدهم في أكثر من موقع في القرآن الكريم. فهم لا بد، لا بد أن يعملوا للاستيلاء على الحج بأي وسيلة ممكنة، وقد رأوا بأن الأمور تهيأت لهم على هذا النحو، حتى أصبح زعماء المسلمين بعد أن فرقوا البلاد الإسلامية إلى دويلات، كل دولة لا يهمها أمر الدولة الأخرى.

كل ذلك يدل أن بالإمكان – فعلاً – أن تضرب السعودية للاستيلاء على الحرمين، ونحن سننظر – في بقية بقاع الدنيا – بأن الذي حصل هو حصل داخل المملكة العربية السعودية، وعلى مناطق هي تحت سيادة المملكة العربية السعودية، ونحن يمنيون وهم سعوديون، نحن مصريون وهم سعوديون، نحن باكستانيون وهم سعوديون، نحن.. وهكذا كل دولة مسلمة ربما تقول هذا المنطق.

لقد حُسِم الموضوع بالشكل الذي يؤهل أمريكا لأن تعمل ما تريد أن تعمل في بقاع العالم الإسلامي كله، فما سمعناه بالأمس في أفغانستان هو ما يُحَاك مثله اليوم ضد حزب الله في لبنان، هو ما يُحاك مثله اليوم ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، هو ما يُحاك مثله اليوم ضد المملكة العربية السعودية للسيطرة على الحج، على مشاعر الحج فنحن من كنا نصرخ لتحرير القدس، سنصرخ -إن كنا سنصرخ – عندما تُحتل مكة عندما تُحتل المدينة، وهذا محتمل احتمالاً كبيراً جداً.

تنظيم الحج بداية السيطرة عليه

وفي محاضرة [معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر] يتناول الشهيد القائد الخطوات الأولى التي تمثل بداية وشاهد على مساعي اليهود والنصارى للسطيرة على الحج من خلال تقليل الحجاج يقول:

((الله قال لنبيه إبراهيم: { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} وعندما يقول:{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ} هو يعلم أن تلك المشاعر، ومن يَفِدُون على تلك المشاعر سيكون فيها لهم سعة اتساع.

جاء تنظيم الحج، اليمن أربعة عشرة ألفاً إلى عشرين ألفاً، مصر كذا آلاف، قالوا: (المشاعر ضيّقة، وزحمة شديدة) إيران كذا آلاف، السعودية كذا، وكل بلد يُحدَّد له عددٌ معينٌ. أليس ذلك ما هو حاصل الآن، هذه أول خطوة من خطوات احتلال اليهود للحج؟ لأنهم في الأخير لن يمنعوا الناس – من أول يوم – عن الحج، عوّدونا على قبول نسبة محدودة، فإذا ما نقصت النسبة من عشرين ألفاً لليمن إلى عشرة آلاف ستكون مقبولة، أليس كذلك؟ ثم في عام معين تنقص من (عشرة آلاف) إلى (ألفين) مقبولة، ثم إذا كان الشعب كبيراً كمصر يكون بالقرعة. الآن الحج عند المصريين بالسهم بالقرعة (أين حُجاج القرعة) نسمعها هكذا في المشاعر بالسهم.

يتقدم الكثير ممن يريدون الحج ولكن بالسهم، إذا طلع سهمك تحج تحج، هذه هي بدايات الترويض، الترويض لنتقبل كل شيءٍ يريدون أن يعملوه في الأخير.

متى ستكون أنت من (ستة عشر مليوناً) يصبح العدد المسموح به هو ثلاثة آلاف شخص، متى ستتوقع أنك ستحج؟ هذا حصل مثله في بلدان الاتحاد السوفيتي، حصل أيام حكم الشيوعيين في تلك البلدان. راجع قوائم البلدان التي تحج، تجد أن تلك البلاد كانت من أقل الحجاج عدداً، بلدان الاتحاد السوفيتي وهي بلدان واسعة جداً

لماذا يستولون على الحرمين؟

يجيب الشهيد القائد عن هذا السؤال في محاضرة له بعنوان [لا عذر للجميع أمام الله] فيقول: ((لأن الحج هذا الحج الذي لا نفهمه نحن عندما نحج من اليمن ومن السعودية ومن مصر نحن العرب الأغبياء عندما نحج، اليهود يفهمون قيمة الحج أكثر مما نفهمه، اليهود يعرفون خطورة الحج وأهمية الحج أكثر مما نفهمه نحن . ما أكثر من يحجون ولا يفهمون قيمة الحج.

