المقاطعة الاقتصادية لمنتجات داعمي الكيان الصهيوني .. المَهمة الأهم في المعركة
الصمود||تقرير||
· ماذا تُعني المقاطعة؟
حرر ضميرك من التكيف الوجداني والتعود النفسي على جرائم ومجازر العدو الصهيوني بحق أبناء فلسطين، وأطلق العنان لخيارك الإنساني، وقاطع؛ لأن عدم المقاطعة يعني بقاءك مرتهنا لوعي الخذلان والانكسار والهزيمة في الدنيا، والعذاب في الآخرة؛ لأنك تباطأت عن نصرة المظلومين.
في حال استشعر كل مواطن دوره في هذه المَهمة فإن نتائج المعركة ستتغير سريعًا؛ لأن النتائج مرتبطة بالمال، والخسائر هنا ستكون فادحة، ولن تُسعف أصحابها للانتظار؛ بل سيتخذون قراراتهم؛ ويُعيدون النظر ألف مرة في اتجاهات دعمهم، علاوة إنها متاحة لكل فرد في مجتمعاتنا؛ وقبل ذلك سنعرف من خلالها كم هي الأموال التي نبذلها دون أن ندري، بينما هي تسهم يوميًا في قتل إخواننا في فلسطين المحتلة؛ فهل ترضى بذلك؟! بالتأكيد: لا. إذن لنبادر بالمقاطعة؛ على الأقل ستقف أمام رب العالمين؛ وقد بذلت قصارى جهدك في الانتصار لمظلومية فلسطين؛ في الوقت الذي خذلها معظم العالم؛ بينما انتصر لها ضميرك كأمة عربية إسلامية استشعرت الواجب!
· لماذا المقاطعة الاقتصادية لمنتجات داعمي الكيان الصهيوني تتصدر قائمة التزامات معركتنا مع العدو؟
لأن الكيان المعادي يستمد من هؤلاء الداعمين نسبة كبيرة جدًا من ضمان بقائه واقفًا في وجوهنا، ويعمل ليل نهار على قتل أبناءنا بأبشع الأساليب وأفظع الجرائم، انطلاقا من ثقة كبيرة لديه بضعفنا وعجزنا. ونجاح المقاطعة هو انقلاب على كل ذلك، وإصابة العدو بالصدمة والخوف؛ علاوة أن المقاطعة تمثل رسالة شديدة اللهجة يقدّمها اليمن ليس لإسرائيل فقط، وإنما لمن يقف إلى جانبها من البلدان والشعوب، التي أعلنت منذ السابع من أكتوبر موقفها المساند للقرار الإسرائيلي باستباحة الدم العربي في فلسطين دون وازعٍ من ضمير أو أخلاق، بل كأنهم لا ينظرون لنا كبشر. هؤلاء يستبيحون دم أشقائنا في فلسطين بدمٍ بارد، مرتكبين أشنع الجرائم والمجازر؛ وهي الجرائم والمجازر التي عجزت وسائل الإعلام في نقلها كلها؛ فما لا نعرفه أشد وطأة.
على الرغم من البُعد الإجرامي والمأساوي غير المسبوق للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم تعلن معظم الأنظمة الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة موقفًا يتفق مع ما تُعلن عنه من انحيازٍ لحقوق الإنسان وقيم الحرية والديمقراطية؛ بل أعلنت وبكل صفاقة وطالبت باستمرار الحرب على قطاع غزة، متماهية تمامًا مع الموقف الصهيوني، متجاوزة بكل صلف حقوق الإنسان الفلسطيني والعربي؛ بل إنها داست بكل عنجهية على دعوات ونداءات شعوبنا العربية والإسلامية؛ وهي ترفع الصوت عاليًا مطالبة بإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة… بل إنها لم تنصت لصوت الشارع الغربي نفسه، الذي شهد تحولاً في موقفه مع فلسطين، من وطأة ما شاهده من جرائم إسرائيلية في غزة؛ وبالتالي فكل هذا الاستكبار والطغيان على حقوق الفلسطينيين في قطاع غزة وكل الأراضي المحتلة لا يمكن، بأي حال، أن يستمر؛ لكنه مستمر من خلال ما ندفعه من أموالنا لشركات مستمرة في تمويل ودعم الكيان الصهيوني في حربه ضدنا.
