صمود وانتصار

قائد الثورة يعلن المرحلة الأولى من التغيير الجذري

الصمود|

أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن المرحلة الأولى للتغيير الجذري تتمثل بتشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية ويتم فيها تحديث الهيكل المتضخم وتغيير الآليات والإجراءات العقيمة والمعيقة وتصحيح السياسات وأساليب العمل بما يحقق الهدف في خدمة الشعب ويحقق التكامل الرسمي والشعبي في النهوض بالبلد ومعالجة المشاكل الاقتصادية.

وأكد قائد الثورة في خطابه اليوم بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أن مسار التغيير الجذري لإصلاح مؤسسات الدولة يعتمد على الانتماء الصادق والهوية الإيمانية للشعب اليمني ويستنير بنور الله وكتابه الكريم والاتباع لرسوله الأكرم.

ونصح تحالف العدوان بإنهاء عدوانهم وحصارهم على الشعب اليمني والكف عن حرمانه من ثروته النفطية والغازية التي هو في أمس الحاجة إليها للمرتبات والصحة والتعليم والاحتياجات الإنسانية والخدمية والتنموية، وكذا إنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب، بإنجاز تبادل الأسرى وإعادة الاعمار.. مؤكدا أن العواقب ستكون وخيمة على التحالف في حال إصراره على مواصلة الاحتلال والحصار والعدوان على اليمن.

وأشار إلى أن الشعب اليمني يمتلك عناصر قوة أولها اعتماده على الله، وقيمه الايمانية وتمسكه بقضيته العادلة ما يؤهله للنصر والتنكيل بالأعداء، وعليه فإن المصلحة الحقيقية لدول التحالف هو الاستجابة لمساعي السلام التي تقوم بها سلطة عمان.

وعبر قائد الثورة، عن التهاني والتبريكات لأبناء الشعب اليمني والأمة الإسلامية بأعظم مناسبة يحتفل بها المجتمع البشري، ذكرى المولد المبارك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وخاطب ملايين المحتفلين بالمولد النبوي “نفسي لكم الفداء يا أهل الوفاء، يا شعب الإيمان والحكمة”.. مشيرا إلى أن الله تعالى أرسل رسوله رحمة للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وينقذهم من الجاهلية ويحررهم من العبودية للطاغوت ويهديهم إلى صراط الله المستقيم.

وأوضح أن مولد الرسول مثل مولدا للنور وقدوما للخير والخلاص، في وقت كان العالم بأسره في واقع مظلم وجاهلية جهلاء وضلال مبين.

وتطرق قائد الثورة، إلى إرهاصات ومقدمات المولد المبارك والمتمثلة في حادثة أصحاب الفيل، ونشأة رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وما حظي به من رعاية إلهية.. لافتا إلى أن الرسول سعى لتحقيق الهدف المقدس في تحرير المجتمع البشري ولا تتحقق الحرية إلا باتباعه والإيمان برسالته والاقتداء بنور الله القرآن الكريم وما عدا ذلك ظلمات.

وبين أن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله تحرك بنور القرآن لتغيير المفاهيم والواقع المظلم، وإعادة الاعتبار للإنسان بآيات الله تعالى والتي تبين مكان ودور الإنسان والحرمات المتعلقة بنفسه وعرضه وماله.

وأشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إلى أن حجم الظلمات والهجمة الظلامية الشيطانية التي يقودها اللوبي اليهودي الصهيوني وأتباعه وصل إلى مستوى خطير من امتهان الكرامة الإنسانية والإفساد في الأرض.. موضحا أن الترويج للشذوذ الجنسي الذي تتبناه الأمم المتحدة وأمريكا وإسرائيل والأنظمة الأوروبية هو محاولة لتفكيك المجتمع البشري وتفريغ الإنسان من كرامته الإنسانية بهدف السيطرة عليه.

ولفت إلى أن القرآن الكريم جاء بالمفهوم الصحيح للمسؤولية وتنظيم العلاقة والمعاملة مع أبناء المجتمع الإنساني على أسس صحيحة.. مشيرا إلى أن قيمة الانتماء الإسلامي وإرث الرسالة الإلهية يحتم على المسلمين أن يكون لهم دور متميز بالحركة بنور الله والاقتداء برسول الله والتصدي بكل الوسائل المشروعة لقوى الشر والطغيان والاستكبار.

