صمود وانتصار

سياسة التهدئة.. وبيارق السلام الزائفة

الصمود|| مقالات|| فضل فارس

منذ أن تم التوافق على التهدئة ووقف التصعيد بين الأطراف قبل ما يقارب عاماً ونصف العام وإلى اليوم والنظام السعوي ـ كونه المدبر الأساسي والقائد الوجيه لهذا الاحتلال ـ يلعب على الحبلين ويختلق الأكاذيب والحيل .

فلا توافق جاد حصل منه ولا تصعيد علني يعلنه كي تنتهي حالة اللاسلم واللاحرب السخيفة، إنما تحايل صريح وكسب للوقت كما يظن، وذلك ما هو جلي وبوضوح ولن ترضاه حكومة صنعاء .

النظام السعودي وحسب تفكيره الساذج أنه بهذه السياسة العدوانية سياسة المماطلة والتحايل قد ينجح ولو بعض الشيء في تركيع أبناء شعبنا، فمن خلال طول أمد الحصار الخانق وقطع رواتب الموظفين وإغلاق المطارات ما عدا نادر الرحلات المرضية – وذلك باستمراره على المراوغة والتحايل –  أيضا افتعال المؤامرات الشيطانية في الجانب الأمني والاقتصادي المرير في بلدنا. بهذا وحسب ما يظن قد ينجح في كسر الإرادة الشعبية وإخراج الشعب الجائع إلى الشوارع – كما هو حال الإخوة في الجنوب المحتل – وبهذا يأتي ليكون المخلّص الوحيد لهذا الشعب من أزمته.

 

إن السعودي والإماراتي شريكه الرسمي الظاهر في المؤامرة على هذا الشعب، يجدون في هذه السياسة وحسب تفكيرهم السطحي مخرجاً لهم من الولوج العاجل في المخاض العسكري مع حكومة صنعاء مع أيضاً متنفس الوقت الذي من خلاله – وعبر التلاعب السياسي والاقتصادي بقوت وحياة المواطن في الجنوب في جميع متطلبات حياته الضرورية – اضف أيضا سياسة التقسيم الفئوي وتقطيع الأواصر والمناطقية والعنصرية التي ينشرها بين أبناء المناطق المحتلة  سوف يُحْكِمون السيطرة الكلية على أرض الجنوب بكل مقدراتها، وبهذا يكونون المستفيدين وتتحقق لهم إحدى أمانيهم في استقطاع بعض من الأراضي اليمنية  التي لطالما عاشوا يحلمون بها، وبهذا لو لم يكن لهم من عدوانهم طوال هذه السنوات إلا هذا المكسب لارتضوه  إن هم ظفروا به  .

وأما ما يخص السلام الحقيقي فإنهم ومن منظور سياستهم المخادعة التي هم عليها بعيدون عنه وقد حرصوا فقط على تلقيننا السلام المخادع الذي ليس إلا مجرد تخدير موضعي جعلوه في قوتنا الإعلامي ليصيبنا كل يوم بالوهن والضعف .

وفي كل ذلك هم واهمون ومتحسرون ولن يجنوا من تلك السياسات بأجمعها إلا الخيبة والخسران، فصنعاء قيادة وشعبا – وذلك ما يدعوهم إليه السيد العلم دائماً – مستعدون لمواصلة الثورة وإخراج المحتل من كل الأراضي اليمنية، ومن ذلك ما على أنظمة العدوان إلا الأخذ بنصح القيادة في الكف عن المؤامرات والمراوغات السياسية والأخذ بجد قبل فوات الأوان في إنهاء العدوان وإصلاح الأضرار وذلك تجنباً للسخط اليمني الشعبي المتزايد كل يوم والذي يشدهم دائماً للمواجهة وعدم الانخداع ببيارق السلام الزائفة التي يرفعها أولئك السفلة المخادعون.

وفرصة التهدئة وإحلال السلام إن هم سوف يراجعون ضمائرهم لا زالت إلى اليوم بأيديهم، وذلك بفضل قائد الثورة السيد العلم الذي لطالما صبر على كل تلك السياسات المراوغة والمؤامرات حرصاً منه ورحمة – لا خوفاً ورهبة — بأولئك المخدوعين، فعسى أن يعودوا إلى جادة الصواب، وما بعد التهدئة “ذلك أمر معلوم” إن هو وقع المعكوس المقرون حالياً وبلا إشكال بمدى جدية دول العدوان في إحلال السلام ومن قد أنذر لا لوم عليه .

وهي النصيحة أيضاً لأنظمة العدوان من قائد الثورة في واقع هذه المرحلة أن يكفوا عن مخططاتهم العدائية في استقطاع الأراضي اليمنية والحذر أيضاً من مجرد التفكير في ذلك ؟
فذلك ومن واقع ( إن العزة لله ولرسوله والمؤمنين)  ليس مسموحاً، والرد على ذلك إن وقع سيكون البتر  لتلك الأيدي، وهم كما قد خَبروا لذلك مدركون .