من هم أنصار الله؟.. (2)
الصمود||مقالات|| زيد أحمد محمد الغرسي
سلسلة وثائقيات تعريفية عن المشروع القرآني في اليمن .
استمرار الحروب العسكرية ضد المشروع القرآني:
قبل ان نتطرق لسرد موجز وسريع لمراحل الحروب الست الرئيسة على المشروع القرآني نتحدث عن نقطة هامةٍ جداً، دائماً ما كانت السلطة تثيرها ولازالت دول العدوان السعودي الاماراتي تتحدث عنها حالياً: وهي أن أنصار الله هم من كانوا يشعلون جذوة الحرب بالاعتداءات ضد الدولة وينقضون الاتفاقيات، وهذا غير صحيح؛ وسنوضح ذلك بشكل مختصر في عدة نقاط:
– إن طبيعة المشروع القرآني وتحركه الأساسي منذ البداية هو ثقافي، ويعتمد على نشر الثقافة القرآنية في أوساط الناس ودعوتهم للعودة الى القران الكريم وكشف المؤامرات الامريكية الإسرائيلية وخطورتها على الامة واستنهاض الامة لتحمل مسئوليتها في مواجهة تلك المؤامرات، وكانت السلطة الظالمة هي من تشعل وتبدأ بشن الحروب العسكرية ضد المشروع القرآني، ثم تمارس التضليل، حول من الذي أشعل الحرب وتتهم المجاهدين بذلك !!.
فالمشروع من بدايته وطبيعته هو ثقافي توعوي، وكان تحرك الشهيد القائد منذ البداية تحركا ثقافيا لنشر الثقافة القرآنية بالمحاضرات التي كان يقيمها في منطقة مران شمال صعده، والسلطة حينها هي من أرسلت حملة عسكرية وبدأت بشن الحرب العسكرية عليه وهو يحاضر في منزله في مران ، دون أي مقدمات؛ سوى استجابة للتوجيهات الامريكية، فكما ذكرنا في المقال السابق أن السلطة شنت الحرب الأولى بعد عودة علي صالح من أمريكا بستة أيام فقط، مما اضطر المجاهدين لحمل السلاح والدفاع عن انفسهم، فأي انسان عاقل يتعرض لعدوان عسكري الى منزله لن يقف متفرجا بل سيدافع عن نفسه، وبالتأكيد الفطرة الإنسانية السليمة تقول سيدافع عن نفسه وخاصة اذا كان في موقف الحق لم يبغ ولم يبدأ هو بالاعتداء، ولذلك عندما كانت السلطة توقف الحرب عليهم كانوا يتوقفون مباشرة لأن مواجهتهم دفاع عن النفس فقط ولازال هذا هو منهجهم حتى الان بالرغم من استمرار حملات التضليل والخداع والدعايات ضدهم من قبل اعلام دول تحالف العدوان .
– المشروع القرآني تحرك منذ البداية بثلاث خطوات تمثل عناوين المشروع القرآني وهي: التوعية الثقافية بنشر الوعي القرآني ، ورفع الشعار في وجه المستكبرين ” وهذا حق يكفله الدستور فهو لم يكن عملاً عدائياً ضد السلطة يستوجب شن الحرب عليه” ، والمقاطعة الاقتصادية للبضائع الامريكية الإسرائيلية وهو ” أسلوب حضاري وراقي، يعبر عن حالة السخط بالمقاطعة الاقتصادية للبضائع ” وهذا المشروع لم يكن موجها ضد السلطة او أي احد في الداخل بل كان موجها ضد أعداء الامة أمريكا وإسرائيل بكل وضوح ، لكن السلطة بعمالتها هي من واجهت هذا التحرك عسكريا منذ البداية وهي من كانت تحشد مئات الالاف من أبناء الجيش وأبناء القبائل وتدفع بهم الى صعده للاعتداء على المنتمين للمشروع القرآني وتدمير مناطقهم وقراهم وتستبيح كل شيء هناك .
