إلى سيــد البشرية
الصمود||مقالات|| يحيى المحطوري
إلى صَاحِبِ الخُلُقِ العظيم، والمنهجِ القويم، والصراطِ المستقيم.
إليك يا سيدي، وقد كَسَت يمنَ الإيمان والحكمة، أنوارُ الابتهاج بميلادكم، ميلاد النور والرحمة.
فكانت فريدةً بإحيَـاء ذِكراك، كما تفرَّدت في اتِّباع هداك، والعودةِ الصادقة إليك.
يسيرون في أنوارِ قُدسك، كما سار آباؤهم الأوسُ والخزرج فيه عند بزوغ فجرك وإطلالة نورك.
شيبة وشبابًا، رجالًا ونساء، يهتفون باسمك، وينشُدون بالتلبية لك، ويعاهدونك بالاستجابة الكاملة لما أنزله الله عليك.
من كُـلّ فج جاؤوك محتفلين، وقد توقدت بالفرحة جبالُهم وقفارُهم، وتسندست بالأخضرِ ديارُهم.
يرفعونها صرخة عالية مدوية من اليمن القاهِرة لأعدائك، والمنتصِرة لأوليائك.
يمن الكرامة باتّباعك، والعزة بولائك، والانتصار بالسير على نهجك.
ويعاهدونك أن يجرِّعوا المسيئين إليك كؤوسَ الندامة، وأن يكشفوا بهُداك أباطيلَ الطاغوت وتضليله وظلامه.
يا إمام المرسلين:
بك آمَنَ شعبُنا رغم العناء، فكنت طُبَّه الشافي من علل الزمان وأوجاعه.
بك آمنت جراحُنا الغائرة، وقلوبنا الصابرة، ونفوسنا الوثابة المثابرة، فعلت رؤوسُنا في زمن الذل شامخة عالية ثائرة، وعلى أعدائها منتصرة قاهرة.
بك آمنَتْ طويلاتِ المدى التي صنعتها أيديهم الطاهرة.
بك آمن رجالُنا الذين ثبتوا في كُـلِّ ميادين الوغى، فدافعوا عن شعبهم بدمائهم الفائرة، وأعينهم الساهرة.
بك آمنت نفوسُنا الزاكيةُ بأنوار تربيتك، ونساؤنا الطاهرة بجلال طهرك.
لا نبالي بمنافقي العصرِ أولياء اليهود، ولا بالمتخاذلين من أدعياء الدين الذين تسربلوا جلابيبَ الذلة والهوان والخنوع، واتبعوا أهواءَهم؛ فكانوا من الغاوين، وأخلدوا إلى الأرض أذلة صاغرين، فسقطوا في أحضان الغرب اللعين، وتجندوا في صفوف الشياطين.
السلام عليك يا سيدي يا رسولَ الله.
أيها الهادي إلى سواء السبيل، والمرشد والدليل.
السلامُ عليك قائدًا عظيمًا، ومعلِّمًا حكيمًا، مصليًا ومُزَكِّيًا، ومتعبِّدًا متهجدًا في محاريب العبادة.
السلامُ عليك مجاهدًا ومقاتلًا ومحرِّضًا للمؤمنين، في ميادين ومحاريب الشهادة.
السلامُ عليكم عنا وعن آبائنا وعن كُـلّ اليمن الميمون، ورحمة الله وبركاته.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).