أهمية البحر وأهداف التواجد الأمريكي فيه؟ ولماذا قد تُصبح حرباً إقليمية أن اقترب الأمريكان من المياه اليمنية ؟!
الصمود|| مقالات|| أحمد عبدالله الرازحي
يُعتبَرُ البحرُ الأحمر ذا أهميّة استراتيجية في الأمن العالمي والعربي والإفريقي، حَيثُ يُعتبر قناة وصل بين البحار والمحيطات المفتوحة، ومن هنا من هذه النقطة تحديداً تزيد أهميته الاستراتيجية جميع النواحي، سواءً من الناحية الاقتصادية أَو الأمنية أَو العسكرية..
وكما هو معلوم أن للبحر الأحمر دورا كبيرا جِـدًّا في التجارة الدولية بين أُورُوبا وآسيا، ويقدَّرُ عددُ السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر سنوياً بأكثرَ من ٢٠ ألف سفينة تجارية..
ولهذا نُلاحظ عبر التأريخ التسابُقَ على هذا البحر من القوى الكبرى خُصُوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، حيثُ إن لها نشاطا استعماريا ومحاولات ليست جديدة بالسيطرة على البحر الأحمر وقد ظل البحر الأحمر موضع اهتمام الإدارة الأمريكية على اختلاف عهودها من مبدأ نيكسون عام 1969 ومبدأ كارتر عام 1976 ومبدأ ريغان عام 1982 حتى مبدأ بوش عام 1990 ومحاولات متعددة ولن يكون الأخير وصول 3000 جندي أمريكي واساطيل إلى البحر الأحمر، وإنما لبداية مرحلة جديدة من الصراع المحموم في الهيمنة الأمريكية وفرض السيطرة بالقوة على هذا البحر الهام.
وبالتأكيد أن لهذا التواجد أهدافًا متعددة، وسنتحدث عن بعض الأهداف الأمريكية في تواجدها في البحر الأحمر وبشكل مُختصر:
أولاً: لا شك أن هذه الجيوش والأساطيل الأمريكية أتت لضمان المصالح الأمريكية في المنطقة، وضمانة عدم فقدان نهب الموارد والثروات والمال العربي في الشرق الأوسط؛ ولتغذية الصراعات وزرع الفتن حسب اعتماد سياسة “فرّق تسُدْ” بين الدول العربية وإيران! وتقديم أن من يهدّد أمن المنطقة العربية والثروات والبحر الأحمر هي إيران؟؟ وتناسى الأمريكي أن إيران جزء لا يتجزأ من الخليج العربي الفارسي!! فهل هناك عقول عربية ستصدق هذا الزيف خُصُوصاً بعد التقارب السعوديّ الإيراني الأخير وعودة العمل الدبلوماسي؟!
ثانياً: التسابق والتنافس الدولي على البحر الأحمر، خُصُوصاً مع التغيرات في الساحة العالمية وتغير موازين القوى وظهور أقطاب جديدة كالروس والصين وإيران؛ ولهذا يُسارع الأمريكي على التواجد في البحر الأحمر لأهميته الاستراتيجية وتأثيره العالمي على الموارد الدولية..
ثالثاً: الهدف الأهم الإيفاء بالالتزام الأمريكي الدائم بحماية أمن “إسرائيل” ومستقبلها في المنطقة.
رابعاً: الضغط على السعوديّة لتقليص وفرملة خطوات التقارب مع إيران، وما يؤكّـد هذه الضغوط الهائلة على السعوديّة من قبل الأمريكي هي أنها اضطرت لفتح الخلاف على حقل كاريش؛ لتبرير الضغوط على المملكة السعوديّة ومن ثم الضغط على السعوديّة؛ لفرملة التقارب مع سوريا ثم لبنان واليمن وَ… إلخ.
وبالتالي كُـلّ هذه الأهداف ليست مستحقاً للأمريكي، إنما سيكون على حساب الدول المطلة على البحر الأحمر؛ ولهذا فَــإنَّ اليمن من له جزء كبير من المياه الإقليمية في البحر؛ ولهذا أكّـد مسؤول العلاقات الخارجية في صنعاء حسين العزي أن أي اقتراب وبمُجَـرّد الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية سيكون بدايةً لحرب أَو المعركة الأطول في التأريخ.
ونُدرِكُ جميعاً تعاظُمَ قدرات أنصار الله في اليمن، سواءً الصاروخية أَو الطائرات المُسيَّرة، في الفترات الماضية والتي أصبحت تملك مخزوناً لا يستهان به من القوة الرادعة التي سبق ونجحت في دكِّ مصافي نفطية في السعوديّة والإمارات ومطارات عسكرية وأهداف حيوية تم قصفها فعلاً دون تردّد أَو خوف من أية تبعات؛ لأَنَّ لدى اليمنيين قضيةً وهم في إطار الدفاع عن اليمن وحقوقهم المشروعة.
ومن المجازفة أن يُقدِمَ الأمريكي على الانتحار بجنوده أمام المياه اليمنية التي أضحت في حماية صنعاء ودالتي تملك القوة العسكرية الرادعة وقوة اتِّخاذ القرار في حماية اليمن وحماية المياه اليمنية ومصالح اليمنيين.
وأخيرًا أعتقد أن من المرجَّح أن من يسيطر على البحر الأحمر سيسيطر على خيرات وتجارة الشرق الأوسط وإفريقيا، وينتصر في أي صراع عسكري مقبل؛ ولهذا حذّر أنصار الله في اليمن من الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر كأول دولة تتعهد بحماية حدودها البحرية وهي قادرةٌ على حماية المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر، كما استطاعت حمايةَ اليمن من الحرب العدوانية عليه منذُ ثماني سنوات، وقادم الأيّام ينذر بالمفاجآت ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعد.