صمود وانتصار

يتمادى الخرفان في شهر الغفران ..

العزي المنصور

شهر كريم أنزل فيه القرآن، شهر عظيم وعدنا فيه الرحمن، برحمة، بمغفرة، بعتق من النيران، هو شهر للتحدي واسمه رمضان؛ نعم.. شهر التحدي، شهر القوة، شهر الصبر، شهر الثبات، شهر العزة، شهر الإباء، شهر التضحية، شهر الشموخ، شهر الرحمة، شهر الإخاء، شهر الإخلاص، شهر لكل جميل.

هو شهر ليس كباقي الشهور، خصه الله للعاملين فيه والقائمين لياليه، خصه لهم بعالي الدرجات وجزيل النعم والحسنات؛ العاملين فيه بالخير والدعوة إليه – إلى الخير – بالحق، ونصرته وتأييده والحث على السير وفق خططه، والقائمين لياليه بالحمد، بالشكر، بالإستغفار، بالركوع والسجود، بتلاوة – القرآن الكريم – قرينه الذي أنزله الله فيه.

يهل علينا هلال شهر رمضان المبارك ليذكرنا بقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ..﴾، أنزل فيه هادي البشرية جمعاء، أنزل فيه مخلص البشرية من التشتت والحيرة والإنقياد والذل والهوان والعبودية لغير الله، أنزل فيه كلام الله وحكمه الفصل، والطريق إلى رضاه – الله سبحانه وتعالى – وجنته.

يأتي هذا الشهر الكريم ليطهر القلوب، وليصفي العقول، وليجمع الناس تحت راية واحدة، ومنهج واحد، وطريق واحد، ونتيجة واحدة هي الدين الإسلامي الحنيف والتمسك به وبالله وبكتابه وبرسوله قبل كل شيء؛ يأتي ليأخي بين المسلمين، ليوحد كلمتهم، لينور طريقهم، ليخرجهم من الظلمات إلى النور.

ففي هذا الشهر العظيم يبذل الجميع أفضل وأحسن وأحب ما لديهم رخيصا في سبيل الله، يبذلون كل ما بوسعهم بذله ليكسبوا أجر ذلك العمل من الله عزوجل أضعافا مضاعفة، يبذلون بقلوب تحب البذل وتدعوا إليه من جميع النواحي؛ فهناك من يبذل أمواله، وهناك من يبذل من قوت يومه، وهناك من يبذل حتى نفسه ليقدمها حامية لدين الله، ولشعبه ووطنه.

عام ونيف من العدوان السعوصهيوأمريكي الغاشم على الشعب اليمني لم يغير النفوس، ولم يمرض القلوب، ولم يؤثر في شعب الحكمة والإيمان مثقال ذرة، إلا أنه زادهم قوة وترابطا وحكمة وشجاعة وكرامة وحرية واستقلالا لم يحدث له أن كان من قبل، وصل بعدوانه حتى شهر الرحمة في عامه الثاني ليكون الأوهن والأضعف كما كان في شهر رمضان للعام الماضي؛ ولنكن نحن اليمنيين الأقوى والأشجع والأصلب، وكذا اصحاب الحكمة الحقيقية والقضية المركزية.

في هذا الشهر وبفضل الله سنزداد إيمانا وثقة بنصره، وسيثبت تمسكنا وتعاوننا وترابطنا – للعالم أجمع – اننا أهل للحرية والكرامة والاستقلال، وسننتصر في شهر العزة بعزة الله، شهر الفوز في الدنيا بالعمل الصالح، وشهر الفوز بالأخرة بإذن الله، فسلام على الشعب اليمني حين صبر وصمد، وحين ثار وجاهد، وحين يفوز في الدنيا والأخرة ويكتب عند الله حرا.