ثورة 21 سبتمبر مستمرة..
الصمود||مقالات|| محمد صالح حاتم
نحتفل غدًا بالذكرى التاسعة لثورة 21 سبتمبر، التي جاءت كضرورة حتمية، نظراً لما كانت قد وصلت إليه الأوضاع في اليمن من سوء وتدهور، والذي أوشكت معه مؤسّسات الدولة على الانهيار والخروج عن السيطرة.
فالمتتبع لمجريات الأحداث يلاحظ أن الوضع الاقتصادي كان قد تدهور بشكل كبير، حتى أن الحكومة -آنذاك- أعلنت إذَا لم يتم رفع الدعم عن المشتقات النفطية فستصبح الحكومة عاجزة عن دفع المرتبات..
وكذلك في المجال السياسي كانت السفارات هي من تدير شؤون اليمن والسفيرين السعوديّ والأمريكي هما من يحكمان اليمن، ويصدران الأوامر والتوجيهات للمؤسّسات الرئاسية والعسكرية والأمنية، وهما من يعينان المسؤولين.. وكان المارينز الأمريكي يتواجد في صنعاء، ويتحكم بغرفة القيادة والسيطرة.
أما الوضع الأمني، فقد وصل إلى أسوأ حالته، فكانت التقطعات في الطرقات، والاغتيالات بشكل شبه يومي، والتفجيرات، وكانت القاعدة وداعش تنفذ عملياتها الانتحارية في كُـلّ مكان في المعسكرات، والمقرات الأمنية، حتى وصلت إلى مقر القيادة العليا العسكرية في العرضي، لدرجة أن الضباط والأفراد من الشرطة والأمن والقوات المسلحة في العاصمة صنعاء لا يستطيعون الخروج ببدلتهم العسكرية خوفاً من القاعدة وداعش لتعترضهم وتقتلهم وتفجر سياراتهم.
كانت أوضاعًا مأساوية يعيشها الشارع اليمني، خوف، وجوع، وذل ومهانة.
فكانت ثورة 21 سبتمبر 2014م هي المنقذ لليمن، وهي من أعادت له حريته، وعزته وسيادته، فتم طرد المارينز الأمريكي من صنعاء، وبفضل هذه الثورة تم طرد عتاولة الفساد، من حكموا ونهبوا ثروات اليمن طيلة عقود من الزمن، وَبفضلها تم تثبيت الأمن والاستقرار، وتم القضاء على القاعدة وداعش ومتابعتها وملاحقتها في أوكارها في البيضاء ومأرب والجوف، وبفضل الله تم تطهير معظم المناطق منها، وقتل قياداتها من عدة جنسيات، وبهذا تم بتر إحدى أيادي أمريكا في اليمن، والتي كانت تتحجج بتدخلها في شؤون اليمن وتستبيح أجواءها وأراضيها بمحاربة القاعدة وداعش في اليمن.
فهذه الثورة الشعبيّة التي انطلقت من وحي معاناة أبناء الشعب اليمني، كانت ثورة تحرّرية يمنية 100 %، لم تتدخل فيها السفارات وتدعمها الاستخبارات الصهيونية والأمريكية، بل هي ثورة لها قيادة ومنهج وأمة، تختلف عن بقية الثورات التي شهدتها اليمن وبقية البلدان العربية والإسلامية.
ولذلك فقد تعرضت هذه الثورة لمحاولة وأدها في مهدها، ممثلةً في الحرب والعدوان الذي شن عليها بعد ستة أشهر من ميلادها، بقيادة أمريكا والسعوديّة والإمارات، ما سمي بعاصفة الحزم.
وهذا يثبت مدى تفرد هذه الثورة عن بقية الثورات، ومدى شعبيتها، وقدسية أهدافها، وتفرد مشروعها القرآني، وعدم ارتباط قيادتها بالمشاريع الخارجية.
اليوم بعد تسع سنوات من عمر الثورة، وما تحقّق من أهدافها، إلا أنها ما زالت مُستمرّة حتى تحرير كُـلّ شبر من الأراضي اليمنية، وبناء دولة النظام والقانون، دولة تمتد من المهرة شرقاً حتى الحديدة غرباً، ومن صعدة شمالاً حتى عدن جنوباً، وينعم المواطن بخيرات وثروات وثمار اليمن، ويعيش في عزة وكرامة واستقلال وسيادة، دون تدخل في شؤوننا الداخلية.