وأكد أن هذا هو الدور الذي يحمي المسلمين أولا ويعزز دورهم العالمي لإنقاذ بقية الشعوب والأمم.. وقال” وبمقدار ما وصل إليه أخطبوط الشر المتمثل في اللوبي اليهودي وأمريكا وإسرائيل ومن يواليهم من سوء وفساد فإن المسؤولية تحتم توعية شعوبنا للقيام بدورها في إيصال نور الله إلى بقية الشعوب”.

وأشار قائد الثورة، إلى أن التفريط في أداء المسؤولية والإعراض عن القرآن والقطيعة عن كتاب الله ورسله له عواقب كارثية ونتائج وخيمة تسبب سخط الله.

وقال” إن شعبنا العزيز يمن الايمان في إحيائه الكبير وغير المسبوق لذكرى مولد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، يعلن للعالم أجمع تمسكه بالرسالة الإلهية وإيمانه الراسخ بالقرآن الكريم منهجا ودستورا وبرسول الله قدوة وقائدا”.

وأوضح أن الشعب اليمني عانى على مدى عقود من الزمن من الظلم والحرمان والسياسات الخاطئة وانعدام المشروع الحضاري نتيجة لمؤامرات أعدائه من الخارج وأعوانهم من الداخل وهو شعب جدير بالخير وله تاريخه الحضاري العريق ودوره الرائد في مسيرة الإسلام الخالدة منذ فجر الإسلام وعلى مدى التاريخ.

وبين أن العدوان الذي شنه التحالف كان من ضمن أهدافه منع أي تصحيح يبني البلد على أسس من هويته الايمانية ويحقق له الاستقلال والحرية ويتجه للنهضة الحضارية بعد أن عملوا على أن يكون اليمن محكوما بالوصاية الخارجية خاضعا للبند السابع ومذعنا للمبادرة الخليجية التي أحلها آنذاك بدلا من الدستور اليمني وكانت بنودها ومقرراتها فوق الدستور وبعنوان الوفاق علق ما لا يتفق معها من الدستور.

وذكر قائد الثورة، أن البناء الصحيح لابد له من أساس صحيح وجامع يؤمن به كل اليمنيين ويعزز الشراكة فيما بينهم، ولا ينحصر لصالح حزب أو فئه ولا يدخل في حيز المناطقية ولا العنصرية ولا الفئوية.

وقال” في ظل الظروف التي يعيشها اليمن ويعاني فيها من احتلال أجزاء واسعة منه ويسعى الأعداء إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب تحت عناوين عنصرية ومذهبية ومناطقية وسياسية ويسعون لاقتطاع أجزاء من البلد، فإن ما يؤمن به الشعب اليمني في كل أرجاء الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه، وفي كل محافظاته هو القرآن الكريم، وله الاعتبار فوق كل المقررات والقرارات وهو الأساس الذي نعتمد عليه في مسار التغيير الجذري”.

وأكد قائد الثورة “التمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني والمفهوم العالم للمسؤولية الذي تتكامل فيه الأدوار ولن نقبل بالاستبداد ولا بالتسلط الفردي والحزبي ولا الفئوي”.

وجدد التأكيد على ثبات وتمسك الشعب اليمني بقضايا أمته الكبرى، وإدانته لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ووقوفه المبدئي والديني والأخلاقي مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال ومقاومته الباسلة مع أحرار الأمة ومحور المقاومة لتحرير فلسطين والمقدسات وعلى رأسها الأقصى المبارك والقدس الشريف.

وأفاد بأن أساس النجاح بعد معونة الله تعالى وتوفيقه هو في تعاون أبناء الشعب وتفهمهم ووعيهم وحذرهم من مساعي الأعداء لإعاقة كل مشروع بناء والحذر من كل الحاقدين المفترين.

وقال “إن من ضمن المرحلة الأولى مع إعادة تشكيل الحكومة بحكومة كفاءات العمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة اختلالاته ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي ومن الجامعين المؤهلين وفتح مسار فعال لإنجاز القضايا العالقة والمتعثرة”.

وأضاف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ختام خطابه “سنبقى إن شاء الله في مواكبة مستمرة بالمتابعة العملية وبالكلمات حتى إنجاز المرحلة الأولى من التغيير الجذري، وقد حرصنا على تقديم أهم ما تجتمع به الأمة ويصلح به الوضع في حال التفهم والتفاعل والتقبل وبنصح صادق وحرص أكيد على شعبنا الذي نحبه ونسعى لخدمته قربة من الله تعالى”.