صمود وانتصار

قائد الثورة: إذا لم يُقلع السعودي عن سياساته العدائية فإن موقفنا سيكون حازمًا وصارمًا

الصمود|

أكد قائد الثور السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته ، يوم أمس السبت ، في ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام أن المرحلة الحالية تشهد خفضًا للتصعيد، موضحا أن هذه المرحلة  هي لإفساح المجال للوساطة العمانية.. مؤكدا في ذات الوقت أننا لسنا في غفلة عن مساعي الأعداء، و خططهم، و تحركهم السيئ جدًّا لأهدافهم الشيطانية.

 

وأوضح السيد أن مشكلة السعودي والإماراتي، بالرغم مما قد كلَّفه عدوانهم على شعبنا،  فمشكلتهما في الخضوع لأمريكا وبريطانيا.. فالأمريكي حريص على استمرار الاستهداف لبلدنا، وحريص على أنه في الحد الأدنى إذا لم يتمكن من احتلال كل بلدنا، فاستقطاع ما قد احتله منه.

 

وأكد السيد أنه طالما بقي السعودي مرتهنًا للأمريكيين، ومتوجهًا ضمن إملاءاتهم، فهذه مشكلة كبيرة عليه؛ لأنه لا يمكن بالنسبة لنا أن نسكت على استمرار هذا الوضع، الذي يعاني فيه شعبنا معاناة كبيرة.

 

لا يمكن للسعودي الانتقال  إلى (الخطة ب)،

وقال السيد : أن يتصور السعودي أن بإمكانه أن يأتي ومعه الإماراتي، لتنفيذ أجندة وإملاءات وتوجيهات ومخططات أمريكا وبريطانيا، ضد بلدنا: بالحرب، والدمار، والاحتلال، والحرمان من الثروة الوطنية، والتسبب بمعاناة شعبنا، وتجويعه، وبؤسه، ومعاناته، ومع ما حصل أثناء القصف والاستهداف لهذا البلد من تدمير هائل لمنازل المواطنين، لمصالح أبناء هذا البلد، لمنشآتهم الحيوية، لخدماتهم العامة، ومع ما حصل من حرب اقتصادية ظالمة، لإفقار شعبنا وتجويعه إلى أقسى مستوى، لا يمكن أن نسكت عن الاستمرار تجاه ذلك، فيتصور السعودي أن بإمكانه أن ينتقل إلى (الخطة ب).

 

وأوضح السيد أن السعودي يرى بأنه إذا لم يمكنه الاستمرار في حرب عسكرية شديدة مستعرة، فتكون تهدئة إلى مستوى معين، وخفض للتصعيد إلى مستوى معين، ثم استمرار في الحصار، واستمرار في التجويع، واستمرار في نهب الثروة الوطنية، أو في الحرمان للشعب منها، والتسبب بمعاناة شعبنا نتيجةً لذلك الحصار، ثم لا إعمار، و لا انسحاب، و لا إيقاف للحصار، ويتصور السعودي أيضاً  أن بإمكانه أن يضيع مع الوقت كل شيء، وأن ينسى شعبنا ما فعلوه به، من قتل وتدمير، وأن يصبر على حالة الحصار ويتحول سخطه إلى مشاكل داخلية فقط! .

مؤكدا أن هذا تصور خاطئ، ولا يمكن للحال الراهن أن يستمر بما هو عليه أبدًا.. مشددا أن على السعودي أن يعي هذه الحقيقة، وأن يدرك أن استمراره في تنفيذ الإملاءات الأمريكية والبريطانية ستكون عواقبها الوخيمة عليه؛ لأنه لا يمكن أن يعيش في أمن ورفاهية، وتحريك للاستثمارات في (نيوم) أو في غيرها، واهتمامات وأنشطة اقتصادية، ثم يتسبب باستمرار الحصار والمعاناة والبؤس في واقع شعبنا العزيز، فيتصور أن بإمكانه أن يبقى بلدنا مدمرًا وخرابًا ومحاصرًا، وأن يبقى شعبنا جائعًا ومعانيًا، ويشغله أيضًا بمشاكل داخلية، ويبقى هو هناك نائنٍ بنفسه عن كل التبعات لما قد فعله ويفعله،

 

وجدد التأكيد على أن هذا لن يحقق للسعودي السلام، ولا يمكنه أن ينأى بنفسه عن التبعات والالتزامات نتيجة عدوانه الظالم على بلدنا، ثمان سنوات من التدمير، والقتل، والحصار، والتجويع، والتضييق في كل شيء.

 

سيكون لنا موقف حازم

وجدد السيد القائد التأكيد أننا لا يمكن أن نسكت عما هو حاصل طويلًا، فقد افسحنا المجال للوساطة بالقدر الكافي، وإذا لم يحصل تطورات إيجابية، إذا لم يحصل معالجة لتلك الإجراءات الظالمة بحق شعبنا، إذا لم يُقلع السعودي عن سياساته العدائية، وعن إصراره في الاستمرار على النهج العدائي ضد شعبنا، والاستمرار في حالة العدوان، والحصار، والظلم، والمؤامرات، والاحتلال، فإن موقفنا سيكون موقفًا حازمًا وصارمً.