الحج له أثره المهم، له أثره الكبير في خدمة وحدة الأمة الإسلامية، ألم يجزءوا البلاد الإسلامية إلى دويلات خمسين دولة أو أكثر؟. وجزءوا البلاد العربية إلى عدة دويلات، لكن بقي الحج مشكلة يلتقي فيه المسلمون من كل منطقة، إذاً ما زال الحج رمزاً لوحدة المسلمين ويلتقي حوله المسلمون ويحمل معانٍ كثيرة لو جاء من يذكّر المسلمين بها ستشكل خطورة بالغة عليهم على الغربيين على اليهود والنصارى.

ولهم نصوص نحن نقرأها نصوص من وزراء منهم ومفكرين منهم يتحدثون عن خطورة الحج وأنه يجب أن يستولوا على الحج، وأنهم يجب أن يهيمنوا على هذه البقعة.

الحج مهم في مجال مواجهة اليهود والنصارى

وفي نفس المحاضرة السابقة يقول: ((جاءت الآيات القرآنية في الحديث عن الحج متوسطة لآيات الحديث عن اليهود والنصارى في كل من سورة البقرة وسورة آل عمران والنساء،ثلاث سور أذكرها من السور الطوال. كما جاء الحديث عن ولاية الإمام علي (عليه السلام) داخل الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل،كما جاء الحديث عن الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً ضمن الحديث عن بني إسرائيل لأن بني إسرائيل هم المشكلة الكبرى في هذا العالم ضد هذه الأمة وضد هذا الدين،هم العدو التاريخي للمسلمين من ذلك اليوم إلى آخر أيام الدنيا . هم العدو التاريخي.

فهم ـ فعلاً ـ يخططوا للاستيلاء عليه، وإذا ما استولوا عليه فهم قد عرفوا أننا أصبحنا نصدق كل شيء من عندهم، وأننا أصبحنا أبواقاً للإعلام نردد أي تبرير يأتي من قبلهم، عندما يقولون: نحن جئنا إلى اليمن من أجل أن نساعد الدولة اليمنية على مكافحة الإرهاب. يصدق البعض بهذا ويرددها ويخدمهم في أن تُعمم على أكبر قطاع من الناس، ليفهمهم أنهم إنما جاءوا لمكافحة الإرهاب، وسيدخلون الحجاز من أجل مكافحة الإرهاب، ومن أجل مكافحة الإرهاب يحرقون القرآن، ومن أجل مكافحة الإرهاب يهدمون الكعبة، ومن أجل مكافحة الإرهاب يمنعون الحج، ومن أجل مكافحة الإرهاب))

ويكرر نفس الكلام عن أهمية الحج في محاضرة أخرى [القرآن كتاب هداية – من كتاب الناسخ والمنسوخ – الدرس السابع] ((يتحدث (القرآن) عن الحج في وسط آيات الجهاد، ماذا يعني هذا؟ أن الحج مهم فيما يتعلق ببناء الأمة وتأهيلها لأن تكون أمة مجاهدة، وأن الحج لعلاقته الهامة فيما يتعلق بهذه الأمة، لعلاقته ببنائها, لعلاقته بأن تكون أمة قادرة على مواجهة عدوها، هو أيضاً مستهدَف من جانب العدو، يؤكد على أنه مستهدف من جانب العدو. وهذا شيء ملحوظ. الغربيون مركزون جداً على موضوع الحج بأيِّ طريقة، كيف يعطلونه, كيف يسيطرون عليه)).

﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾

في الدرس السابع من دروس رمضان ستفيض الشهيد القائد في الحديث عن الحج على ضوء الآيات القرآنية التي تناولت هذه الفريضة الهامة (( ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾ يثوبون إليها، يلتقون إليها، هي بيت سميت بيت الله، مَعْلَماً من معالم دينه، من معالم توحيده، من معالم ربوبيته، وألوهيته، الكعبة نفسها يثوب إليها الناس بطريقة مستمرة، يعودون إليها، يعودون إليها؛ لأن ثاب إلى الشيء بمعنى: رجع، فكأن الناس وهم دائماً يعودون إلى الكعبة، يعودون إلى الكعبة باستمرار، هذا معنى يثوبون إليها.

لها قيمة هامة جداً فيما تعطيه من معانٍ، فيما تعطيه من مشاعر، فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى، الإنسان عندما يكون قريباً من الكعبة يشعر وكأنه قريب في أجواء تجعله قريباً من الله، في أجواء تراها دينية، ترى مشاعر الناس هناك كلها مشاعر دينية، مشاعر توجُّه إلى الله، كل واحد يشعر وكأنه قد وصل إلى المكان الذي هو قريب من الله جداً. من الذي يستطيع أن يؤلف جيشاً من مليون جندي نظامي؟ يُعتبر رقماً مكلفاً جداً وباهظ التكاليف جداً، ويصل ضرره على الناس بشكل كبير، أي: بفارق ملموس، يصل ضرر الإنفاق، عندما تتولى دولة – مثلاً – تكوين جيش نظامي، وتنفق عليه من الأموال العامة للمسلمين، سترى الضرر يلحق بهم، وترى الثقل يصل إلى كل شخص منهم بالشكل الذي لا يحصل مع انطلاقتهم على حساب أنفسهم، أليس هذا شيئاً غريباً فعلاً؟ شيء غريب فعلاً: أنه لماذا نفترض أنه قد يكون مليون جندي يكلف –

