أُمُّ المعارك
الصمود|| مقالات|| عبدالحميد الغرباني
بالنسبة للشعب اليمني العظيم، ثمة معركة واحدة فقط أساسية وشاملة ومصيرية، هي المعركة التي يقودها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وما تزال مستمرة ونتائجها مرشحة لرسم خارطة تتجاوز اليمن لغيرها من الدول وتعيد تشكيل القوى فيها وتأثيرها ودورها، هذه المعركة وحدها تحتوي كل الاشتباكات مع الفساد والفقر والتخلف في التنمية والبناء وهي وحدها المعركة المرتجاة من أجل تحرر سياسي ناجز وتحرر اقتصادي حقيقي تعود به خيرات أرضنا لنا نحن اليمنيين بدل أن تظل منهوبة مسلوبة وموظفة ضدنا وضد مصالحنا وطموحاتنا بغد أفضل ومستقبل مُشرق.
إن الانشغال بغير مواجهة خطط التقطيع والتجويع ترف ليس من حق البعض أن يمارسه وبغض النظر عن مبرراته ومسوغاته، أما لماذا ؟ فلأنه من غير الطبيعي والمعقول والمنطقي الغفلة عن العدو الحقيقي والتيه عن الساحة الفعلية للقتال والنضال والمعارضة . الأمر يرتبط بالمصير والوجود، المشروع المعادي لليمن لا يلغي تياراً أو مكوناً بل يلغي الشعب اليمني برمته ويسلبه ثرواته ويصادر موقعه، حريته ، هويته وتاريخه وحضارته ودوره المستقبلي ولا يترك أمام أجياله سوى خيار واحد، أن يكونوا عبيداً وخدماً وسماسرة لوكلاء الأميركيين والصهاينة في المنطقة السعودية و الإمارات، فكيف يريد دعاة الوطنية والنزاهة ومحاربة الفساد وتصحيح الأخطاء أن يتفهم الرأي العام أنهم يؤدون دوراً إيجابياً أو تقودهم أهداف غير مشبوهة وهم في واقع الأمر في منأى عن الاشتباك مع المشروع الأميركي السعودي، بكل ما ملكت أيمانهم وأقلامهم و أصواتهم ، لا يمكن لمن فاته شرف القتال في المعركة مع العدوان الأمريكي السعودي وأدواته وخططه أن يتلبس بلبوس النصح والنقد والوطنية، ومن غير المفهوم والمقبول أن تستمر سياسة غض الطرف عن المتورطين في تنفيذ أنشطة تتصل بشكل أو بآخر باستهداف التماسك المجتمعي والالتفاف الشعبي خلف وفي ركاب قائد معركة التحرر الوطني.
غداً ستقف الأجيال لتحاسب كل من غاب أو تقاعس عن هذه المعركة المقدسة أو تلهى وانشغل بما هو دونها فضلا عمّن تورط في اللحاق بالصفوف المعادية لليمن وحتماً سيدفع الجميع ثمن موقفه وخياراته ولا بأس من التعجيل ببعض ذلك اليوم قبل الغد والسلام .