– وهناك سبب جوهري اخر يقف خلف تلك الحروب، وهو أن الأمريكيين كانوا يسعون للقضاء على المشروع القرآني في مهده، ” وقد أشرنا للتحركات الامريكية في المقال الأول ” وكانت السلطة حينها عميلة لأمريكا تنفذ ما يأتي منها من توجيهات، ولكن لأنها كانت تجد حرجا في الحديث عن المبررات الحقيقية لعودة الحروب العسكرية ضد المشروع القرآني المرة بعد الأخرى، كانت تعمد الى اختلاق مبررات وذرائع لعودة تلك الحروب، بالرغم من أن أنصار الله كانوا ينفون تلك المبررات في وقتها لسحب الذريعة على السلطة إلا أنها كانت تستمر في تضليل الرأي العام وشن الحروب، وسنتعرف على ذلك أثناء الحديث عن الحروب الست، مع الإشارة الى أن قيادات السلطة الظالمة اعترفت لاحقا في عدة لقاءات ومقابلات علنية بحقيقة أسباب حربها على المشروع القرآني وانه يأتي في سياق خدمة للمشروع الأمريكي ولأجل إسكات صوت الشعار، ونفت بعض الدعايات التي كانت تروج لها سابقا ، كما اكدت وثائق رسمية على ذلك خرجت الى النور بعد ثورة 21 سبتمبر.
الحرب الثانية:
بعد استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي-رضوان الله عليه- في الحرب الأولى (سبق الحديث عنها في المقال الأول) ظن الأمريكيون أنهم قد قضوا على المشروع القرآني وأسكتوا صوت الهتاف بالشعار، لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، حيث تجمع المجاهدون من جديد الى منطقة نشور بهمدان في صعده التي وصل اليها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بعد الحرب الأولى واستمر تدفق الوفود الشعبية الى تلك المنطقة للتعرف على المشروع القرآني واستمر العمل الثقافي في أوساط المجتمع فشنت السلطة الحرب الثانية عليهم في 28مارس واستمرت حتى 10 ابريل 2005 وفي هذه الحرب قدمت أمريكا للسلطة خرائط تفصيلية لأكثر من مائتي منطقة في صعده عن أماكن تواجد المجاهدين وجبهاتهم واحداثيات عنهم قامت بتصويرها عبر طائرة الاستطلاع الامريكية نوع ( يو-2) ، وكانت بداية هذه الحرب ، أنه بعد الحرب الأولى كانت هناك هدنة وجرى الحديث عن ضرورة حل الموضوع بشكل سلمي وتدخلت الوساطات بأن يكون هناك صلح عام واشترط الرئيس علي عبدالله صالح بأن يكون السيد بدرالدين الحوثي ” والد الشهيد القائد والسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ” موجودا في صنعاء، فسافر السيد بدر الدين من صعدة الى صنعاء على أساس اللقاء بالرئيس ولكن الأخير كان يرفض اللقاء، وظل السيد بدر الدين الحوثي أكثر من شهرين والوساطات تحاول تقنع علي صالح باللقاء حسب وعده، لكنه كان يتنصل، وبعد شهرين عاد السيد بدر الدين الحوثي الى صعدة، وبمجرد عودته إلى منطقة “نشور” شنت السلطة الحرب الثانية بذريعة أن السيد بدرالدين عاد إلى صعدة لإشعال الحرب من جديد، ورفض السلام، وهي ذريعة كاذبة لأن السيد بدر الدين ظل في صنعاء لأكثر من شهرين على أساس اللقاء بالرئيس والأخير رفض ، وكان الهدف من هذه الحرب هو محاولة قتل السيد العلامة بدر الدين الحوثي لان دوره كان كبير في المشروع القرآني بما يحمله من مكانة كبيرة على مستوى اليمن والعالم الإسلامي كونه من كبار علماء اليمن والعالم الإسلامي ولكنهم فشلوا .
