الوعي استراتيجية قائد الثورة للانتصار على أعدائنا
الصمود||مقالات|| منير الشامي
يولي قائد الثورة السيد العلم عبدالملك الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- جانب التوعية المجتمعية ورفع وعي المجتمع كُـلّ اهتمامه وجهده، ولا غرابة في ذلك فهذا الهدف هو الهدف الاستراتيجي للمشروع القرآني وللثقافة القرآنية، وهو بحق الحصن الذي تعجز كُـلّ قوى الطاغوت عن اختراقه فتنهزم أمامه وتفشل كُـلّ مشاريعها وتلك حقيقة لأسباب كثيرة أهمها ما يلي:
أولًا: وعي المجتمع هو القاعدة الأَسَاسية لقوة أي مجتمع وهو الركن الجوهري لتماسكه وتحصينه وغلبته في كُـلّ زمان ومكان.
ثانيًا: النجاح أَيْـضاً في تحقيق هذا الهدف في المجتمع ينعكس تلقائياً في نجاحه في جميع الأهداف الأُخرى التي يسعى لبلوغها وتحقيقها وعلى مستوى كُـلّ مجالات الحياة.
ثالثًا: يستحيل على أي عدو أن يخترق المجتمع الواعي مهما كانت قوته وإمْكَانياته ووسائله.
رابعًا: الأعداء يعتمدون على سياسة قديمة أصبحت مكشوفة لكل مجتمع وهي سياسة فرق تسد، وعلى الرغم من ذلك لا زالت هذه السياسة هي الوسيلة الناجحة بأيديهم؛ بسَببِ التجهيل الممنهج منهم للمجتمعات العربية خلال العقود الماضية؛ فالواعي يزيل الجهل ويحمي المجتمع من الاختلاف والانقسام تماماً مهما حاول الأعداء، وهذا الحال هو ما يجب أن يكون عليه المجتمع في ظل الظروف الطبيعية والمستقرة، ولذلك فليس عجيبًا أن نرى قائد الثورة -يحفظه الله ويرعاه – قد جعل هذا الجانب شغله الشاغل، في ظل استهداف أعداء اليمن الممنهج لمجتمعنا اليمني بشتى الوسائل ومختلف الطرق وبمئات المؤامرات وأخطرها وبكل أنواعها، وهو ما يؤكّـد خطورة المرحلة الحالية التي نعيشها اليوم بوجه خاص وبالذات بعد تحَرّك العدوّ الأمريكي والبريطاني لخوض الحرب المباشرة على وطننا جهاراً وفي وضح النهار، وهذا يجعلنا نستشعر أهميّة التوعية المجتمعية وأهميّة النفير إليها، إلى الأمر الذي يرتقي بها إلى مصاف الأعمال المقدسة ويجعلها باباً من أبواب الجهاد في سبيل الله ويجعل منها مسؤولية جماعية مناطة على كُـلّ فرد من أفراد مجتمعنا وأمانة معلقة على عنق كُـلّ شخص منا كلّ من موقعه دون النظر إلى تفاوتها بين فئات المجتمع؛ بسَببِ موقع الشخص وحجم الفئة المستهدفة منه في بيئة عمله فلا يجوز التقاعس عنها أَو التنصل منها؛ بسَببِ اختلاف حجم هذه المسؤولية بين فئات المجتمع، نعم قد يحمل العلماء في مجتمعنا الجزء الأكبر من هذه المسؤولية لكن يجب أن ندرك أن مصطلح العلماء لا يقتصر على علماء ومشايخ الدين وعلى الفقهاء والخطباء وأئمة الجوامع فقط بل يشمل أَيْـضاً أساتذة الجامعة بمختلف تخصصاتهم العلمية، ومدرسي المرحلة الثانوية ومعلمي المرحلة الأَسَاسية؛ كون الرسالة الرئيسية لهذه الفئات هي تعليم المجتمع وتنشئة الأجيال وهداية المجتمعات وتنوير بصائرها ورفع مستوى إيمَـانها ووعيها وثقافتها وكفاءاتها، ويجب أن ندرك أَيْـضاً أن هذه المسؤولية لا تقف عند هذه الفئات بل تتدرج لتشمل المسؤول في مؤسّسته والمدير في إدارته، والوالد في أسرته والأم في بيتها، والشاب في رفقته، فالكل راع والكل مسؤول أمام الله عن رعيته كما قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وهذا ما يجب أن ندركه جميعاً، وعلينا أَيْـضاً أن نعلم أن قوتنا وعزتنا وانتصارنا على أعدائنا مرهون بنجاحنا في هذه المهمة؛ لأَنَّنا إن نجحنا فيها فسينعكس نجاحنا في هذه المرحلة بقوة عظيمة نكتسبها تجعلنا صفاً واحداً ضد العدوّ الأمريكي لا يجد فيه ثغرة صغيرة لإضعافنا أَو يلج منها لخللته وسنكون صخرة عظيمة تتحطم عليها كُـلّ مؤامراته، وتنهار أمامها كُـلّ إمْكَانياته وقدراته لكن إن فشلنا في هذه المهمة ونعوذ بالله من ذلك، سيغزونا في عقر دارنا، وسنذل تحت أقدامه، وسيسومنا سوء عذابه ونلقى منه أضعاف ما لاقاه الشعب العراقي من جرائمه الفظيعة وانتهاكاته الشنيعة، وهذا ما يحرص قائدنا العلم ويبذل كُـلّ جهده وطاقته لإنقاذنا من الوقوع في هذا المصير.