صمود وانتصار

المرحلة خطيرة والمسؤولية كبيرة..

الصمود|| مقالات|| زيد الشُريف

ليس هناك أحد ينكر خطورة المرحلة التي يعيشها اليمن الأرض والإنسان، فما حصل في السنوات الماضية من طغيان وعدوان وقتل ودمار وحصار اقتصادي لا يزال مستمرا صنع واقعاً معيشياً مأسوياً أضف إلى ذلك حجم المؤامرة الخارجية الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها التي تستهدف اليمن وشعبه على كل المستويات وفي كل المجالات بل إن ما يمارسه تحالف العدوان من أعمال استعمارية نراها ونسمع بها ونلمسها ونعيشها ومنها بناء قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وإماراتية وسعودية وصهيونية سواء في المياه اليمنية وبالأخص في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أو في المواقع الاستراتيجية البرية ومنها الجزر اليمنية والموانئ والمطارات والمناطق التي تحتوي على ثروات نفطية وغازية، هذه الأعمال الاستعمارية التي باتت حقائق لا غبار عليها يجب أن تستفز كل يمني حر شريف عزيز وأن تدفعنا جميعا إلى توحيد الصف ولم الشمل وتعزيز عوامل الوحدة والقوة للدفاع عن وجودنا وحياتنا وبلدنا وحريتنا واستقلالنا وهذه مسؤولية جماعية رسمية وشعبية لا يخرج عن تحملها أحد.

 

الجمهورية اليمنية تمر بمرحلة صعبة يمكن وصفها أنها من أصعب المراحل التي مرت في تاريخ اليمن سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا وفي مختلف المجالات، مرحلة صراع شامل واستهداف أجنبي عدواني استعماري أمريكي وسعودي وإماراتي وبريطاني وصهيوني، استهداف قائم وملموس وخطير إلى أبعد مدى يخبر به الواقع وتدل عليه الأعمال الاستعمارية العدوانية التي تعمل على احتلال الأرض ونهب الثروات وإذلال الإنسان اليمني وتجريده من كل مقومات العيش والحياة حيث لم تكتف دول تحالف العدوان بقتل اليمنيين وارتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسان اليمني وتدمير البنية التحتية لليمن على مدى تسع سنوات بل عملت وتعمل دول العدوان على إماتة الشعب اليمني جوعاً وحصاراً وعلى نهب ثرواته بل والعمل على الوصول به إلى حالة الانهيار التام من خلال إشعال نار الفتنة الداخلية وتأجيج الصراع الداخلي الذي تديره وتدعمه وتؤججه دول العدوان إعلاميا وسياسيا واجتماعيا بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني، بحيث يسهل على تحالف العدوان تحقيق أهدافه بسهولة وممارسة أعماله الاستعمارية بدون أن يعترضه أحد.

 

كل الأحداث والأعمال العدائية الاستعمارية التي تمارسها دول تحالف العدوان على اليمن منذ عام 2015م إلى اليوم تحمل كل إنسان يمني مسؤولية تجاه نفسه أولا وتجاه وطنه ثانيا وتجاه الحاضر والمستقبل والأجيال القادمة وهذه المسؤولية كبيرة ولا يمكن التنصل عنها لأنها مسؤولية إنسانية ودينية ووطنية ووجودية ويترتب على التفريط بها الذل والهوان والفوضى والجوع والاستعمار كما أنه يترتب على النهوض بها العزة والكرامة والحرية والاستقلال، فلم يعد خافيا على احد وصول قوات عسكرية أمريكية إلى البحر الأحمر وتجول فرق من المارينز الأمريكي في محافظة حضرموت ووصول تعزيزات عسكرية بريطانية إلى المهرة إضافة إلى بناء قواعد عسكرية في الجزر اليمنية وفي مقدمتها جزيرة سقطرى وأخواتها إضافة إلى الحصار الاقتصادي القائم الذي يفتك بالشعب اليمني في المحافظات المحتلة وفي المحافظات الحرة الصامدة في وجه العدوان، كل هذه الأعمال والأحداث والمستجدات تحمل كل إنسان يمني مسؤولية أمام الله تعالى وأمام الشعب والوطن وتفرض على الجميع التحرك الجاد والمسؤول لردع المعتدين وتحرير اليمن من المستعمرين، وهذا يتطلب رص الصفوف ولم الشمل والاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه.

 

من يتنصل عن مسؤوليته ولا يتحلى بالوعي في هذه المرحلة الصعبة والخطرة التي يمر بها اليمن فعليه أن يدرك أنه هو الخاسر وأنه بتفريطه وتقصيره وقلة وعيه يسهم في استحكام قبضة الغزاة المستعمرين على وطنه وتمكينهم من إذلاله وتجريده من كل قيم الإنسانية والحرية والعزة والكرامة، ينبغي أن نأخذ الدروس مما فعلته وتفعله القوات الأمريكية في سوريا التي وصل الحال بها إلى الاستحواذ على القمح السوري والنفط السوري ولم يقتصر طغيان القوات الأمريكية في سوريا على الأعمال العدائية السياسية والاقتصادية ونهب القمح والنفط بل وصل الحال أن تقوم القوات الأمريكية في القواعد التابعة لها في سوريا بإرسال طائرات لملاحقة المناهضين لطغيانها واحتلالها من الأحرار الشرفاء وتقوم بإنزال مظلي لاختطافهم ثم سجنهم وتغييبهم وإعدامهم وكذلك تفعل في العراق وكذلك فعلت من قبل في أفغانستان وكذلك تفعل في كل بلد لها فيه قواعد عسكرية وهكذا ستفعل في اليمن ولن يكون لفسادها وأطماعها الاستعمارية أي حدود، ومن لا يعي هذا ويحسب حسابه من أبناء الشعب اليمني ويدرك خطورة المرحلة فعليه أن يعلم انه الخاسر أما من يحرص على توحيد الصف ولم الشمل ويجهز نفسها لمواجهة طغيان المعتدين وعلى رأسهم أمريكا فهو في الموقف المشرف والسليم والصحيح وسيحظى بتأييد الله ونصره في الدنيا وبرضوانه وجنته في الآخرة .. وهذا ما يجب أن نكون عليه جميعاً.