الحرب الثالثة:
بعد ذلك انتقل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الى منطقة “مطره” التي عاد المجاهدون للتجمع فيها شيئا فشيئا، بعد عناء من الحرب وغربة تنكر لهم فيها القريب والصديق، بعد أن زرعت السلطة خلاياها ووظفت الكثير من الناس للإبلاغ عن أي مجاهد، حتى أن في تلك المرحلة كان استضافة مجاهد جريمة تعاقب عليها السلطة ولم يجدوا ملجأ إلا الى الله، فاحتضنتهم تلك الشعاب والوديان الخالية، ولكن ذلك لم يفت من عضدهم وإصرارهم وعزيمتهم ومعنوياتهم ، فعادوا بعد فترة لممارسة نشاطهم الثقافي والنزول الى أوساط المجتمع وتوعيتهم بالثقافة القرآنية ورفع الشعار، ولكن الإدارة الأمريكية كانت تتابع كل تحركات المجاهدين ولديها إصرار على القضاء على المشروع القرآني، وعلى أثر توجيهاتها شنت السلطة الحرب الثالثة في نوفمبر 2005م.
حيث جاءت هذه الحرب بعد زيارة علي عبدالله صالح الى أمريكا بتاريخ 9/11/2005م ولقاءاته بالمسئولين الأمريكيين ومنهم رؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية ومستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك ستيفن هادلي ووزيرة الخارجية الامريكية كوندا ليزا رايس وبعد عودته الى اليمن استمرت لقاءاته التحضيرية للحرب مع السفير الأمريكي في اليمن وفي تاريخ 26/11/2005 وصل قائد القوات المركزية الامريكية الى اليمن، فاستأنفت السلطة الحرب على المجاهدين، حيث باغتت السلطة المواطنين بقصف منازلهم بذريعة الاشتباه انها تأوي مجاهدين واستمرت الحرب إلى تاريخ 14/2/2006م وانتهت الحرب بوساطة محلية.
الحرب الرابعة:
بدأت الحرب الرابعة في 27 يناير 2007م واستمرت ستة اشهر، وتوسعت العمليات لتشمل ما يقارب 75% من المساحة الإجمالية لمحافظة صَـعْـدَةَ، شملت مديريات: “رازح، وغمر، وقطابر بالإضافة إلى مناطق أخرى في مديريات حيدان، وساقين، وباقم، وسحار، ومجز، والصفراء، وكتاف” ، وقد اتخذت السلطة قضية يهود آل سالم ذريعة لاستئناف الحرب حيث تحركت أمريكا في هذا الموضوع وتدخل الكيان الصهيوني، وجرت اتصالات دولية كبيرة، وطلب من الرئيس اليمني تقديم تعهد بحماية اليهود، وإزاء ذلك استأنف الحرب ليثبت ولاءه لأمريكا وإسرائيل وانه جندي مخلص في حمايتهم” وهو ما اثبتته الوثائق فيما بعد عن علاقته باليهود وكيان العدو الإسرائيلي وقيامه بتجنيس أكثر من خمسين الف يهودي بجنسيات يمنية عام 96 م إضافة الى زيارات بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لصنعاء ولقاءه بهم، وفي احد اللقاءات قال أحدهم ” انا جئت بصفتي يهودي وليس عضو مجلس شيوخ ” وفي هذه الحرب استخدمت السلطة في إعلامها مصطلح “الإرهاب” ووصفت أنصار الله بالإرهابيين وكل ذلك لإثبات الولاء لأمريكا وإسرائيل ثم تدخلت وساطة قطرية لإيقاف الحرب وتم الاتفاق على بنود الاتفاق لكن السلطة نقضت العديد من البنود.