 

وأوضح أننا  -بحمد الله- لسنا غافلين خلال هذه المدة، فنحن نسعى إلى تطوير قدراتنا العسكرية بكل ما نستطيع، من أجل هدفنا المقدس في التصدي للأعداء، و دفع الظلم عن شعبنا، و السعي لتحقيق الأهداف المقدسة لتحرير وإنقاذ بلدنا، ولأن يحصل شعبنا على حقه في الحرية والاستقلال التام.

 

تحذير جاد

وقال السيد: انا في هذا المقام أوجه التحذير الجاد إليهم، وأقول لهم: لا يمكن أن نسكت ولن نسكت، تجاه الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته الوطنية، تجاه الاستمرار في الاحتلال لبلدنا، و الاستمرار في حالة العدوان والحصار، وإذا كنتم تريدون السلام فطريق السلام واضحة، وليس هناك من جانبنا أي شروط تعجيزية.

 

التحرك لمواجهة العدوان جهاد في سبيل الله

 

وفيما يتعلق بموقفنا من العدوان فأوضح السيد القائد أن ما حصل عندنا في اليمن؛ ويحصل بشكلٍ مستمر، هو عدوان شامل، وحرب على مدى ثمان سنوات، حرب شاملة، قتل، جرائم رهيبة، بإشرافٍ أمريكي مباشر، وتدخلٍ وإشرافٍ وإسهامٍ بريطاني إلى الجانب الأمريكي، وتنفيذ عملائهم في المنطقة.

 

وأوضح السيد أن  هذا العدوان لا مبرر له أبدًا، في هذا العدوان قتل لعشرات الآلاف من الناس، ، واحتلال لمساحات كبيرة من بلدنا. و سيطرة مباشرة على ثروة شعبنا؛ والسيطرة ، على منابع هذه الثروة، في مأرب وحضرموت وشبوه وغيرها و سيطرة وتحكم في معظم المناطق ذات الأهمية الكبيرة، على مستوى المطارات، و الموانئ، و المنشآت والقواعد العسكرية ذات الأهمية الكبيرة، وكذلك فرض حصار شامل، حصار ظالم، جائر، تسبب في معاناة كبيرة لشعبنا العزيز. وسياسات عدائية على مستوى الاستهداف للاقتصاد الوطني، تسببت بمعاناة هذا الشعب في معيشته إلى أقصى حدّ، ولا يزال شعبنا يعاني.

 

وأضاف السيد أن كل هذا يستمر فيه الأعداء  ، ويصرون عليه بالرغم من المعاناة الكبيرة لشعبنا العزيز، فما هو ذنب شعبنا حتى يفعلوا به كل هذا! حتى يظلموه كل هذا الظلم، أهداف شيطانية، إصرار على الظلم، استهداف مستمر.

 

وأكد السيد القائد أننا كشعبٍ يمني؛ في إطار ما نعانيه من جهة تحالف العدوان، من إصرارهم على الاستمرار في الحصار لنا، و إصرارهم على الاستمرار في احتلال أجزاء واسعة من بلدنا، و مساعيهم المستمرة لتفكيك بلدنا، واستقطاع مساحات وأجزاء منه، ونشر الفتن بين أبنائه، فإننا  نواجه ذلك من منطلق انتمائنا الإيماني، كمسؤولية إيمانية، وكضرورة واقعية، ونحن واثقون بنصر اللّٰه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

 

أهمية الاستقرار الداخلي

وفيما يتعلق بالوضع  الداخلي فقال السيد : أتمنى أن يدرك الجميع أهمية العمل على الاستقرار الداخلي، وإفشال كل مؤامرات الأعداء لإثارة الفتن في الداخل تحت عناوين متعددة، عناوين ومشاكل اجتماعية، سياسية، غير ذلك.

 

وأكد السيد أن الحالة التي نحن فيها لا زالت حالة حرب، حالة عدوان، حالة حصار، نحن لا زلنا نعاني من العدوان، والحصار، والاستهداف، وجزء كبير من بلدنا هو في حالة احتلال. .. مضيفا أن أولوياتنا واضحة، ويجب أن نبقى كل اهتمامنا بالدرجة الأولى متجهًا إلى التصدي للأعداء، وإلى الوصول إلى تحقيق سلامٍ عادل بكل ما تعنيه الكلمة، لا نفرط فيه لا باستقلالنا، ولا ببلدنا، ولا بديننا، ولا بكرامتنا، ولا بحقوق شعبنا المشروعة، ومنها الإعمار، وتعويض الأضرار.

 

الواقع الرسمي تحت التقييم

أما ما يتعلق بالجانب الرسمي فقال السيد :  نأمل- إن شاء اللّٰه- أن نعمل على إحداث تغييرات جذرية، نحن نُخضِع الواقع الرسمي الآن للتقييم، وتشخيص الإشكالات، ولديه الآن الكثير من الخطط والبرامج والأنشطة، ومن الواضح أن واقعه يتطلب الإجراء لتغييرات جذرية، ولكن نحن الآن في حال التمهيد لذلك.