صمود وانتصار

لستم وحدكم

الصمود||مقالات|| محمد يحيى السياني

أُسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، خرافة وفزاعة لطالما أرعب بها الكيان الصهيوني أنظمة دول المنطقة خلق منها هذا الكيان حاجزاً نفسياً لدى الآخرين ليكون ممراً سهلاً له لتأطير الرضوخ بالهزيمة لدى الأنظمة والشعوب وعدم التجرؤ أَو التفكير بالموجهة مع جيش هذا الكيان، وظلت هذه الحالة تسيطر على الأنظمة الخانعة والشعوب المدجنة لعقود من الزمان، وباتت هذه الحالة المزرية ترسم صورة الاستسلام المهين لهذا الكيان الغاصب في الواقع العربي والإسلامي، وهو ما مكن العدوّ ليتمادى في إجرامه وغطرسته وعربدته المُستمرّة، ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ولم يسلم من أذاه وإجرامه ومؤامراته، دول وشعوب الطوق ولا حتى دول المنطقة وشعوبها عامة، هذه الخرافة التي كان يزعم ويتفاخر بها العدوّ الإسرائيلي المحتلّ طويلاً، باتت اليوم وبعد العمليات الجهادية البطولية لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان، وبعد العملية الكبرى «طوفان الأقصى»، تداس خرافة هذه الأُسطورة تحت أقدام مجاهدي المقاومة الإسلامية في فلسطين، ويتم سحقها تحت وقع الضربات الصاروخية والطائرات المسبرة والاشتباكات المباشرة للمجاهدين مع جيش العدوّ، هذه العملية المباركة التي أعدت وجهزت وخططت لها حركات المقاومة الفلسطينية، فكانت هذه العملية فلسطينية المنبع والإنجاز، وفاجأت العدوّ والصديق كما وصفها السيد القائد/ عبدالملك الحوثي، وحقّقت نتائج كبيرة كسرت بها المعادلات وهي مؤشر من مؤشرات الفرج والنصر -بإذن الله-.

 

بعد خطابه الذي اتسم بالوضوح والشجاعة، والمستشعر للمسؤولية أمام الله والأمة الإسلامية والمظلومية للشعب الفلسطيني، خاطب السيد القائد شعبنا والأمة الإسلامية والعالم، وأعلن من خلال خاطبه التأكيد على تضامن ومساندة شعبنا اليمني المُستمرّة مع الشعب الفلسطيني، بكل ما يمتلك ويستطيع وقال: «نحن على تنسيقٍ تام في محور المقاومة ووضعنا خطوطاً حمر، إذَا تدخل الأمريكي بشكل مباشر، نحن مستعدين للمشاركة في القتال حتى بالقصف الصاروخي والمسيرات والخيارات العسكرية بكل ما نستطيع».

 

فمن خلال هذه الجزئية الملفتة في خطاب السيد القائد، توقفت العديد من وسائل الإعلام المختلفة، في العالم لقراءة مدلولات وأهداف ومآلات ونتائج هذه الرسالة ونتائج التدخل اليمني عسكريًّا في المعركة القائمة في فلسطين، في حال تجاوز الخطوط الحمر الذي حدّدها ووضعها السيد القائد بالتنسيق مع محور المقاومة، فكان إعلام العدوّ الإسرائيلي، هو المتصدر في قراءة خطاب السيد القائد فكشف من خلال تصريحات العديد من المحللين والمسؤولين الصهاينة أنهم يؤكّـدون جدية ما أعلن عنه السيد القائد ويصفون الجيش اليمني وقيادته بأنهم لديهم الجرأة والشجاعة لضرب إسرائيل، فهؤلاء أيدهم خفيفة على زناد السلاح -حسب وصفهم-؛ إذَاً فخيارات التدخل العسكري للجيش اليمني اليوم متاحة وفق التنسيق مع محور المقاومة نصرة للشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة التي يشنها جيش العدوّ الصهيوني المجرم المتغطرس وخيار الشعب اليمني اليوم أعلن عنه قائده المؤمن الشجاع وعبر عنه الشعب اليمني العظيم في خروجه الكبير في أول أَيَّـام عملية طوفان الأقصى وخروجه في مسيرات حاشدة يوم الجمعة؛ تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومؤيداً ومباركاً لعملية طوفان الأقصى وهي خيارات ليست بغريبة أَو بعيدة على الشعب اليمني وقيادته الشجاعة وهذه المواقف المشرفة نابعة من الواجب المقدس والموقف المبدئي الثابت له تجاه القضية الأولى لأـمتنا وقد أكّـدها وعززها اليوم القائد والشعب الذي إن قال فعل وإن فعل كان له أثر.

 

فأنتم لستم وحدكم يا أحرار ومجاهدي فلسطين فالشعب اليمني وأحرار هذه الأُمَّــة إلى جانبكم وحاضرون لفعل كُـلّ ما نستطيع فعله، وهي كلمة لقائد القول والفعل ومن خلفه شعب العزة والإباء والتضحيات.