الحرب الخامسة:
استمرت الحرب الخامسة ثلاثة اشهر من مايو حتى يوليو2008م وجاءت بعد اتهام السلطة أنصار الله بالوقوف خلف تفجير مسجد بن سلمان بعد صلاة الجمعة بتاريخ 2 /مايو/2008م والذي راح ضحيته 15 شخصا وجرح 55 اخرين، وبالرغم من أن انصار الله نفوا تلك الاتهامات، إلا أن السلطة استمرت في اتهاماتها وشنت الحرب الخامسة وبعد ثلاثة اشهر أعلنت السلطة إيقاف الحرب وتشكيل لجنة لتنفيذ وقف اطلاق النار وإعادة اعمار صعدة، وشكلت اللجنة برئاسة عبدالقادر هلال الذي كان حينها وزير الإدارة المحلية، والذي قام بدور كبير وحقيقي في العمل على إعادة الثقة بين أبناء صعدة والدولة، وبدأ بتنفيذ بعض المشاريع الخدمية وحلحلة بعض الملفات العالقة، وعندما وجدت السلطة بأن هناك تقدم إيجابي وهناك جدية لدى رئيس اللجنة في حل المشاكل، شنت وسائل إعلام السلطة حملة شعواء عليه واتهموه بأنه عميل ومتواطئ مع الحوثي وشككوا في ولائه للوطن ” بالرغم من ان السلطة هي من عينته رئيسا للجنة وهو أحد قيادات الحزب الحاكم ” بهدف إعاقة عمل اللجنة وعرقلة علمية السلام لأن السلطة وجدت ان هناك تقارب لحل الملف فلجأت الى مثل هذه الأساليب لمنع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وبالفعل قدم عبدالقادر هلال استقالته من اللجنة بسبب حملات التشكيك في ولائه ووطنيته وعرقلة أعمال اللجنة والمضايقات الكثيرة التي تعرض لها، واتضح أن تشكيل اللجنة كان بهدف التضليل على الرأي العام فقط، ولكي تقول السلطة أن أنصار الله هم من يرفضون إيقاف الحرب وتحملهم مسئولية استمرار الحروب.
الحرب السادسة:
أستمرت الحرب السادسة من أغسطس 2009، حتى فبراير 2010م، حيث بدأت من خبر أعلن فيه عن اختطاف تسعة أجانب من الجنسية الألمانية في صعدة، فاتهمت السلطة أنصار الله باختطافهم، لكن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي نفى الخبر في حينه واتهم السلطة بتدبير هذه الحادثة لتبرير شن حرب سادسة واتهما بالتحضير لذلك من خلال تحركات وترتيبات الجيش في المحافظة، وفعلا كانت مجرد تبرير وذريعة مكشوفة لأن الاختطاف حدث في مناطق تسيطر عليها السلطة والجيش وليس المجاهدون، ثم أطلقت السلطة الحرب السادسة تحت اسم عملية ” الأرض المحروقة ” وشملت الحرب محافظة صعدة وأجزاء من محافظتي عمران والجوف ، وفي هذه الحرب شارك النظام السعودي مع السلطة اليمنية في الحرب ضد أنصار الله وبالرغم من الرسائل التي أرسلتها القيادة للنظام السعودي بالتحذير من المشاركة في الحرب الا انهم استمروا مما دفع بالمجاهدين الى الدفاع عن انفسهم والتصدي للاستهدافات التي يقوم بها الجيش السعودي في المناطق الحدودية، وخاضوا اشتباكات مع الجيش السعودي، وانتصر فيها المجاهدون وسيطروا على عدة جبال كجبل “دخان” و”الرميح” وغيرهما، وبالرغم من ذلك فقد استمروا في رسائلهم للنظام السعودي بألا يتدخل وأن موقفهم تجاهه هو الدفاع عن النفس فقط ثم انسحبوا بعد توقف الحرب.
