اليمن يواصل الحصار البحري على العدو الإسرائيلي وأمريكا تحاول إعلان تحالف بحري لحماية الملاحة الصهيونية
الصمود||
شركات شحن جديدة توقف عملياتها إلى الموانئ الإسرائيلية بعد أن أعلنت عدة شركات أخرى التوقف
الحصار البحري يشتد على العدو الصهيوني واليمن لا يساوم على نصرته لغزة
تواصل اليمن فرض الحصار البحري على كيان العدو الصهيوني، بمنع مرور السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى كيان العدو الصهيوني في البحر الأحمر، واستمرارها في استهدافها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
ونفّذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية يوم أمس عمليات جديدة لمنع عبور السفن الصهيونية والمتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، حيث استهدفت القوات البحرية بطائرة بحرية سفينتي نفط وحاويات متجهتان إلى موانئ العدو الصهيوني، لهما ارتباط بالكيان الصهيوني نفسه.
وتواصل القوات البحرية تنفيذ عملياتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، والسفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية، في البحرين العربي والأحمر، وهو ما أدى إلى خنق الكيان الصهيوني وتكبده خسائر فادحة، كما دفع بشركات الشحن البحري العالمية العملاقة إلى إعلان توقف إبحارها نحو موانئ الكيان الصهيوني، في حين تسعى أمريكا إلى تشكيل قوة حماية بحرية لحماية الملاحة الصهيونية، وتحاول إقناع دول عربية للمشاركة في التحالف دولاً لهدف حماية «ازدهار» إسرائيل، وهي التسمية التي أطلقتها أمريكا على التحالف.
القوات المسلحة أعلنت أمس عن عملية جديدة استهدفت السفينتين «سوان أتلانتك» المحملة بالنفط، و»إم إس سي كلارا» المحملة بالحاويات، وذلك بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية، وجددت القوات المسلحة، طمأنة كافة السفن المتجهة إلى كافة الموانئ حول العالم -ما عدا الموانئ الإسرائيلية- بأنه لن يصيبها أي ضرر وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحاً، وأكدت القوات المسلحة في بيانها «لن نتردد في استهداف أي سفينة تخالف ما ورد في بياناتنا السابقة».
وأكدت القوات المسلحة على الاستمرار في منع كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من أي جنسية كانت من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه قطاع غزة من غذاء ودواء.
وكانت شركة «إنفنتور كيميكال تانكرز» النرويجية أفادت قبل البيان بإصابة إحدى ناقلاتها بجسم غير محدد في هجوم بالبحر الأحمر، فيما أعلنت شركات شحن عالمية جديدة وقف عملياتها إلى الموانئ الصهيونية، بعدما كانت عدة شركات قد أعلنت وقف عملياتها، وهو ما يشدد الحصار على الكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق.
الخناق يشتد وشركات جديدة توقف الشحن إلى الموانئ الصهيونية
أعلنت شركات شحن عالمية جديدة التوقف مؤقتاً عن قبول البضائع الإسرائيلية، وأصدرت تعليمات إلى سفنها بعدم قبول البضائع الإسرائيلية، ووصل عدد الشركات التي أوقفت شحنها إلى الموانئ الصهيونية حتى أمس، 11 شركة شحن عالمية عملاقة، أكدت وقف الشحن مع كيان العدو الإسرائيلي.
واستجد في هذا الملف توقف عدد من شركات الشحن أمس الاثنين، وهي شركة الطاقة البريطانية العملاقة بي بي bp «بريتش بتروليوم» (توقف مؤقت)، وشركة الشحن التايوانية «إيفرغرين لاين» (تعليق للعمليات وتوجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح)، ومجموعتا ناقلات النفط النرويجيتان «فرونت لاين» و»يوروناف»، وشركة السفن والحاويات السنغافورية «ONE» التي أوقفت عملها مع إسرائيل.
وتُضاف هذه الشركات إلى الشركات الكبرى التي أوقفت أعمالها سابقاً: «ميرسك» الدنماركية، و»هاباغ لويد» الألمانية، و»CMA CGM» الفرنسية، و»OOCL» ( أورينت أوفرسيز كونتينر لاين) في #هونغ_كونغ، و»يانغ مينغ» التايوانية.
وإلى جانبها أعلنت أيضاً أكبر شركة شحن في العالم، وهي الشركة السويسرية (msc)، التوقف عن العبور من البحر الأحمر، كما أعلنت، الاثنين، شركة «ميرسك» الدنماركية عن تطبيق رسوم إضافية لمخاطر الطوارئ على جميع بضائع العملاء التي يتم تفريغها في موانئ إسرائيل، اعتباراً من تاريخ 8 يناير 2024.
