“الصهيونية العالمية” إذ تحتشد في الحرب على غزة
الصمود||مقالات|| عبدالرحمن الأهنومي
عدوان الصهاينة أهدافه الأساسية الأطفال والنساء والمنازل السكنية والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمساجد والجامعات..
إنه انتقام المهزومين، إنها حرب الصهيونية العالمية بأكملها، تحتشد فيه أمريكا والغرب الكافر والكيان الصهيوني اللقيط وتتواطأ عليها أنظمة النفاق التي تتجند ضد الأمة وشعوبها مع الأعداء وفي سبيل الشيطان.
كيان العدو الصهيوني أعلن مسبقاً بأنه لن يتقيد بالقانون الدولي وأنه سيركز على الأضرار وليس الدقة في التهديف” ولهذا يركز على استهداف البشر والمشافي والنازحين والتجمعات بهدف قتل أكبر عدد من الناس، وهذه تعد جرائم حرب متعمدة.
الكيان الصهيوني أعلن أنه سيحوّل غزة إلى مقبرة وسجن ويمنع دخول الدواء والغذاء وكل شيء ولن يسمح بدخول أو خروج شيء وسيقطع الكهرباء والماء، وأعلن التهجير القسري لأبناء غزة وهددهم بالقصف مالم يخرجوا من بيوتهم إلى حيث يريد لكنه قام بملاحقة النازحين وقام بقصفهم.. وتلك جريمة تهجير قسري تعد من الجرائم الموصوفة بالإرهاب والانتهاكات الفظيعة.
كيان العدو الصهيوني يعلن بأن حربه تهدف إلى مسح غزة عن كاملها ويقوم بتدمير الأحياء بكاملها على رؤوس السكان دون هوادة.. ويتعمد استهداف الأحياء بقصفها ومسحها عن بكرة أبيها.
الكيان الصهيوني يقصف المستشفيات المكتظة بالمرضى والجرحى والشهداء بالفوسفور والقنابل المحرمة ويعلن ارتكابه لتلك الجرائم في الاعلام دون اعتبار لشيء..وقد هدد مستشفيات أخرى اليوم بالقصف ما لم يتم إخلاؤها وأمهل الممرضين ساعات محدودة وحين لم تغادر قام بقصفها وأعلن عن ذلك.
الكيان الصهيوني يرتكب فظاعات وأهوال ما حصلت في التاريخ، يقصف لإجبار السكان على الخروج من ديارهم وتهجيرهم إلى الأبد.. ومن يخرج يقوم بقصفه في الطرق الآمنة التي يفر عبرها.
شاهدت اليوم وأمس أطفالا رضع قطعت رؤوسهم بالصواريخ الصهيونية وآخرون مزقت أجسادهم قنابل الفوسفور والصواريخ الارتجاجية وآخرون دفنوا تحت الأنقاض مع أمهاتهم وذويهم..
أسر كاملة تم مسحها من الوجود ولم يبق منها من يذكر بها، وأحياء مأهولة تم نسفها بالقنابل والصواريخ حتى صارت أثرا بعد عين، أطفال ونساء وعائلات يذبحها العدو الصهيوني في غدة بالجملة والمفرق في كل لحظة يرتكب مذبحة. لا بل وارتكب اليوم ثلاث مذابح خلال ساعة واحدة.
لم يذهب كيان العدو الصهيوني إلى هذه الحرب بمفرده بل بضوء أخضر ودعم مطلق وحاسم وغير محدود من أمريكا، وبمساندة وتأييد الغرب الكافر بأكمله.
الإدارة الأمريكية ترسل السلاح وأرسلت وزيري الدفاع والخارجية ووصلا وقالا إن بلادهما تقف بشكل حاسم إلى جانب الكيان الصهيوني وتدعم حربه على غزة وبايدن لم يعلن دعمه بل وجه نتنياهو بشن حرب تغير شكل ووضع قطاع غزة أي مسحها عن الوجود.
رغم أن الحرب تنتهك كل قواعد ومبادئ القانون الدولي ورغم أنها تشكل جرائم حرب وإبادة يضع لها قانونهم عقوبات، إلا أن أمريكا اسقطت كل تلك القوانين وأباحت للصهاينة كل محرم. ولم تضع أي اعتبار للأعراف ولا للمبادئ التي تحاكم بها الآخرين.
زعماء دول الغرب الكافر احتشدوا مساندين ومؤيدين ونصبوا شرطتهم لمواجهة أي تحرك شعبي في عواصمهم يرفع علم فلسطين ولم تعد المذابح والفظاعات والإبادة الصهيونية في غزة جرائم حرب ولا هي من جرائم الإبادة على غرار ما قالوه عن حرب بوتين في أوكرانيا..بل أسموها دفاعا مشروعا عن النفس!
إنها حرب الصهيونية العالمية يحتشد فيها الكيان الصهيوني وعصاباته المارقة، وأمريكا ودول الغرب الكافر المارق، ولأنها كذلك فإن ما فيها من فظائع وأهوال ومذابح وقتل وفتك وتدمير واجرام وطغيان إنما تكشف الوجه الحقيقي للصهيونية اليهودية ولهمجيتها وتهتك ستاراتها وأقنعتها التي تلّبستها طويلا وتسقط ادعاءاتها بالحقوق والحريات والمبادئ والقيم وتكشف زيف كل ما تقوله وتدعيه.. وتظهر الحقيقة الكاملة المتكاملة عن الهمجية والإرهاب حينما يحولها الغرب وأمريكا والصهاينة إلى دفاع عن النفس.
من قتل الأنبياء بغير حق لن يتورع عن قتل أبناء غزة.. البذرة الملعونة في القرآن وعلى لسان الأنبياء ستظل ملعونة خبيثة قاتلة ناهبة مجرمة والأمة المثلية أمريكا الشيطان الأكبر راعية إسرائيل ستظل راعية كذلك وسيقول رئيسها الأكاذيب والدجل لتبرير المذابح، ومن المؤسف أن وزير خارجيتها يجول في منطقتنا ويُستقبل كأنه ولي حميم.. أما الغرب الكافر فهو مجرد أداة من أدوات الصهيونية القذرة.
والصهيونية إذ تحتشد بهذا الشكل في الحرب على غزة رغم أنها حرب إجرامية ظالمة، نرى تخاذلاً عربياً مؤسفاً بل وتواطؤاً كما فعلت امارات التطبيع والخنا.. وهو ما يستدعي مراجعة شاملة للانحرافات التي ضربت الأمة في مبادئها وقيمها وفي مناهجها وجعلت من هؤلاء عملاء لليهود بما فيهم من قبح في الطباع والسلوك والخلق والخليقة..