“الحشود المليونية” وأبلغ رد يماني على الأعداء
الصمود||مقالات|| عبدالرحمن الأهنومي
لم يكن أبلغ من ردٍّ يماني على الإساءات الغربية إلى المصحف الشريف – وعلى حملات التشويه والتحريض التي شنتها جوقة النفاق والخيانة على مناسبة المولد النبوي الشريف، وعلى المخططات التي دفع العدو لتنفيذها خلال أيام المناسبة – سوى الاحتشاد الملاييني غير المسبوق ولا المعهود الذي شهدته ساحات وميادين الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
حجم الحشود الملايينية هذا العام شكّل مفاجئة للعدو والصديق معا، وأحدث صدمة للعدو الذي كان استنفازه هذا العام ضد المناسبة مستميتاً وبشكل غير مسبوق.
حين توهم العدو أن حملات التحريض ضد المناسبة وضد الاحتفال بها التي دشنها بالاستجرار المبكر لكافة الأكاذيب والدعايات التي سوقها ضد أنصار الله في تسع سنوات وأعاد إطلاقها دفعة واحدة في مواجهة المناسبة والاحتفال بها، وأن إثارة العناوين التحريضية المذهبية والسياسية وغيرها، وأن استثارة المعاناة التي يعيشها الناس بسبب الحرب والحصار وتوجيه سخطهم ضد الاحتفال بالمناسبة، سيؤثر على التفاعل مع مناسبة المولد النبوي الشريف ويحد منه، وتوهم بأن الفوضى التي دفع لإشعالها قبل الاحتفال بساعات ستفرمل ما تبقى من اندفاعة شعبية للاحتشاد في الساحات.. جاءت النتيجة عكسية تماما!
شغل العدو جوقته الدعائية في حملات التحريض على المناسبة بشكل مبكر للحد من التفاعل معها، مناسبة أحدثت ردة فعل عكسية ودفعت الناس للتفاعل المبكر وبشكل غير مسبوق، وكانت تلك الحملات محفزة إذ دفعت المجتمع للتفاعل في إحياء المناسبة العظيمة بزخم أكبر من الأعوام السابقة، بل واعتبرت حملات العدو مؤشراً على أهمية الاحتفال والتفاعل.
وهم العدو بأن الفوضى التي ضبط توقيتها بالمناسبة ستكون بمثابة الضربة الأخيرة لهذه المناسبة، دفع به لإحداث التوترات لشل الاحتفال بالمناسبة وإضعاف رسائلها.. كما أراد بذلك إرباك التغيير الجذري الذي كان محددا بيوم المناسبة منذ خطاب السيد حفظه الله مساء 21 سبتمبر.. لكن النتيجة كانت عكسية أيضا!
حاول العدو من خلال توقيت الفوضى التي أشعلها ليلتي 25 و26 سبتمبر قبل الاحتشاد بساعات قليلة، التأثير على الاحتشاد وتحجيمه بإعاقة طرق الوصول إلى ميدان السبعين، ووجه العناصر المدسوسة والمنفلتة مع بعض الأغبياء التوجه من ريماس ومن التحرير ومن جولة 45 نحو مداخل ميدان السبعين لإغلاقها والتموضع فيها حتى يوم الاحتشاد، وقد حاولت تلك العناصر اقتحام الميدان فعلا، واحتكت برجال الأمن مساء 26 سبتمبر.. كذلك كان السيناريو مشابها في إب..فانكشف المخطط أمام الناس وفهموا أبعاده كافة، وذلك دفعهم للاحتشاد في المولد النبوي بشكل أضخم على اعتبار أن الأمر بات يمس أمنهم واستقرارهم!.
سقط المخطط بفضل الله وفشلت مراهانات العدو التي سوق لها جملة من الأدعياء والأغبياء والأبواق والمدسوسين.. فشلت حملة التحريض التي سخر لها العدو ترسانة ضخمة من الأبواق والقنوات والمواقع واللجان الإلكترونية منذ أسابيع وشغلها ضد مناسبة المولد النبوي والاحتفال بها.
كانت الحشود الملايينية – التي تدفقت إلى ساحات وميادين الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام بأضعاف ما كانت عليه في الأعوام السابقة – أبلغ رد على تلك الحملات والرهانات، وكانت الصدمة للعدو ومخططيه وأدواته كبيرة بحجم الحشود.
وبقدر ما مثلته الحشود الملايينية لهذا العام مفاجأة للعدو ومربكة لمخططاته ورسالة محبطة له، فإن تفويضها لقائد الثورة المباركة كان بمثابة الأرضية الصلبة والراسخة للانطلاق في عملية التغيير الجذري وموقف شعبي راسخ ومعلن لا يقبل التشكيك ولا يستطيع أحد بعده الاعتراض على التغيير الجذري بأي حجة، فالتفويض كان أمام الملأ وبأصوات الملايين.
مناسبة المولد النبوي الشريف هذا العام كانت استثنائية بكل تفاصيلها.. قداسة المناسبة ذاتها المرتبطة بأقدس وأعظم الخلق أجمعين.. رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وسلم.. شعار المناسبة هذا العام – قوله تعالى «كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور»، والجمع بين رسول الله وكتاب الله هو عودة للرسالة الإلهية وإخراج للناس من الظلمات إلى النور، وفي ذلك رد على المسيئين إلى القرآن الكريم وبأبلغ رسالة.
الحشود المليونية التي فاضت بها الساحات والميادين..
صور المصاحف التي حملها مئات الآلاف كانت رسائلها واضحة، وجاءت لتؤكد الهوية الإيمانية للشعب اليمني، وتجذر تمسكه بالرسالة الإلهية وارتباطه بمنهج الله من خلال نبيه وكتابه.. وبهذا سننجو ونكبر ويتعاظم شأن شعبنا وسنصنع التحولات الكبرى بإذن الله.
ومن هذه المناسبة العظيمة انطلقنا لتغيير واقعنا على أساس القرآن الكريم الذي يجمع عليه كل الشعب اليمني.. ويتفرد في التمسك العملي بالقرآن الكريم في مواجهة الإساءات الغربية المتكررة.. وفوضنا القائد تفويضاً لا رجعة فيه
كان المشهد العظيم يوم المولد النبوي لا يستوعب لحجمه الكبير ودلالاته العميقة.