مثلاً – تمويلهم للتحرك في اتجاه مُعيَّن أو في ظرف مُعيَّن مليار دولار، إذاً سيكلف مليار دولار مثلاً فلتنفق الدولة المسلمة من نفس المال العام مليار دولار في النفقة، لو تنفق هذا المبلغ ستجد أنه سيلحق أضراراً بالأمة من الناحية الاقتصادية مثلاً، سواءً فيما يتعلق بغلاء معيشة أو بأيِّ اعتبار مُعيَّن، أو فقد خدمات هامة جداً بالشكل الذي يُعتبَر شديد الوطأة عليهم هم أكثر من ذلك المليار الذي هو متوزع هو من داخل أموالهم الخاصة بهم.

فالحج تراه مهماً جداً، وجُعل على هذا النحو: الانطلاقة من جهة كل إنسان هو على أساس الشعور بالمسؤولية، وأن هذه فريضة يؤديها، ويموِّل نفسه هو فيجتمع لك في الحج ثلاثة ملايين – مثلاً – كم تكلفتهم الباهظة لو كان على حساب جهة مُعيَّنة؟ لا أحد يستطيع أن يمولهم.

مقومات أساسية هامة للأمة

مقومات أساسية هامة للأمة التي عبَّرت عنها هاتان الآيتان: ﴿قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ﴾ عندما لم تعد القضية على هذا النحو في الأمة ما الذي حصل؟ ضاعت الأمة فلم يعد البيت ولم يعد الحج بالشكل الذي يعطي الإيجابية، ولم يعد لدى الأمة قيادة واحدة على هذا النحو: القيادة التي هي ماذا؟ امتداد لقيادة إبراهيم، وقيادة محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم). لديك الآن (57) قائداً ماذا عمل هؤلاء أمام مجموعة من اليهود؟ لا شيء، و(57) قائداً تحتهم كم؟ مليار وثلاثمائة مليون مسلم، وتحتهم ثروات هائلة جداً، وتحت أقدامهم منطقة استراتيجية هامة جداً، وتراهم لا شيء، لا يجرؤون أن ينطقوا بكلمة واحدة إلاّ القليل منهم، وعندما يتكلم القليل منهم يكون الآخرون بالشكل الذي ربما مستحيل عندهم أن يستجيبوا لكلمته، وأن تنطلق إلى مواقف عملية جادة، لا يوجد، إذاً فقدت الأمة شيئين هامين جداً تُعتبَر من أهم المقومات لبناء الأمة، وأن تكون أمة لها فاعليتها، أمة مؤثرة في حركتها، أمة لا يمكن أن تصل إلى الوضعية التي وصلت إليها الآن.

لا يجوز لأي طرف أن يتحكم في البيت الحرام

في نفس الدرس السابق يؤكد الشهيد القائد على ضوء الآيات القرآنية أنه لا يجوز أن يتحكم بالبيت الحرام أي طرف وأن ما يقوم به النظام السعودي يشكل جريمة (( ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنــًا﴾ في نفس الوقت أمناً لا يجوز لأحد أن يعمل أيَّ شر بالآخرين في محيط ذلك البيت نهائياً؛ لهذا كان دخول رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) إلى مكة بطريقة حكيمة يتفادى معها أيَّ إضرار بشخص حتى من الكافرين داخل مكة حتى من أعدائهم وهم لا يزالون أعداء كافرين داخل مكة. فتح مكة لا أظن أنه حصل فيه أيُّ حادث على الإطلاق، ترتيبات دقيقة جداً حقق من خلالها فتحاً لمكة، وانكسار شوكة الكفر نهائياً مع الحفاظ على حرمة البيت الحرام، وعلى هذه القاعدة الإلهية: أنه جعله ﴿مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنــًا﴾.

ولهذا كانت جريمة كبيرة جداً: عندما قتلوا العشرات من المسلمين في (عام 1407هـ) السعوديون وقع منهم تلك المجزرة الرهيبة جداً قُتل فيها أكثر من أربعمائة شخص والله قد حرَّم صيد حمامة جعل لها حُرمة، حرَّم صيدها، وهؤلاء قتلوا أربعمائة؛ ولهذا ترى الدولة السعودية من بعد لم تقم لها قائمة فعلاً؛ لأن الله قال: ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ تدهورت دولتهم من ذلك اليوم إلى الآن، ولا تتوقع لها أن تنهض على الإطلاق إلى الأفضل إنما انحطاط إلى أن تتلاشى وتنتهي بخزي وعذاب أليم، عذاب نفسي والله أعلم ماذا سيكون من أنواع العذاب.

