صمود وانتصار

باحث بريطاني: “إسرائيل” تخسر الحرب لكن نتنياهو وحكومته لن يعترفا بذلك أبداً

الصمود| لندن

أكد أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفور، بول روجرز، أن “إسرائيل” تخسر الحرب ضد حركة حماس، لكن نتنياهو وحكومته لن يعترفا بذلك أبدا.

وقال “روجرز” في مقال له بصحيفة الغارديان: إن الرواية الرسمية الصهيونية (تدّعي) أن حماس ضعفت، لكن الواقع، حسب رأيه، هو أن عقيدة جيش الاحتلال الصهيوني المتمثلة في القوة الهائلة هي التي تخفق.

وأشار روجرز، في مقاله إلى أنه حتى وقت قريب، كانت رواية الحرب على غزة خاضعة إلى حد كبير لسيطرة الجيش الصهيوني.

وتحدث الكاتب عن سردية “إسرائيل” وروايتها.. لافتاً إلى أن صورة مختلفة بدأت في الظهور.. فقد كان هناك نقص في الأدلة الداعمة لزعم الجيش الصهيوني بوجود مقر لحماس تحت مستشفى الشفاء، ثم لم يتمكن من تحديد موقع المحتجزين الصهاينة، رغم امتلاكه بعضا من أكثر المعلومات الاستخباراتية تقدما في العالم.

كما أشار إلى وجود مؤشرات أخرى أوسع تدل على مشكلات الجيش الصهيوني، كما ذكرت معلومات نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت حصلت عليها من إدارة إعادة التأهيل التابعة لوزارة الدفاع، تشير إلى أن عدد إصابات الصهاينة أكثر من خمسة آلاف، مع تصنيف 58 في المائة منها إصابات خطيرة، وأكثر من 2000 شخص صُنفوا رسميا معاقين، وذلك مقارنة بالأرقام الرسمية التي تحدثت عن مقتل 460 عسكريا فقط في غزة و”إسرائيل” والضفة الغربية، وإصابة نحو 1900 آخرين.

وانتقد روجرز قادة جيش الاحتلال قائلا: إنه رغم الضغوط الهائلة التي يتعرضون لها لتحقيق النجاح، فإن العديد منهم على قدر كبير من الذكاء، وسوف يدركون الآن أنه رغم كل سرد نتنياهو، فإن حماس، أو على الأقل أفكارها، لا يمكن هزيمتها بالقوة العسكرية.

وأوضح أنهم يعلمون -كذلك- أنه في الوقت الذي تتعطل فيه المحادثات، فإن الضغط من عائلات المحتجزين قد يؤدي قريبا إلى هدنة إنسانية أخرى.. ولذلك فإن هدفهم سيكون إلحاق الضرر بحماس بقدر ما يستطيعون، وبأسرع ما يمكن، وفي الوقت نفسه، مهما كان الثمن الذي سيتحمله الفلسطينيون، والدليل على ذلك الغارات الجوية المكثفة هذا الأسبوع.

ويرى الباحث أن الكيان الصهيوني لا يخاطر بالتحول إلى “دولة” منبوذة فحسب، حتى بين حلفائها؛ بل ستؤجج جيلا من المعارضة المتطرفة من حماس المُعاد تشكيلها أو خليفتها الحتمية.

وختم الباحث مقاله بالقول: “إن “إسرائيل” تحتاج إلى إنقاذ نفسها من نفسها، لكن هذا سيعتمد أكثر من أي شيء آخر على (الرئيس الأمريكي) جو بايدن ومن حوله.. وربما بدافع المزاج العام المتغير بسرعة في أوروبا الغربية، سيتعين عليهم إدراك دورهم في وضع نهاية فورية لهذا الصراع”.