ربيع الخير يعــــم الوطن وتفاعل لا نظير له
الصمود||مقالات|| صخر الشاطبي
حَلَّ علينا ربيعُ الخير واستبشرت الأُمَّــةُ الإسلامية بِذكرى مولد خير خلق الله -صلوات الله عليه وآله- يوم الـ12 من ربيع الأول، الذي يطل علينا ليؤكّـدَ أن التاريخَ قد بُدِئَ به؛ إذ كان ميلاداً جديدًا للبشرية، حَيثُ وُلد النورُ والهدى الذي أنقذ البشرية وأخذ بالإنسانية إلى بر الأمان وشاطئ الرحمة والسلام.
إن إحيَـاء ذكرى المولد النبوي الشريف يدُلُّ على أن الشعب اليمني متمسكٌ بهُــوِيَّته الإيمانية، ومنهج وسيرة نبيه، مَن جاء بشيراً ونذيراً ومعلماً وقائداً، ورحمةً للعالمين، وهادياً للناس ومُخرجهم من الظلمات إلى النور.
وها نحنُ -اليمنيين- نحتفلُ ونبتهجُ في مختلف أنحاء الوطن الحبيب بتفاعل مجتمعي كبير لا نظير له، وها هي مظاهرُ البهجة تعُم المدن والقرى والشوارع والحارات التي تحتضن الفعاليات والأُمسيات والأنشطة الثقافية المختلفة احتفاءً وابتهاجاً بالمناسبة وبعظمتها وقداستها لدى اليمنيين، وهذا دليل على مدى حب وإيمان وارتباط اليمنيين برسولهم الكريم، حَيثُ جعلوا من المناسبة محطة إيمانية وتربوية نستلهمُ منها الصفاتِ النبوية والتربية الإيمانية والجهادية والقيم الأخلاقية الشريفة، وكلّ معاني السمو والرفعة والإحسان والصبر والقوة والثبات؛ الأمر الذي له أثر إيجابي كبير في تكوين شخصية الإنسان المسلم، لننال الرضا والفلاح من المولى تعالى.
وهنا نلفت إلى أهميّة استغلال أَيَّـام هذا الشهر المبارك، وهذه المناسبة العظيمة بالاهتمام بأعمال الخير والبر والإحسان، وتلمس احتياجات الفقراء والمحتاجين والفئات المستضعفة في المجتمع، وتفعيل المبادرات المجتمعية في جانب الإحسان والتكافل الاجتماعي، وتقديم العون والمساعدة لهم، ومساندة الجهات الرسمية التي تنفذ المشاريع الخيرية والإنسانية كالهيئة العامة للزكاة وهيئة الأوقاف وغيرها، وهذا ما يحث عليه دائماً سماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- الذي يسلِّطُ الضوءَ دائماً على أهميّة تفعيل أعمال الخير والإحسان، سيَّما أن الوطن لا يزال يعاني من الأوضاع الصعبة التي يمر بها، جراء استمرار الحصار وانقطاع المرتبات من قبل قوى العدوان ومرتزِقتها، ولنجعل ذكرى المولد النبوي الشريف مقترنة بالبشرى والفرحة.
وتجسيداً لمبادئ الرحمة والإحسان واقتدَاء برسولنا الكريم -صلوات الله عليه وآله- واليمنيون على مدى التاريخ هم أهل الجود وَالكرم والإحسان والإيثار، وهم أنصار الله ورسوله، وهم اليوم يجسدون مآثر أجدادهم الأنصار في محبة رسول الله ونصرته، كما يجسدون مبادئ الأخوَّة والإيثار والكرم والإحسان، وقد وصفهم الله تعالى في محكم كتابه بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ، وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، فهؤلاء هم اليمنيون وهم الأنصار وهذه الصفات الحميدة التي تحلى بها أجدادنا الأنصار وجسَّدوها في حياتهم من قديم الأزل.