صمود وانتصار

لماذا يوم القدس العالمي وما موقف أَعْــدَاء القدس منه!!

تقريرــ نايف حيدان
تحيي الأمة العربية والإسْـلَامية اليوم العالمي للقدس في آخر جمعة من شهر رمضان من كُلّ عام، فبعد أن أصبحت قضية القدس مجرد خطاب إعلامي وتسويق بائر، ودغدغة عواطف المسلمين، تعمد الإمام الخميني في عام 1979م بعد انتصار الثورة الإسْـلَامية في إيران دعوة كافة المسلمين إلى إحياء هذا اليوم والذي أختار أن يكون الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم من كُلّ عام، وأن يحتفلوا به ويعلنوا عن تضامن المسلمين الدولي في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المسلم.
ماذا يعني يوم القدس:
يوم القدس هو تعبير عن الاستنكار ورفض إحتلال القدس ودعوة لتحريرها من الظلم والجور ليكون ذلك رمز لتحرير المستضعفين والمظلومين من كُلّ نوع من الاستعمار في أنحاء العالم.
وفي ذلك اليوم تخرج مظاهرات في كُلّ أنحاء العالم يشارك فيها الملايين من المسلمين تلبية لهذه الدعوة.
ولا تقتصر تلك المظاهرات على البلاد الإسْـلَامية بل تتعداها إلى أوروبا وكل أنحاء العالم.
وعلى سبيل المثال في ألمانيا يتم إحياء يوم القدس منذ الثمانينيات حيث كان يقام في البداية في العاصمة بون في وقتها ومنذ الإتحاد بين الألمانيتين صارت تقام في العاصمة برلين.
ولكن يستعاض عن يوم الجمعة بيوم السبت في العالم الغربي نظراً لأن يوم الجمعة هو يوم عمل ويوم السبت تكون عطلة نهاية الأسبوع.
الإمام الخامنئي حَثَّ المسلمين على المشاركة في هذا اليوم وأعطى هذا اليوم أهمية كبيرة ودعى للمشاركة في مظاهرات كبيرة بيوم القدس.
ففي سنة 2011 قال الإمام السيد علي الخامنئي أن يوم القدس هو يوم دولي وإسْـلَامي مهم يهتف خلاله الشعب الإيراني والشعوب الإسْـلَامية الأُخْـــرَى، بالمطالب الحقة التي كرس الاستكبار كافة طاقاته لإخمادها خلال الأعوام الستين المنصرمة.
وأكد أن يوم القدس العالمي هو صرخة حق إزاء صمت حاول الاستكبار فرضه بكل ما يملك من قوة على مدى أكثر من 6 عقود.
وفي عام 2006 قال سماحته: أنّ يوم القدس يوم تضامن الأمة الإسْـلَامية تحت راية إنقاذ القدس الشريف فلنحيي هذا اليوم وَلنواصل صوتنا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم إلى أسماع العالم وَلنستلهم من عطاء شهر رمضان ما يثبت القلوب وَالأرواح وَيزيدنا إيماناً بالوعد الإلهي (2006).
يوم القدس العالمي في نظر المنافقين:
يقول أحد دكاترة النفاق :
(أن الهدف الرئيسي من هذا اليوم هو زرع الفتنة في أرض الحرمين حفظها الله تعالى فالمملكة العربية السعودية يفتي علماؤها بحرمة أمثال هذه العمال الغوغائية لمخالفتها للهدي النبوي، فما فائدة أمثال هذه الأعمال إلا الفوضى وَالفتن وَهذا ما يرده الخميني ورجال دولته).
وكيف لهذا اليوم أن يزرع الفتنة والعالم يشاهد القتل والدمار في كُلّ من سوريا والعراق وليبيا واليمن ومن خلف هذا الدمار أليست هذه المملكة التي تدعي حمايتها للإسْـلَام وللقضية الفلسطينية!!
وإذا كانت المملكة العربية السعودية تريد وحدة إسْـلَامية فكيف لخطيب يستمع إلية العالم العربي والإسْـلَامي في كُلّ أنحاء العالم يحرض ويدعو لقتال اليمنيين ومن أرض الحرمين والذي يفترض أن يكون المكان الجامع للإسْـلَام والمسلمين والداعي للسلام وللتعايش وليس للاقتتال!
كما قال أيضاً دكتور آخر من دكاترة النفاق:
(إن إمامَ الروافض ومَن يسير بركبه يريدُ جعل هذا اليوم يومَ مواجهة بين حكام العرب وَالمسلمين، وَشعوبهم لإشعال نار الفتنة، وَالإضطرابات وَمَن لم يستطع، فيرضى بإزدياد الهوة بين الحكام وَالمحكومين).
ويضيف : (من يدعو إلى أمثال هذه الدعوات بل إن كُلّ من يستجيب لمثل هذه الفتن يكون مفسدا في الأرض، وَعليه أن يتوب إلى الله تعالى من هذه الفتنة التي لا تحقق أية مصلحة مادية أو معنوية للمسلمين، فهي بحسب علمي لم تحرر أية ذرة من أية أرض محتلة أو مغتصبة بل ذهب ضحية هذه المظاهرات بعض رجال الأمن، وبعض المتظاهرين السذج الذين لبوا هذا النداء دون أي تفكير لأهدافه وَعواقبه وَشرعيته).
