خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
الصمود||مقالات|| علي القحوم
أطل علينا اليوم سماحة السيد القائد يحفظه الله قائد الثورة في خطاب استراتيجي ومحوري وذات اتجاهات مختلفة وفي مناسبة هامة ولها مدلولات إسلامية كبيرة وارتباط إيماني – يماني بالرسالة المحمدية رسالة القرآن والإسلام وارتباط اليمنيين منذ صدر الإسلام ومشاركات اليمنيين العظيمة في نصرة الرسالة الإلهية في معارك الإسلام والفتوحات المشهودة وانطلاقا من هذه المناسبة العظيمة كان خطاب القائد يحفظه الله مرتكزا عليها ومتحدثا حول أهميتها ورسائلها الهامة ومدلولاتها العظيمة لينبني الخطاب على محاور ومرتكزات أساسية. اليمن الكبير حاضر فيها وبقوة وبتدرج وتنقل فريد وسردية لا تقارن وهي رسالة هامة للأمريكان والغرب أن الشعب اليمني مرتبط بهويته الإسلامية وله من المقومات التي جعلته حاضرا في الميدان بوعي وبصيرة ويحمل سلاح الإيمان وسلاح الحديد وله من القوة والمنعة والقدرات العسكرية والصناعات المتطورة التي تؤهله لن يكون في مصاف الدول الكبرى ويكون بذلك دولة إقليمية ذات تأثير في المعادلات والموازين الدولية ويحسب له حساب في موازين القوى الاستراتيجية لما له من موقع جغرافي استراتيجي وثروات متنوعة وشعب عظيم ومعطاء وقائد لا مثيل له في المعمورة.
وإذا ما نظرنا إلى ما حمله الخطاب في طياته من رسائل ذات البعد الاستراتيجي العابر للحدود والمؤثرة في الفعل والقول والتحركات المشهودة فمهما حاولنا ان نحيط بما ورد في خطاب القائد المفدى وفخر الأمة فإننا ربما لا يسعفنا المكان ولا الكلمات والتعبير والتحليل ولا السردية المطلقة ولا الرسائل المهمة التي تضمنها الخطاب الاستثنائي فهو خطابا استراتيجيا بكل المقاييس أتى في محطة مفصلية وبعد أن جاء وحصل الرد اليمانيّ القوي والمزلزل والمدمر على أمريكا وبريطانيا في البحر الأحمر وهذا ما جعله اكثر أهمية وفاعلية وتأثيرا في موازين السياسة والردع الاستراتيجي الذي ثبته القائد وترجمته القوات المسلحة اليمنية واستنفر بها الشعب وازداد بها زخما وحضورا في كل الساحات والميادين وهي التي اثبتت للعالم أن اليمن الكبير كبيرا بقائده وشعبه المعطاء وقواته المسلحة والأمن والقدرات العسكرية المتطورة والاستراتيجية وأنه لان يخضع أو يصمت أمام أي عدوان اجنبي ويمتص الضربة ويعمل بمسارات السياسية لربما تكون مجدية وتفادي بها لغضب أمريكا وبريطانيا والانحناء أمام الغطرسة الاستعمارية وهنا كانت الرسالة البالغة والمهمة للقائد يحفظه الله أننا أمة مرتبطة بالله ولا نخشى سواه وأننا لن نظل مكتوفي الأيدي أمام أي عدوان على بلدنا. وموقفه المشرف في نصرة فلسطين وغزة والقدس الشريف وشعبها المظلوم وان أي عدوان أمريكي بريطاني على اليمن سيواجه بمستواه وإذا استمرّ فإننا حاضرين في الميدان وساحة المنازلة واليد قابضة على الزناد وهذه الرسائل كانت في خطابه السابق لكنهم لم يفهموا ما اعلن وما كان فعملوا على التجاهل والمضي في الغطرسة والغي والبغي والاعتداء على القوات البحرية اليمنية فلم نلبث وقتا حتى كان وقد كان رد اليمن القوي والمزلزل في البحر الأحمر وتم استهداف سفن أمريكا وبريطانيا الحربية وبعملية كبرى حتى وصفها العدو بأنها ضربة لم تحصل لهم منذ الحرب العالمية الثانية.
وهنا كانت الرسالة اليمانية ذات البأس والتأثير والفعالية وتعالت الأصوات والصراخ والبكاء والعويل للاعداء في اروقة مجلس الأمن ومحاولات يائسة لتمرير قرار دولي يشرعن التوجهات العدائية الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية تجاه اليمن.
وبعد هذا وما حصل أطل السيد القائد اليوم ليؤكد ما أكده سابقا وهو سيد القول والفعل فقوله فعل ونظراته شجاعة وإشاراته تحرك واقدام ونبرات صوته تنوع فيها البأس والقوة وفيها النصح والإيضاح والاهم في ذلك مشاركة اليمن كدولة وقيادة وشعب وإجماع وطني في نصرة فلسطين وغزة ومجاهديها الإبطال في ضرب” إسرائيل” واستهداف سفنها في البحر الأحمر دون الاكتراث للتهديدات الأمريكية والبريطانية تجاه اليمن والمحاولات لثني اليمن من الاستمرار في ذلك واستخدام سياسة العصا والجزرة والإغراء والوعيد إلا أن القائد يؤكد مجددا أننا مستمرون في عملياتنا الكبرى في نصرة فلسطين وغزة ولن ندخر جهدا في تحقيق ذلك مهما كانت التحديات والمخاطر ولنا الفخر والشرف والاعتزاز ان نكون مع فلسطين وغزة حتى الانتصار وزوال ” اسرائيل” وهي معادلة ثابتة لن تتغير ولن تتبدل مهما كان ومهما يكن وتغيرت معها موازين القوى والمعادلات الرادعة وقواعد الاشتباك وعلى الاعداء فهم ذلك والتعامل مع الواقع الجديد وان كانوا في خشية من توسع المعركة ما عليهم إلا وقف العدوان على غزة فلسطين ورفع الحصار ومعادلة الردع في البحر ألأحمر قائمة ومرتبطة بذلك وهي لا تهدد الملاحة البحرية وهي آمنه والاستهداف يقتصر فقط السفن الاسرائيلية والذاهبة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وبالتالي يؤكد القائد يحفظه الله أن من يهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر هو العدو الأمريكي والبريطاني والغرب الذي بتواجد قواتهم الاستعمارية الغير مبررة والمتجاوزة للقوانين والأعراف الدولية وهو تهديد لليمن ومجالها الحيوي وللمنطقة برمتها ..
وفي تراتبية الرسائل وتتابعها قدم سماحة السيد القائد نصحه للدول العربية والإسلامية بان لا يورطها الأمريكان في معركة خاسرة سلفا وخدمة وحماية للكيان الصهيوني داعيا ايضاً الشعوب الأخرى والأنظمة الأوروبية بعدم التورط في البحر ألأحمر مع الإشادة بشعب البحرين المظلوم ودعوته لكل الشعوب العربية والإسلامية للمقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والاسرائيلية مع التأكيد والإشادة والدعوة للشعب اليمني بالاستمرار في حراكه الكبير المليوني في ساحات المظاهرات وحضوره المشرف دوما وفي صدارة الشعوب العربية والإسلامية في نصرة فلسطين وغزة العزة والصمود والاستعداد للجهاد المقدس في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.