الشعب اليمني مواقف إيمانية خالدة مع القضية الفلسطينية
الصمود||مقالات|| محمد الضوراني
يثبت الشعب اليمني بقيادته الحرة وجيشه البطل أنه الشعب الذي تحَرّك من استشعاره للمسؤولية الإيمانية أمام الله عز وجل، أمام من له ملك السماوات والأرض ومن يجب علينا جميعاً أن نمتثل لأوامره التي أمرنا الله بها، والتي تعتبر من رحمة الله بنا لنسلك الطريق المستقيم وننال الخير من الله في الدنيا والآخرة.
ومن ارتباط الشعب اليمني بالله عز وجل، ومن خلال القرآن الكريم تحَرّك وهو يعي مسؤوليته وواجباته التي لا بدَّ أن يتحَرّك من خلالها في نصرة دين الله وفي التصدي لأعداء الله من اليهود وأمريكا ومن ناصرهم، من حذرنا الله منهم ومن موالاتهم والوقوف في صفهم، وأمرنا الله عز وجل أن نكون مع المؤمنين وأن نقاتل ونستبسل في مواجهة الضالين والمضلين مهما كان حجم التحديات والصعوبات؛ فالله عز وجل وعدنا بالنصر والتأييد ووعد الله حق والله لا يخلف وعده.
كلّ يوم يثبت هذا الشعب صدق تحَرّكه وزكاة وطهارة مواقفه الإيمانية مع الشعب الفلسطيني والذي يتعرض لهجمة شرسة واعتداء ظالم وجرائم كبيرة لم تحدث عبر التاريخ من عدو يحمل الحقد والكراهية والبغضاء ضد الأُمَّــة الإسلامية جمعاء وضد الإسلام والمسلمين، وهو يعتبر رأس الشر في هذا العالم، فمن يقف مع إسرائيل هو يقف مع الشيطان وأولياء الشيطان ويحمل الخبث والانحراف والفساد والضلال، نجد أن الشعب اليمني وعبر التاريخ دائماً كان يقف المواقف الحق والعدل وهذه الصفة الحميدة والتي منبعها الإيمان الصادق لله ورسوله -صلوات الله عليه وعلى آله-.
إن مواقف الشعب اليمني بقيادته الحرة وجيشه البطل وشعبه المجاهد مع القضية الفلسطينية بالقول والعمل وتجسد ذلك من خلال ضرب هذا العدوّ ومنع السفن الإسرائيلية من العبور في البحر الأحمر، وشكل بذلك ضربة قاسية ومؤلمة للعدو، وبذلك أرسل رسائل العزة لكل الشعوب العربية والإسلامية، إن هذا الموقف الذي اتخذه الشعب اليمني هو الموقف الإيمَـاني الصادق والذي لا بُـدَّ أن يتحَرّك الجميع في تبنيه من استشعارهم بالمسؤولية أمام الله وأمام أمتهم وأمام الشعب الفلسطيني الذي يقاتل ويجاهد في الخندق الأمامي والمتقدم للأُمَّـة الإسلامية جمعاء، وأن أي تقصير من هذه الأُمَّــة هو خسارة للجميع أمام الله في المقام الأول، الذي لا بُـدَّ أن نخشاه ونخاف منه، وليست أمريكا وإسرائيل، التي تعتبر قشة أمام قوة الله وعظمة الله وجبروت الله، الشعب اليمني تبنى الموقف الحق والعدل ولن يميل عنه أَو يحيد عنه مهما كان ويكون ورغم المعاناة ورغم الحصار ورغم العدوان الظالم ازداد الشعب اليمني قوة وعنفوانًا واستبسالًا وتوحدًا وتلاحمًا شعبيًا مع القيادة، ومع أهم قضية وأعظم جهاد وضد عدو مجرم وظالم وفاسد حمل هذا الشعب البطل العداء له وعبر التاريخ وهما أمريكا وإسرائيل ومن منطلق إيمَـاني.
هذا الكيان الظالم والغاصب والمجرم سوف ينتهي ويزول، وما حدث في “طُـوفان الأقصى” وتجليات النصر وانهزام هذا الكيان، وما تجلى من بعده من قوة لمحور المقاومة، وتصدر الموقف الشعب اليمني وأعلنها بكل وضوح ولم يخف أَو يهتز أَو يتردّد نحن مع الشعب الفلسطيني ولن نترك هذا الشعب ولن نترك الأقصى وحيداً مهما باعه شذاذ الآفاق ومدعي الإيمَـان، والإيمَـان منهم بعيد بعد السماء من الأرض.
الشعب اليمني أثبت للعالم بكله أن القوة والإرادَة والعزيمة ليست بالسلاح والإمْكَانيات بل هي قوة الإيمَـان والصدق والوفاء والإخلاص لله عز وجل وهي أعظم قوة، وأثبت الشعب اليمني للشعوب الأُخرى أن اليمن هو يمن الإيمان والحكمة يمن الأنصار حقاً.
الشعب اليمني علم كُـلّ العالم أن الإنسانية ليست بالنفاق والخداع والتضليل، أن الإنسانية هي من مبادئ الإيمان، فالإنسان المؤمن لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يحسب أي حسابات أُخرى من حسابات المصلحة الذاتية، بل يحسب حساب الله عز وجل ويرجو من الله القبول والتوفيق، الشعب اليمني سوف يخلد في تاريخ العزة والكرامة والوفاء والصدق والإخلاص والتضحية، في تاريخ العدل والحق والإيمَـان الحقيقي بكل تجلياته وبموافقه الحقة مع الشعب الفلسطيني ينال توفيق الله ورعايته ونصرته وتأييده والخير في الدنيا والآخرة.