الجانبُ الرسمي والتغيير الجذري المنشود
الصمود|| مقالات|| عبدالفتاح البنوس
ما فهمته وخلصت إليه من خلال قراءتي التحليلية المتواضعة لمضامين خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد فيما يتعلق بالجزئية الخاصة بمستوى أداء الجانب الرسمي، أنه في متابعة مستمرة لما يدور في دهاليز وأروقة الدولة بوزاراتها وهيئاتها ومؤسساتها على مستوى الدواوين العامة في العاصمة صنعاء، وعلى مستوى المحافظات والمديريات، وأن هناك عمليات متابعة وتقييم لمستوى الأداء بصورة مستمرة من أجل الوقوف على الواقع، بغية التعاطي والتعامل معه بمسؤولية دينية ووطنية لما فيه خدمة ومصلحة الوطن والشعب، وبما يضمن الوفاء لتضحيات الشهداء العظماء الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى هذا الوطن الغالي وهم يقاتلون في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والسيادة.
حديث السيد القائد يشير إلى أن الجانب الرسمي حظي بفرص عديدة لتحسين مستوى الأداء، وتصحيح المسار، والمضي في طريق البناء والعطاء، ومحاربة الفساد وتعزيز عوامل الصمود والثبات والمواجهة في أوساط المجتمع، ولكنه للأسف الشديد لم يستفد منها ولم يستغلها الاستغلال الأمثل، وظل يعيش حالة من التخبط والفوضى والاختلال وغياب الضمير وهو الأمر الذي لا يمكن السكوت عنه على الإطلاق، وبات الأمر يتطلب عملية تصحيح شاملة، من خلال جملة من التغييرات الجذرية التي تطال كافة المقصرين والمتقاعسين والمفرطين في مهامهم، ممن لم يرتقوا إلى مستوى المسؤولية المنوطة بهم والمهام الموكلة إليهم، فالمسؤولية تتطلب أن يتحلى المسؤول بالفطنة والحنكة والأمانة والنزاهة التي يطبقها في عمله ويلمس أثرها كل من يعمل تحت إدارته، وليست مجرد تنظيرات وشعارات جوفاء وحضور للاجتماعات ومشاركة في الفعاليات على حساب مستوى أداء المهام الموكلة إليهم، المرتبطة بمصالح وخدمة المواطنين .
وكلنا ثقة بأن التغيير الجذري المنشود والمرتقب سيسهم إلى حد كبير في إنعاش وتصحيح مسار العمل الرسمي داخل مختلف أجهزة ومؤسسات وهيئات الدولة المختلفة ، بحيث تشهد نقلة نوعية في مستوى الأداء في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة ، بحيث يلمس الجميع أثر هذا التغيير ويحصد ثماره ، يجب أن يتم التغيير وفق معايير وأسس عادلة ومنصفة للجميع ، من أجل ضمان تعيين قيادات وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والاستقامة، قيادات نظيفة تعمل على محاربة الفساد والمفسدين، وترسيخ قيام العدالة والإنصاف والنزاهة والاستقامة، قيادات تعمل على ترجمة أهداف ثورة 21سبتمبر على أرض الواقع ، قيادات الكل يشهد بنزاهتها وفاعليتها وحسن أدائها للمهام والمسؤوليات المنوطة بها .
لا نريد أن تتحول مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات خاضعة للشللية والمحسوبية والوساطات والمجاملات، توجهات السيد حفظه الله واضحة فيما يخص التغيير الجذري في الجانب الرسمي، ويجب أن تطبق بحذافيرها وأن لا تخضع لأي استثناءات، الوضع مزر ويجب أن تتكاتف الجهود وتتضافر من أجل المعالجة والإصلاح، لقد منح الجانب الرسمي المدة الكافية وآن الأوان للتغيير الذي يطال المفسد والفاشل والعاجز، ودعم وإسناد المتميز والناجح وتقديم كل سبل الدعم والعون له، وهي فرصة لتفعيل جانب المتابعة والتقييم من خلال إسناد هذه المهمة لكوادر وطنية تخاف الله وتخشى عقابه في عملها وتقاريرها، لضمان التقييم السليم الذي يمكن القيادة من الاطلاع على الحقيقة والواقع ويساعدها على اتخاذ القرارات والخطوات الصائبة والسليمة أولا بأول .
بالمختصر المفيد: التغيير الجذري داخل مؤسسات الدولة خطوة نحو الأمام في طريق بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة، وعلينا جميعا أن نكون العون والسند للقيادة فيها، وأن ننتصر جميعا للمصلحة الوطنية قبل المصالح والمكاسب الحزبية والنفعية، المرحلة تحتاج إلى كوادر نظيفة تعاف الفساد والمفسدين، كوادر صادقة ومخلصة ونزيهة يلمس المواطن أثرها الإيجابي ويحصد ثمار خيرها .
قلت قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.