سلام أمريكا غير..!
الصمود|| مقالات|| حمدي دوبلة
-إذا أعلنت أمريكا حرصها على إحلال السلام في اليمن أو في أي مكان من العالم فما على المعنيين بالخطاب الأمريكي إلّا التزوّد بما أمكن من السلاح والعتاد والبحث عن المتارس والخنادق والاستعداد لأسوأ الاحتمالات، فسلامها المزعوم ليس سوى حمم وصواريخ وبوارج وقنابل لا تفرق بين صغير أو كبير أو رجل وامرأة وبين مقاتل أو مدني.
-ساعات فقط على حديث واشنطن على لسان مبعوثها إلى اليمن ليندركنج، عن أهمية تحقيق السلام في اليمن وأهمية المضي قدما في إنجاح جهود التسوية السياسية بين أطراف ما تسميها الأزمة اليمنية وضرورة ذلك لأمن واستقرار المنطقة برمتها، وإذا بها ترسل المزيد من القطع البحرية العسكرية إلى البحر الأحمر تُقلّ على متنها ثلاثة آلاف جندي من قوات “المارينز” لتجعل من هذه القوة الضاربة سيفا مصلتا على رقاب كل من يفكّر في الجنوح للسلام من حلفائها أو خصومها على حد سواء، ومن أجل الضغط على كل من لا يزال مترددا في إبرام اتفاقيات التطبيع المهينة مع ربيتها “إسرائيل” دون قيد أو شرط بل بالشروط التي تريدها وتمليها على هذه الدولة أو تلك ممن لا تزال تشعر بحرج وبشيء من التردد إزاء الأمر.
-أمريكا وإنْ لبست عباءة المصلح وزعمت الحرص على السلام وتباكت على معاناة الشعب اليمني تبقى كما هو معلوم لليمنيين قاطبة، رأس الحربة في العدوان منذ أيامه وساعاته الأولى وليس سرا أن مشاركتها كانت فعلية ومباشرة وقدمت كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي ووجدت في هذه الحرب القذرة سوقا رائجا لسلاحها الذي أسرف قتلا وانتهاكا في أرواح وحقوق وإنسانية أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه.
-الهدف الأمريكي غير المعلن من تحركها العسكري الأخير في البحر الأحمر يتمثل في مواصلة محاولاتها المحمومة لإخضاع الجغرافيا اليمنية لهيمنتها والاستيلاء على ثرواتها ومكتسباتها والتحكّم بسيادتها الوطنية وصهر كل ذلك في بوتقة المشروع (الأمريكي –الصهيوني) في المنطقة.
-الشعب اليمني على وعي وإدراك عميقين بطبيعة وأهداف التحشيد الأمريكي في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وتجسّد ذلك جليا في التحذيرات شديدة اللهجة التي وجهتها وزارة الدفاع في حكومة صنعاء لتلك القوات التي بدأت بالتسلل إلى المنطقة، ومنها المحافظات المحتلة والتأكيد بأنها ستجد في انتظارها المجهول الذي يسوءها إنْ استمرت في تماديها وصلفها واحتلالها لأراضي اليمن وشواطئها وجزرها.
-توجيهات وزارة الدفاع الخميس الماضي للقوات البحرية والدفاع الساحلي برفع الجاهزية القتالية والعسكرية والارتقاء بها إلى مستويات تمكنها من تنفيذ أي مهام عسكرية توجبها مقتضيات معركة حماية السيادة البحرية للجمهورية اليمنية، تنبئ عن الكثير حول سيناريو المواجهة البحرية القادمة وأن مهمة أمريكا في هذه الحرب – التي تقرع طبولها – لن تكون سهلة المنال ولا نزهة مفروشة بالورود لعلوجها في مواجهة شعب ذاق العلقم وعاش الأمرّين جراء سياسة وعنجهية الأمريكي ولم يعد يملك ما يخسره.