ابتزاز بحري على اليمن
أعلنت بعض شركات الشحن، ومنها 4 شركات مسؤولة عن أكثر من 50% من التجارة البحرية العالمية عن تعليق إبحار بواخرها في البحر الأحمر في الأيام القليلة الماضية، إعلانها التوقف عن الإبحار بشكل كامل هو نوع من المساومة والابتزاز، إذ أن القوات المسلحة تؤكد بأن المنع يتعلق بالسفن الإسرائيلية والمتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
وفيما علّقت بعض شركات الشحن عملياتها إلى الموانئ الصهيونية، أعلنت شركات أخرى توقفها عن الإبحار في البحر الأحمر، مراقبون يعتبرون إعلان الشركات التوقف عن الإبحار في البحر الأحمر ابتزاز إعلامي، وأن الهدف اليمني هو منع كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية، ولم تؤثر العمليات اليمنية على الملاحة الدولية، حيث أشار رئيس هيئة قناة السويس إلى تحوّل 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر حتى اليوم، من أصل 2128 سفينة عبرت خلال تلك الفترة.
من جهة ثانية، تتصاعد الخسائر الصهيونية أعلن مدير مرفأ إيلات جدعون غولبر، أن المرفأ فقد نحو 80% من إيراداته خلال الشهر الأخير، وذكر موقع «أكسيوس»، توقف وصول السفن التجارية إلى مرفأ إيلات بشكل شبه كامل، ومن المعروف أن المرفأ هو أكبر وجهة للسيارات المستوردة إلى إسرائيل، إذ تُشكّل نحو 75% من النشاط التجاري في المرفأ، الذي يمرّ عبره 45% من السيارات المستوردة.
من جهة ثانية، بدأ العمل بالجسر البرّي للبضائع من الإمارات نحو الكيان الصهيوني، حيث تُنقل عبره المواد الغذائية. وتستغرق الرحلة البرية من دبي أربعة أيام بمسافة 2550 كيلومتراً، ومن البحرين يومين وسبع ساعات (1700 كيلومتر). وتبلغ كلفة الكيلومتر الواحد حوالي 1.2 دولار، وهو أغلى قليلاً من النقل البحري العادي، ولكنه أرخص من كلفة طريق النقل حول أفريقيا بما يعادل 20 يوماً.
•تحركات أمريكية لتشكيل تحالف لحماية الملاحة الصهيونية
تواصل أمريكا بثّ الأخبار الإعلامية بأن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، سيعلن تشكيل دولي في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب تحت اسم «حارس الازدهار»، أي حارس «ازدهار إسرائيل»، وتسعى أمريكا من خلال التحالف إلى حماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، وإلى كسر الحصار اليمني، دون رفع الحصار على قطاع غزة.
وتواصل أمريكا البحث في طريقة لتشكيل هيكل عسكري موسّع في البحر الأحمر لحماية إسرائيل وازدهارها، وهو بند رئيسي في زيارة أوستن التي تشمل البحرين وقطر والسعودية وكيان العدو الصهيوني، وتشير المعطيات إلى أن أمريكا تسعى لتشكيل التحالف لحماية إسرائيل بشكل عاجل.
وفيما يبدو فإن أدواتها الإقليمية قد أوكلت إلى المرتزقة في اليمن لعب دور في التحالف بشكل أوضح، حيث أعلنت أمريكا انضمام المرتزقة والعملاء إلى تحالف حماية الملاحة الصهيونية، وأفادت التقارير والتصريحات التي أعلنها المرتزقة استعدادهم لذلك.
ومن المتوقع إعلان تحالف حماية الازدهار لحماية العدو الصهيوني خلال الأيام المقبلة، على رغم التناقضات الأمريكية والتعثر المتكرر في الإعلان عنه، إذ إن موقع «أكسيوس» الأميركي كان قد ذكر أن موعد الإعلان هو يوم الجمعة الماضي، وفي نهاية الأسبوع، أعلن المتحدث الأميركي جون كيربي أن وزارتَي الخارجية والدفاع تعملان على تجنيد أكبر عدد ممكن من الدول لإرسال سفن إلى فرقة العمل المشترك التي تعمل تحت القيادة المركزية للجيش الأميركي.
ومع ذلك يشكك الصهاينة في جدوى التحالف، حيث يقول مسؤولون إسرائيليون إن تحالف الحماية لإسرائيل لن يرافق السفن المبحرة، لكن حقيقة وجود المزيد من السفن الحربية في المنطقة، قد تخلق ردعاً يمنع الهجمات، كما يسمح بتقديم المساعدة السريعة للسفن التي تتعرّض للهجوم.
وسيُعلن وزير الدفاع الأمريكي عن القوة التي سيُطلق عليها اسم «حارس الازدهار»، في إشارةٍ إلى «ازدهار إسرائيل». وعلى غرار «فرقة العمل 153» التي تعمل من البحرين، تم تصميم قوة الحماية الأكبر لتوفير الطمأنينة للملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، وكانت الولايات المتحدة تسعى إلى إقناع الصين بالانضمام إلى هذا التحالف، وتفيد بعض التقارير أن تشارك بعض الأدوات الإقليمية لأمريكا وحشد المرتزقة والعملاء في اليمن.
ومن المؤكد أن هذا التحالف الذي يسعى لحماية إسرائيل وملاحتها في البحار، سيكون التحالف الأقذر في التاريخ، ويدين كل من يتورط في الانضمام إلى صفوفه.
