صمود وانتصار

حربُ الشائعات واستهداف الجبهة الداخلية

الصمود|| مقالات|| عبدالغني حجي

يكثف العدو حملاته الدعائية مستغلاً وضع المواطنين وظروف الحرب، يحارب جهود السلام على طاولة المفاوضات ويدعمه عبر وسائل الإعلام المختلفة، يحارب الاقتصاد ويعمل على تجويع الشعب، ويؤكد حرصه الشديد على تخفيف معاناة المواطنين إعلاميا فقط.

ينهب ثروات الشعب المختلفة وعلى رأسها النفط والغاز ويذهب بإيراداتها للبنك الأهلي السعودي، ويدعو لصرف المرتبات ومعالجة الاقتصاد من إيرادات الضرائب -التي لا تفي بتشغيل قطاعات الدولة-، ينشر الفساد ويعمم الفوضى ويدعو للتكاتف ولمّ الصف وتوحيد الجهود لبناء الوطن، يدعو الطامعين والمحتلين ويمهد لهم الطريق ويوجد المبررات اللازمة للإجابة على تساؤلات الشارع ويرجع أسباب ذلك للمد الإيراني وحماية اليمن من خطره، يفرق الصفوف ويوجد الفوارق ويدعم الفُرقة وينمي النخب بولاءات متعددة، ويزيد نفوذه بحجة توحيد الصفوف.

حالياً ومن خلال الممارسات التي يقوم بها في الجنوب المحتل يتضح حقيقة ادعاءاتهم وزيف ممارساتهم الرامية تجزئة الشعب وإيجاد فوارق وثغرات تمكنهم من بسط نفوذهم.

هناك جيش دعائي منظم يقود حملة التشويه وإثارة المشاكل والنعرات ويحاول توجيه بوصلة العداء للداخل وإرجاع أسباب فشل المفاوضات وصرف المرتبات وفك الحصار على الطرف الوطني الذي يحمل هم الشعب ويقدم الكثير من التنازلات لأجل الشعب وتخفيف معاناته، هناك أبواق أرخصت للمال ضميرها ومبادئها وباعت للسعودية شعبها وتسعى في خراب اليمن بكل جهد وعبر وسائل متعددة، لا يقتصر عملها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أنها تعمل على نشر الأكاذيب لصالح المحتل وبصورة محسنة تلفت الانتباه.

وفي سبيل تحقيق مكاسب عجز السلاح والتجويع عن تحقيقها، سخرت السعودية الكثير من المال والقنوات والإعلاميين والصحفيين واشترت خصوصيات الآخرين من الشركات العالمية وجعلتها تنصاع لقرارتها بحق الإعلام الوطني الحر وتغلق السلاح المضاد الذي يعري ويفضح النظام السعودي ويوضح الحقائق.

تسعى جاهدة لتنظيف وسائل التواصل الاجتماعي من الصدق وملئه بالزيف والافتراءات والتضليل وقلب حقائق الواقع.

كل هذا وأكثر في ظل التهدئة الحالية وبغية تمهيد طريق السلام- بحسب زعمها- وكأنها غير مدركة حقيقة من تكون واين موقعها بعد سنوات ثمان من العدوان؟!.

برأي الشخصي أن السعودية تقوم حالياً بتحديث ألعاب الماضي التي سبق وأن فشلت وتجرعت مرارة فشلها، والتحديث في هذه الحالة استغباء واقع لا يمكن إنكاره، والشعب أصبح يملك شهادات خبرة بخبث النظام السعودي وتجارب كثيرة ماضية بغيضة وحالية .

المشكلة أن السعودية أمام شعب لا يقهر ولا يقف عاجزاً أمام أي مخطط أو محاولة للالتفات على مكاسب المعركة التي أثبت الشعب فيها جدارته بالحرية ونيل الاستقلال دون الحاجة لأحد.

مهما كانت الوعود التي من شأنها تمديد حالة اللاسلم واللاحرب، فهي مجرد سياسة بديلة من بين عدة بدائل فاشلة، والواقع قد أثبتها والقائد قد حسم الجدال بجعلها فرصة أخيرة للنظام السعودي.