صمود وانتصار

لأجلك يا فلسطين

الصمود||مقالات|| محمد صالح حاتم

لم تحظ فلسطين وقضيتها بالاهتمام والدعم والمساندة والمناصرة من أي شعب، كما حظيت به من قبل الشعب اليمني، ولم تلق هذا الدعم من اليمن طيلة العقود السبعة، كما لاقته مع معركة طوفان الأقصى.
فلسطين هي قضيتنا الأولى كانت وما زالت وستظل، وهذا ما تجسد في موقف اليمن الداعم، والمشارك، في معركة الدفاع عن أبناء غزة، والذي تمثل بمشاركة القوة الصاروخية، والطيران المسير، الذي استهدف بعدة عمليات عسكرية مواقع وأماكن حساسة في ميناء أم الرشراش وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة.
بل إن اليمن استخدم ورقة الحصار البحري على الكيان الصهيوني، بمنع مرور السفن التجارية من البحر الأحمر وباب المندب، هذه الورقة لم يستخدمها اليمن طيلة سنوات الحرب والعدوان عليه، الذي شنها تحالف العدوان بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والسعودية والإمارات، فقد ظل البحر الأحمر وباب المندب ممرا للسفن الحربية والبوارج الأمريكية والتي تقصف اليمن ليلا ونهارا، تقتل وتدمر، فلم يمنع مرورها، ولم يغلق مضيق باب المندب أمامها ، وأمام السفن التجارية المتوجهة نحو دول العدوان، والذي كان بمقدوره أن يضغط على هذه الدول، ويجعلها تستسلم.
ولكنه مع فلسطين استخدم ورقة البحر الأحمر وباب المندب، ومنع السفن التجارية الصهيونية أو المتجه نحو الكيان الصهيوني، وهو ما الحق الضرر الاقتصادي الكبير عليها، وكبدها الخسائر الاقتصادية الهائلة.
أن الدم اليمني اختلط بمياه البحر الأحمر باستشهاد عشرة من أفراد القوات البحرية في مواجهة مع القوات الأمريكية، ومن أجل فلسطين تعلن اليمن الحرب المباشرة مع أمريكا، والتي طال أمد انتظارها.
كذلك المقاطعة الاقتصادية ورقة حرب أخرى لم يستخدمها الشعب اليمني إلا مع القضية الفلسطينية، فأصدرت حكومة الإنقاذ قرارا بمقاطعة الشركات الأمريكية والداعمة للكيان الصهيوني، ومنع دخولها إلى اليمن.
ومن أشكال الدعم، والتفرد مع القضية الفلسطينية هي المسيرات الجماهيرية الأسبوعية، والتي ظلت مستمرة كل أسبوع وخاصة يوم الجمعة، والتي شهدتها الميادين والساحات العامة في صنعاء والمحافظات والمديريات والعزل اليمنية منذ أول يوم لعملية طوفان الأقصى؛ بل إن ميدان السبعين لم يشهد مسيرات مليونية كما شهدها واكتظت بها جنباته في مسيرة «دماء الأحرار… على طريق الانتصار» والتي دعا لها السيد القائد عبد الملك الحوثي، عندما وجه نداء لأبناء الشعب اليمني للخروج الكبير والمشرف.
هذه المواقف، وهذه المحطات المشرفة سيسجلها التاريخ لأبناء اليمن في أنصع صفحاته، وستتناقلها الأجيال عبر العصور..