•اليمن لا يساوم على نصرته لغزة
بقراره الجريء في فرض حصار بحري على العدو الإسرائيلي ل، جعل اليمن جميع داعمي كيان العدو يقفون مذهولين أمام قوة الموقف والتنفيذ للقرار، وعلى موقف القيادة اليمنية القوي في مواجهة الغرب الذي يتصرّف على أن البحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب حق حصري لبارجاته وقطعه العسكرية، سيّما أن ما يحصل في البحر الأحمر هذه الفترة، لم يكن يخطر في بال أحد من الدول الغربية.
وحيث ظهر أن كل الغرب بكامل قدراته التكنولوجية وأساطيله عاجز عن حماية الصهاينة ويستنجد بالأدوات، فإن اليمن ينطلق بسرعة نحو تفعيل قدراته العسكرية وتوظيف موقعه الجغرافي في سبيل القضية الفلسطينية ونصرتها، وهذا الأمر هو ما جعل شعوب الأمة تحتشد مؤيدة للموقف اليمني المبارك.
وفي سياق ثبات الموقف اليمني أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، بأنه وبرعاية الأشقاء في سلطنة عمان يستمر التواصل والنقاش مع عدد من الأطراف الدولية بشأن عمليات البحر الأحمر والبحر العربي، وأضاف «وقد أكدنا للجميع أن عمليات اليمن هي لمساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأنه لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يتعرض له القطاع من عدوان وحصار حيث لا غذاء ولا دواء وحتى المياه الصالحة للشرب أقدم كيان العدو على قطعها».
وقال محمد عبدالسلام أنه: «وفي مختلف اللقاءات جرى التأكيد أن موقف اليمن مع غزة غير خاضع للمساومة، وأن سفن العدو أو تلك المتوجهة إلى موانئه ستبقى عرضةً للاستهداف حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية بشكل مستمر إلى القطاع»
وأضاف: «أن أي خطوات حقيقية تستجيب للوضع الإنساني في فلسطين وغزة بإدخال الغذاء والدواء من شأنها أن تساهم في خفض التصعيد».
•ملحق أسماء الشركات التي قررت إيقاف الشحن إلى الكيان الصهيوني:
شركة بريتش بتروليوم
قالت شركة النفط الكبرى BP في 18 كانون الأول (ديسمبر) إنها أوقفت مؤقتًا جميع عمليات النقل عبر البحر الأحمر.
شركة سي ام ايه سي جي ام
قالت مجموعة الشحن الفرنسية CMA CGM في 16 كانون الأول (ديسمبر) إنها أوقفت جميع شحنات الحاويات عبر البحر الأحمر مؤقتًا.
شركة اكوينور
قالت شركة النفط والغاز النرويجية Equinor في 18 (ديسمبر) إنها أعادت توجيه مسار بعض السفن التي كانت متجهة نحو البحر الأحمر.
شركة يوروناف
قالت شركة ناقلات النفط البلجيكية «يوروناف» في 18 (ديسمبر) إنها توقف نشاطها في البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
شركة إيفر جرين
قال خط شحن الحاويات التايواني Evergreen في 18 (ديسمبر) إنه توقف عن قبول البضائع الإسرائيلية، وأعلنت الشركة بأنها ستبحر حول رأس الرجاء الصالح.
شركة «فرونت لاين»
قالت مجموعة ناقلات النفط Frontline ومقرها النرويج في 18 (ديسمبر) إن سفنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن. في المستقبل، تعزيز الأسعار التي يجب على العملاء دفعها مقابل نقل النفط الخام.
شركة «هاباغ لويد»
قال خط شحن الحاويات الألماني Hapag Lloyd في 18 (ديسمبر) إنه سيعيد توجيه عدة سفن عبر رأس الرجاء الصالح حتى بر الأمان. ويمكن ضمان المرور عبر قناة السويس والبحر الأحمر.
شركة «ميرسك»
أعلنت شركة AP Moller-Maersk الدنماركية في 15 (ديسمبر) إنها ستوقف جميع شحنات الحاويات عبر البحر الأحمر مؤقتًا حتى إشعار آخر، بعد « حادث وشيك» يتعلق بسفينتها ميرسك جبل طارق في اليوم السابق.
شركة «إم اس سي»
قالت شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن(MSC) في 16 ديسمبر إن سفنها لن تمر عبر قناة السويس، مع إعادة توجيه بعضها بالفعل عبر قناة السويس. رأس الرجاء الصالح،
شركة «أوكل
أوقفت شركة Orient Overseas Container Line (OOCL) الشحن من وإلى الكيان الصهيوني حتى إشعار آخر، وشركة الشحن المملوكة لشركة مقرها هونغ كونغ صرحت بأنها أوقفت نشاطها إلى الكيان الصهيوني.
شركة يانغ مينغ للنقل البحري
قالت شركة يانغ مينغ للنقل البحري التايوانية في 18 (ديسمبر) إنها ستحول مسار السفن التي تبحر عبر البحر الأحمر وخليج عدن إلى الرجاء الصالح للأسبوعين المقبلين.
يتعلق هذا بالشركات العالمية، وهناك عدد من الشركات الإسرائيلية من بينها زيم ZIM، وغيرها توقفت عن الإبحار في البحر الأحمر.