صمود وانتصار

“طوفان الأقصى” وهزيمة الجيش الذي لا يُقهر

الصمود|

يبدو أن حركة المقاومة الإسلامية حماس قد جهزت نفسها للدخول في حرب طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني عقب عملية طوفان الأقصى التي أفقدت جيش العدو الإسرائيلي توازنه في ساعات.

هناك إجماع على المستوى الدولي يشير إلى الانتصار الكبير لحركة حماس على الجيش الذي قيل إنه لا يُقهر، واعتقدت معظم دول العالم بصحة هذا الوصف إلى أن جاءت اللحظة المباغتة لكتائب القسام لتنهي هذه الأكذوبة في ساعات ما أصاب العالم بالذهول.

كيف يمكن لحركة محدودة الإمكانيات والموارد ومحاصرة طوال العام من البر والبحر والجو أن تنفذ عملية عسكرية بهذه الدقة والسرعة والتمكن وتنهي وإلى الأبد خرافة الجيش الذي لا يُقهر وتدوس على دباباته وآلياته العسكرية بأقدام فدائيي كتائب القسام وتقتحم أهم المقرات والقواعد العسكرية والاستخباراتية الصهيونية التي صرفت عليها عشرات المليارات من الدولارات وتأخذ ما تريد من معلومات في زمن قياسي؟! فأين كان الجيش الذي لا يقهر ومنسوبي جهاز المخابرات الموساد الذي قيلت عنه روايات وقصص تدخل في عداد الخيال؟

يتساءل أي مراقب سياسي ماذا حدث وما سر هذا الانهزام المريع لجيش واستخبارات العدو في ساعات، هزيمة وقف أمامها العالم في حالة ذهول وسيقف أيضاً مطولاً لدراسة النصر المؤزر واستخلاص النتائج والعبر والدروس منه.

لاتزال العملية العسكرية طوفان الأقصى في عنفوانها والجيش الصهيوني الذي جمع حتى قواته الاحتياطية يقدم رجلاً ويؤخر أخرى لعملية اقتحام غزة، بعد أن أعد لها العدة بمساندة ومؤازرة الولايات المتحدة الأمريكية ليس بالسلاح فحسب بل وبالرجال، فضلاً عن الدعم اللا محدود من الاتحاد الأوروبي ودول الناتو، لكن يبدو أن الصفعة الأولى التي وجهتها حماس لجيش الاحتلال ومخابراته قد أفقدته معنوياته لخوض أي عملية عسكرية يرد فيها اعتباره حتى أصبح على مشارف غزة لا يعرف ماذا يريد.

كان من المفترض أن يواكب هذه العملية العسكرية المباركة دعم عربي وإسلامي، لكن اتضح أن ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية من عمل منظم لتدجين الأنظمة العربية والإسلامية قد أتى ثماره وخذل الجميع فلسطين وغزة في اللحظة الحرجة، في حين كان الفلسطينيون في أمس الحاجة لأي دعم ومساندة في معركتهم ضد الاحتلال.

لم تبرز إلا مواقف دول محور المقاومة وفي المقدمة اليمن ممثلة بقيادة أنصار الله التي وضعت كل إمكانيات البلاد في خدمة فلسطين وحركة المقاومة الإسلامية حماس انطلاقاً من موقف يمني مبدئي مشهود له فلسطينيا وعربيا ودوليا .

وتجلى أصدق تعبير للموقف اليمني من عملية طوفان الأقصى في الخروج الكبير للجماهير في العاصمة صنعاء والمحافظات دعما وتأييداً لهذه العملية المباركة.