جرائم السلطة
في هذه الحروب ارتكبت السلطة أبشع الجرائم بحق المواطنين في تلك المناطق بطائراتها، وصواريخها، ومدافعها، ودباباتها، وجيشها الذي تركت له استباحة كل شيء واتخذت سياسة الأرض المحروقة فقتلت الآلاف من المواطنين المدنيين حتى النازحين كانت تستهدفهم الطائرات، وهم في الشعاب والوديان بعد خروجهم من منازلهم هربا من الحرب، كما دمرت المئات من المنازل فوق رؤوس ساكنيها حتى ممن لم يكن لهم علاقة بالمجاهدين، إضافة الى الحصار الشديد، ومنع دخول أي مواد غذائية وطبية، وكل ما يحتاجه الانسان في تلك الظروف الصعبة، كما كانت تمارس تلك الجرائم في ظل ترهيب اعلامي ونفسي كبير وحملات أمنية كبيرة وصل الحال الى قتل أو سجن كل من يحمل الشعار بل كان يتم سجن بعض الأشخاص بسبب ألقابهم الأسرية حتى ولو لم يكن مجاهدا، وكان حمل ملزمة واحدة للشهيد القائد او ملصق الشعار جريمة كبيرة يعاقب عليها بالسجن لسنوات، وكانت تبحث عن كل من يحمل أي ملزمة أو يطبعها وينشرها، فقامت بتفتيش بعض البيوت وانتهكت حرماتها للبحث عن تلك الملازم أو مجاهدين، حتى بلغ عدد السجناء بالمئات ممن ليس لهم أي علاقة وكان سجنهم بسبب ألقابهم أو علاقاتهم مع المجاهدين، إضافة إلى الآلاف من المعتقلين من المكبرين الذي تم اعتقالهم قبل الحرب الأولى واستمرت الاعتقالات اثناء الحروب وامتلأت السجون في اغلب المحافظات وفي مقدمتها سجون الأمن السياسي بما كان يطلق عليهم بالمكبرين وغيرهم من المجاهدين على ذمة الهتاف بالشعار والتحرك في المشروع القرآني ، وهناك مأسي لا نستطيع حصرها حاليا، ولمن يريد الاطلاع على حجم المظلومية والجرائم فهناك أفلام وثائقية نشرت منها: ( باي ذنب قتلت – سنّة الأولين – فأمكن منهم – ثم يغلبون – فشرّد بهم).
وبالرغم من تلك المآسي التي كانت تحدث في ظل تكتيم إعلامي رهيب، والقوة الكبيرة التي كانت تستخدمها الدولة على عشرات ومئات المجاهدين في مناطق محصورة بمساندة ودعم وتخطيط امريكي، إلا أن القيادة الحكيمة للسيد القائد عبدالملك بدر الدين استطاعت إدارة كل تلك الحروب بحكمة ودقة وتحقيق الانتصارات تلو الانتصارات وواجهت كل المؤامرات التي تغلبت عليها وأظهرت من الحكمة والقيادة ما يحتاج مجلدات للكتابة عنها، وبفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة كان المشروع القرآني يتوسع ويتجذر ويلتف الناس حوله ويعرفون الحقائق عنه وكلما كانت تشن الحروب عليه كان يتوسع ويزداد قوة وتمكين، ومع ذلك لم تكتف الدولة بالحروب الست الرئيسية فقط، بل استخدمت كل الوسائل والأساليب والامكانيات لشن حروب جزئية وفرعية لمواجهة المشروع القرآني، حيث شنت أكثر من عشرين حربًا جزئية، عبر التكفيريين، او عبر بعض مشائخ القبائل، التي دعمتهم بالأموال والأسلحة والإمكانات، كـــ(حرب كتاف، والقطعة، وحجور، وخيوان، والجوف، وووالخ) وكان كل ذلك يتم بمواكبة أمريكية واضحة، حيث كان السفير الأمريكي يحرض السلطة، ويوجه نداءً لتحريض الشعب، ويطلب من الكل أن يقاتلوا، وأن يحاربوا هذا المشروع القرآني ولكنها كلها باءت بفضل الله وعونه بالفشل والهزيمة.