لو تأملنا وقارنا هذا الطرح بثورات الربيع العربي وما هو موقف هذا الدكتور من دعم المملكة العربية السعودية للإخوان وتشجيعها لهم بإسقاط الحكام، لماذا لا يعتبر هذه فتنة ويطالب كُلّ من هم في السعودية سوا حكام فروا من شعوبهم أو مرتزقة من اليمن وغيرها مفسدين ويطالبهم بالتوبة، اليوم يتواجد كُلّ من أوجدوا هوة ومواجهة بين حكام العرب والمسلمين حسب وصف هذا الدكتور بأراضي المملكة فبإمكانه توجيه التهم لهم ومطالبتهم بالتوبة، واليوم أيضا نجد التقارب السعودي الإسرائيلي بعد أن كان هذا التقارب والتواصل بالسرية وقد ظهر للعلن في حرب السعودية على اليمن، وفي زيارة مسؤول إسرائيلي لقنوات إعلامية سعودية، وآخرها التباهي بالتطبيع التركي الإسرائيلي، هذا كله لا يعاب والعيب الكبير هو أن يعلن يوم خاص بالقدس!!
آراء ومواقف لشخصيات سياسية ودينية عن يوم القدس العالمي :
أكدت شخصيات سياسية ودينية وحقوقية أن يوم القدس العالمي الذي دعا اليه الإمام الخميني (قدس سره) يذكر بالقضية الفلسطينية وضرورة تحرير المقدسات.
ودعت الشخصيات الشعوب العربية والإسْـلَامية إلى الوحدة ونبذ الخلافات وإعادة بوصلتها نحو تحرير القدس.
حيث قال الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع/ عزيز هناوي: “القدس تبقى عنوانا دائماً، وفي هذا اليوم العالمي الآن هي مناسبة للشعوب أولاً، أما الأنظمة فلا جدوى منها، الشعوب يجب أن تعيد تسطير بوصلتها نحو التحرير، تحرير المقدسات وتحرير القدس، وفي الطريق تحرير الإنسان من الاستبداد والفساد والتطبيع والمهانة التي حكمة بها هذه الأنظمة شعوبها”.
فيما قال المحلل السياسي / واثق الهاشمي: “الشعب الفلسطيني لا يزال يتعرض إلى اضطهاد من الكيان الصهيوني من عمليات قتل وعمليات تشريد وغيرها، لذلك فإن الإحتفال (بيوم القدس العالمي) سيعيد إلى الذاكرة قضية فلسطين وأهميتها وذكرى فلسطين حتى تكون قضية أولى ندافع عنها جميعاً”.
من جهته صرح الأستاذ في الحوزة العلمية في العراق الشيخ/ محمد سلمان: “نحن نؤكد وماضون على العهد مع السيد الإمام الخميني (قدس) وكذلك نريد أن نطلب من كافة الأمة الإسْـلَامية التوحد فيما بينها ونبذ الخلافات وجعل الهدف الرئيسي هو تحرير القدس”.
عضو المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام/ الطاهر الهاشمي قال: “جموع المسلمين في شتى بقاع العالم كانت بوصلتهم مع فكرة ورؤية الإمام الخميني رضوان الله عليه، وسنقف جميعا خلف رؤية الإمام الخميني”.
يوم القدس العالمي في اليمن:
كما أن يوم القدس العالمي في اليمن تميزه عن غيرها من الدول الإسْـلَامية بسبب وجود المشروع الذي يتبنى القضية الفلسطينية والقدس بل ويجعلها محور في كُلّ تحركاته وهذا المشروع هو المشروع الذي أستشهد من أجله الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي فبعد هذا المشروع وتلك التضحيات أصبح يوم القدس في اليمن مناسبة شعبية معتمدة وكبيرة جداً وتحرج كُلّ العملاء، وبالذات بعد العدوان السعودي على اليمن والذي يأتي تنفيذا لأجندات صهيوأَمريكية والفضائح التي كشفتها هذه الحرب العدوانية في مواقف بعض الدول وعلاقاتها بإسرائيل وبالجنود الأجانب الذين قتلوا وهم يقاتلوا إلى جانب المرتزقة في جبهات الداخل في اليمن، وكيف أمتزج الدم العربي بالصهيوني بالأَمريكي في ضربة باب المندب وَصافر الصاروخية وكشفت حجم التآمر الصهيوسعودي على اليمن..
إن يومَ القدس العالمي الذي حدده الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه كان يوماً عالمياً بحَـقٍّ، حيث أَن الإمام كان متنبهاً جداً للقضية الفلسطينية وما يدور من مؤامرات صهيو أميركية تجاه الأمة العربية.
إن هناك أهميةً كبيرةً في إحياءِ هذه المناسبة السنوية كي تتجذَّرَ لدى عقول الصغار والكبار؛ لأنها قضيةٌ متآمَرٌ عليها من اليهود ومن بعض المسلمين فلا بد من التمسُّــك بإحياء مناسبة يوم القدس العالمي حتى يتم تحريرُ كُلّ شبر مستعمر من قبل اليهود.