إننا بعدم المقاطعة نسهم في إراقة دماء إخواننا الفلسطينيين، بل ونسهم في تعزيز قدرات المحتل الغاصب، ونعمل على إطالة عمر الاحتلال؛ لهذا فالمقاطعة فعل جهادي عظيم ومتاح لجميع اليمنيين وجميع العرب والمسلمين؛ ومن خلاله يكون اليمني قد قام، ولو بالنذر اليسير، من واجبه في مواجهة العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي في القطاع؛ وأخلى ساحته ومسؤوليته أمام الله.
· كيف نقاطع؟ هل ثمة وجوه عديدة للمقاطعة تتجاوز الامتناع عن شراء منتجات داعمي الكيان؟
هناك وسائل عديدة يتكرّس من خلالها فعل المقاطعة، وصولاً إلى أن يحقق نتائج فاعلة ومؤثرة؛ ابتداءً من قيام كل فرد من مراجعة ما يشتريه من منتجات ومعرفة مصدرها؛ فإن كانت قادمة من بلدان تدعم أنظمتها السياسية الكيان فمن الواجب أن تُحجم عن شرائها.
لا يتوقف الأمر عند الإحجام، بل يجب عليك الاسهام في توعية غيرك بضرورة هذا الفعل، بل قد يكون ذلك واجبًا مقدسًا؛ لأننا من خلاله لا نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يتعرض له إخواننا في قطاع غزة. ثانيًا: هو فعل متاح، كما سبقت الإشارة، ونحن محاسبون عن مدى قيامنا به أمام الله، وفي حال لم تقم به فلست ببعيد عن العذاب الذي سيحدق بالمتخلفين عن نصرة إخوانهم في غزة في ظل ما يتعرضوا له من حرب وحشية.
كما أن توعيتك الآخرين تلزم منك أن توضح لعائلتك فداحة شراء منتجات داعمي الكيان، وأهمية هذا الفعل عند الله، وضرورة توعية غيرنا؛ وهو ما يجعل من فعل التوعية عمل يومي أينما ذهبت. ولو قام الكثير بهذا الفعل لتحققت نتائج كبيرة؛ وتغيرت مواقف الأنظمة والشركات الداعمة للكيان تحت وقع الخسائر التي ستحققها المقاطعة.
· كيف سيتحقق النصر من خلال المقاطعة؟
المقاطعة سلاح فعال؛ وبالإمكان من خلاله تحقيق النصر بأسرع مما تحققه الآلة العسكرية؛ فالسوق العربية سوق كبيرة لهذه المنتجات؛ وبالتالي فمقاطعتها ستكون وبالاً على المنتجين؛ الذين يتعاملون مع الربح والخسارة؛ وبالتالي لن يتوقفوا كثيرا أمام خسائرهم، وسيغيرون مربعاتهم، ويعيدون النظر في حساباتهم؛ علاوة أن نتائج المقاطعة ستُعيد الاعتبار لمكانة الأمة لدى الآخر؛ باعتبارها تعي جيدًا ما تريد وما تفعل؛ وبالتالي فالمقاطعة الاقتصادية أمضى من أي سلاح في تحقيق نتائج سنلمس أثرها سريعًا.
كما أن هذه المقاطعة ستؤتي أكلها في جانب آخر ممثلًا في دعم المنتج المحلي أو العربي البديل؛ وهنا سنكتشف أن بإمكاننا دعم المنتج المحلي والعربي؛ وقبل ذلك وبعده سيدرك – كما سبقت الإشارة- رأس المال وجهته الحقيقية انطلاقا من توجهات السوق الذي صار له ضمير؛ عندئذ سيصبح للمستهلك العربي كلمته وسطوته في وجهات الشركات التي يشتري منتجاتها من ناحية، وفي مناصرة قضايا أمته من ناحية أخرى.
مما سبق فتأكيد قائد الثورة على المقاطعة الاقتصادية تسنده خلفية معرفية بالمآلات التي تستطيع صنعها المقاطعة باعتبارها المهمة الأهم في مسار المعركة مع العدو.