صمود وانتصار

اقتصادنا وعدوانهم

الصمود | أقلام حرة | 26 / 6 / 2016 م

بقلم / عبدالله صبري

لم يوفر العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا أية وســيلة إلا واستخدمها في سبيل كســر إرادة شعبنا، واســتعادة الوصايــة الســعوأمريكية، بعــد أن وجد أن اليمــن تنحو خــارج مربــع الهيمنــة الخارجيــة التي رزحت في ظلها عقودا طويلة. ويعد الحصار الجائر والشامل من الأساليب القذرة التي اســتخدمها العدوان ولا يزال، مراهنا على انهيار الاقتصاد الوطني، وانتفاضة الشــعب اليمني على ما يســمونه بســلطة الأمر الواقع، من منطلق أن (الجوع كافــر)، وأن صمود الشــعب اليمني في وجــه العدوان لن يســتمر مــع انهيــار الاقتصــاد وتراجــع الخدمات الأساسية، ومستوى المعيشة. ما لم يتنبه له العدوان أن اليمن تعيش منذ عقود في ظل اقتصاد متهاو، وأن الخدمات لم تكن بتلك الجودة التي يأســف عليها النــاس أو يثورون بســبب غيابها، ثــم أن ثورة 21 ســبتمبر قامت بســبب رفــع الدعم عن المشــتقات الوطنيــة بزعم أن خزينــة البنك المركزي أوشــكت على النفــاد وأن حكومة الوفــاق باتت عاجزة عــن دفــع مرتبــات الموظفيــن الحكومييــن ( لاحظوا أن ما يســمى بالحكومة الشــرعية ما زالــت تردد نفس الأســطوانة المشــروخة بشــأن الأوضاع الاقتصادية، متجاهلة أنها أعلنت إفلاســها في ظل أوضاع طبيعية ودعم خارجــي غير محــدود، بعكس الحالــة الراهنة، حيث صمد اقتصادنا على هشاشــته، وما زالت رواتب الموظفين تدفع حتى لأولئك الجنود الذين يحرســون قصر معاشيق في عدن). نقول هذا ونحن في الشــهر الرابع مــن العام الثاني للعــدوان، وقــد تجــاوز شــعبنا وقيــادة الثــورة أســوأ الســيناريوهات التــي راهــن عليهــا العــدوان، ومما لا شــك فيه أن أية تداعيات مقبلة لن تكون أســوأ مما قد مضــى، وإن تعالى صراخ المرجفيــن، وتهادت نصائح المتربصين. لقد أنفق شعبنا على المعركة من كل قرية ومديرية، حيث تحركــت مئات القوافل الغذائية لدعم المقاتلين في مختلف الجبهات، وتواصلت التبرعات المالية من جميع أنحــاء البلاد، وبذل المئات مــن رجال الأعمال أموالهــم وممتلكاتهم دعمــا للمجهــود الحربي، الأمر الذي خفف الضغط على موازنة الدولة، وســاعد على .ً استمرار دفع المرتبات، واستقرار العملة نسبيا وإذا كان تحالف العدوان يراهن على الوقت، منتظرا لحظــة الانهيــار، فما يزال فــي جعبة اللجنــة الثورية المزيــد مــن الخيــارات الاســتراتيجية إن على صعيد المواجهات العســكرية، أو على الصعيد الاقتصادي. والشــعب الــذي يبــذل الأنفــس والأرواح فــي ســبيل الحريــة والكرامــة، لن يبخــل في رفد الخزينــة العامة بالأموال إذا لزم الأمر!