ضربة يمنية قاصمة.. وأمريكا تلتزم الصمت
الصمود||مقالات|| منير الشامي
أعلنت قواتنا المسلحة في بيان ناطقها الرسمي نهاية الأسبوع الماضي عن استهداف سفينة أمريكية، كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والصواريخ البحرية والطائرات المسيَّرة، وهو ما يشير إلى أنها عملية نوعية كبيرة، وأشار البيان أيضا إلى أن هذا الاستهداف هو الرد الأولي على اعتداء القوات الأمريكية على قواتنا البحرية، مؤكدا أن القوات المسلحة لن تتردد في التعامل المناسب مع كافة التهديدات المعادية وانها مستمرة في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن إخواننا في غزة.
هذه العملية نفذتها قواتنا المسلحة وأعلنت عنها بالتزامن مع حراك دبلوماسي أمريكي له ثلاثة اتجاهات، الأول دولي في محاولة لإقناع دول أوروبية بالانضمام إلى مؤامرة أمريكا المعنونة بـ “حارس الازدهار ” ولا يزال الإخفاق الأمريكي في هذه المساعي هو سيد الموقف.
الاتجاه الثاني أممي في أروقة مجلس الأمن وحصلت بعد جهودها على قرار نفاق هزيل بإدانة عمليات صنعاء في البحر الأحمر وهذا القرار لا يلبي طموحها بتشكيل حلف عسكري دولي ضد اليمن ولم تنجح به حتى الآن.
أما الاتجاه الثالث فهو في المنطقة يخوضه وزير خارجيتها بلينكن وهدفه التهيئة لتنفيذ مؤامرة التهجير للغزاويين إلى خارج قطاع غزة من خلال البحث عن دول عربية توافق على فتح أراضيها لأهالي غزة وابرز تلك الدول هي تلك المتواطئة مع الكيان الصهيوني المجرم كمصر والأردن والسعودية هذا من جهة وفي محاولة البحث عن وساطة لإقناع صنعاء بالتهدئة وخفض التصعيد في البحر الأحمر من جهة أخرى، وهو ما يشير إلى أن صنعاء اختارت التوقيت المناسب لتنفيذ هذه العملية المباركة وفي ظل هذا الحراك الأمريكي لتأكيد ثباتها على موقفها عبر توجيه رسائل عديدة من هذه العملية المباركة لكل الأطراف، وأولى تلك الرسائل موجهة للنظام الأمريكي والمجتمع الدولي مفادها إنه لا تهدئة من صنعاء إلا بوقف العدوان الصهيوني على غزة ورفع الحظر كليا عنها وهذا هو السبيل الوحيد والسهل الذي يضمن اختفاء التوتر في البحر الأحمر، ما يعني أن قرار مجلس الأمن لن يغير من الأمر شيئا في حال حصلت أمريكا عليه.
أما رسالة صنعاء الثانية فهي التأكيد على أن أي تواجد عسكري أجنبي في البحر الأحمر سيكون هدفا لقواتنا المسلحة مثله مثل التواجد الأمريكي، سواء كان بقرار من مجلس الأمن أو بدونه.
الرسالة الثالثة فهي ان دافع القرار اليمني هدف إنساني بحت وأن المفترض أن يحظى هذا القرار بتأييد المجتمع الدولي لا الوقوف ضده وأن الواجب على مجلس الأمن أن يصدر قراراً ملزماً لإسرائيل بوقف العدوان ورفع الحظر وليس العكس.
الرسالة الرابعة: موجهة للعدو الأمريكي أيضا مفادها أن هذه العملية هي بداية الرد اليمني على الجريمة الأمريكية بحق قواتنا البحرية، وأن عمليات الرد ستستمر ما دام التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر باقيا.
الرسالة الخامسة: رسالة موجهة للعالم أجمع مفادها أن التواجد الأمريكي هو أكبر خطر يهدد التجارة العالمية في البحر الأحمر وأن التماهي مع الغطرسة الأمريكية والانجرار وراء مؤامرتها في البحر الأحمر سيفاقم حجم المخاطر على التجارة العالمية وعلى مصادر الطاقة وسيلحق اضراراً كبيرة بكل دول العالم.
وأسفرت هذه العملية المباركة عن ضربة قاسية جدا تلقاها النظام الأمريكي والتزم الصمت حيال العملية، فلم يعلن عنها ولا عن نتائجها، وموقفه هذا له عدة تفسيرات محتملة، ومن وجهة نظري الشخصية إن أقرب تفسير للصمت الأمريكي تجاه العملية هو أنه ادرك أخيرا أنه وقع في ورطة كبيرة باستعجاله وتواجده منفردا لحماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر وفي عدوانه على قواتنا البحرية، ولم يعد أمامه إلا 3خيارات :
– إما الانسحاب منكسرا بفضيحة عظمى في تاريخ الاستكباري.
– أو أن يكابر ويستمر منفردا في مواجهة القرار اليمني الإنساني والعادل محاولا حماية السفن الصهيونية وفي هذه الحالة ستكون نتائج بقائه وتصعيده كارثية عليه في كل الأحوال.
– اما الخيار الثالث فهو خياره الاستراتيجي ويعمل بكل قوته على تحقيقه ويتمثل في الحصول على قرار من مجلس الأمن يشرعن تشكيل تحالف عسكري دولي تحت مؤامرة حارس الازدهار ضد اليمن والسعي بكل إمكانياته لإقناع دول أوروبا بمشاركته في محاولة حماية السفن الصهيونية ولم يحقق أي تقدم عملي في ذلك حتى الآن فيما عدا موقف إعلامي لبعض الدول الأوروبية فقط.