البيت جعله الله مثابة للناس لا يجوز لأيِّ طرف أن يتحكم فيه بما يحول دون أن يصلوا إليه، بل واجبه أن يُقدِّم خدمات، وليس أن يحول لا بفرضيات مُعيَّنة، أي: أن المفترض أن البيت الحرام في الحج إليه، واعتماره يكون له طرق سالكة لا تتوقف لا على (جوازات) ولا على أيِّ ترتيبات من هذه الأشياء التي يعملونها، إلاّ فقط الجوانب الأمنية التي تعني خدمة، لا بأس تفتيش، مراقبة الحجاج: هؤلاء من منطقة كذا، وهؤلاء الحجاج من منطقة كذا، إحصائية من أجل ماذا؟ لتقديم خدمة أمنية)).

ارتفاع تكاليف الحج جريمة أخرى يمارسه النظام السعودي

ويؤكد الشهيد القائد أن رفع تكاليف الحج يشكل جريمة أخرى يمارسها النظام السعودي يقول ((عندما يكون هناك مبالغ تؤخذ سواءً في البلد الذي أنت تحج منه، أو من نفس الدولة التي تهيمن على هذا البيت الحرام وعلى المشاعر المقدسة، تطلَع لك تكلفة الحج في الأخير بحوالي (5000 ريال سعودي) هنا وأنت في أقرب منطقة إلى البيت الحرام، كيف ستكون التكاليف بالنسبة لمسلمين آخرين من بلدان أخرى من الهند من الصين من بلدان أخرى كم ستكون تكاليفهم؟!

إذاً فهذه جريمة في نفس الوقت، المفترض ألاّ يترتب؛ لأن الله جعله مثابة للناس، لا يجوز لأيِّ جهة أن تهيمن عليه، وإنما تُعتبَر خادمة له ولمن يحج إليه، وكان المشركون يتنافسون على خدمة الحُجاج، وكان البعض منهم يُعِدُّون الشراب، وأناس منهم يُعِدُّون الطعام: يَفتّون للحُجاج الخبز مع اللحم مع غيره، يطعمونهم، يتنافسون على خدمتهم، وهؤلاء يقولون: ضيوف الرحمن، ويختلسونك وأنت ما زلت هنا تقطع (جواز) محسوب حوالي (500 ريال) محولة هناك لمكتب الوكلاء الموحد سعوديون، وتدخل والأشياء ترتفع أسعارها، يرفعون أسعار الأشياء، أسعار الشقق السكنية، أسعار المواصلات، السيارات، أسعار المأكولات، المواد الغذائية، أسعار كل شيء ترتفع وتتضاعف بنسبة هائلة، لا يتركون الوضعية على أقل تقدير تكون وضعية طبيعية.

إحدى المرات في مكة استأجرنا (شقة) بأربعة آلاف وخمسمائة تقريباً ستة أيام، نسأل أحد المستأجرين قال هو مستأجر الشهر بسبعمائة ريال، لماذا حجاج بيت الله تستغلونهم بهذا الشكل: ستة أيام بأربعة آلاف وخمسمائة ريال! بينما الشهر بسبعمائة ريال في الأوضاع الطبيعية؟!

عندما يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنــًا﴾ يجب أن تكون حركة من يرون لأنفسهم أن هناك حقوقاً مُعيَّنة واعتبارات مُعيَّنة أن يكونوا قائمين على ما يتعلق بالمشاعر المقدسة أن يكون كل عملهم في هذا الإطار، أي: فيما يُسهِّل أن يكون ﴿مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنــًا﴾ فيثوبون إليه، فيما يُسهِّل عملية أن يثوبوا إليه، أن يترددوا عليه ليحجوا ويعتمروا، أليست تقتضي أشياء كثيرة وتسهيلات يترك طريقاً سالكة هناك (خط) إذا كان يريد أن يقفل على مدن أخرى حتى لا يدخلها أحد، يترك خطاً سالكاً لمكة والمدينة والمشاعر المقدسة لا تربطه بأيِّ شيء، حتى لو تريد أن تعمل عليه (شبك) اعمل على بلادك (شبك) إذا كنتَ تريد أن تهيمن عليها، اعمل عليها (شبك) حتى لو تريد أن تسقفه، اتركه خطاً سالكاً ولا يكون مرتبطاً بأيِّ رسميات على الإطلاق، جوازات مُعيَّنة، أشياء مُعيَّنة لم يكن بهذا الشكل مئات القرون في تاريخ هذه الأمة، كان يحج من يحج، ويحج الناس بتكاليف بسيطة جداً.

اعداد: صادق البهكلي