بعد تهديدات العدو بالهجوم على رفح.. قوى المقاومة تتعهد بفعل هذا الأمر
بعد تهديدات العدو بالهجوم على رفح.. قوى المقاومة تتعهد بفعل هذا الأمر
الصمود|
ففي غمرة هذه التهديدات، برزت عدة مؤشرات دالة على هذه الرسائل من جبهات محور المقاومة ولاسيما من الجبهة اليمنية التي أظهرت معادلات القوة المستجدة ورسمت خارطة لمسار المواجهة في المرحلة المقبلة عبر تطبيق صارم لإجراءاتها وحشد مقدرات كفيلة بتحقيق الهدف وهو منع السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ الكيان الغاصب ومثلها السفن البريطانية والأمريكية من عبور مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وأمام هذا الواقع، شدد قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي على أنه “لا بد من استمرارية التحرك الجاد ضدّ همجية العدوّ الصهيوني مع تحضيراته للعدوان الشامل والاجتياح البري لرفح”.
وقال: “نحن حريصون من واقع انتمائنا الإيماني واستشعارنا للمسؤولية أن نستمر في موقفنا بل أن نتّجه إلى التصعيد”.. مضيفاً: “سنستمر في موقفنا ضدّ العدوّ الصهيوني وسنتّجه للتصعيد في ظلّ تواصل عدوانه على قطاع غزّة”.
وفيما أشار قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي إلى أن “عملياتنا في البحر الأحمر ومضيق باب المندب عمليات مشروعة لإسناد الشعب الفلسطيني في غزّة”، لفت إلى أن “نشاطنا سيتصاعد أكثر وأكثر أمام الطغيان الصهيونية الذي تشارك فيه أمريكا وبريطانيا”.
بالموازاة ردّ الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله بوضوح وحزم على هذه التهديدات التي أدلى بها قادة العدو.. مؤكداً أنّ المقاومة في لبنان المُساندة لغزة ومقاومتها، جاهزة للتصعيد مهما كانت التداعيات، ولن يتمّ قبول أيّ محاولة لمنع المقاومة من الردّ الحازم الذي يردع العدو ويمنعه من مواصلة جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني.
وقال السيد نصرالله: إنّ “من يُهدّدنا بالتّوسعة في الحرب نُهدّده بالتوسعة، ومن يتصور أن المقاومة في لبنان تشعر لو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك فهو مشتبه ومخطئ تمامًا ويبني على حسابات خاطئة”.
ولفت إلى أن “المقاومة اليوم أشدّ يقينًا وأقوى عزمًا على مواجهة العدو في أيّ مستوى من مستويات المواجهة”.. مشدداً على أنَّ التهديد والتهويل وحتى شنّ الحرب، لن يوقفوا الجبهة الجنوبية، وتوقّفها مرتبط فقط بتوقف العدوان على غزة.
وأشار سيد المقاومة إلى أنَّه “إذا نفّذ العدو تهديداته، عليه أن يدرك أن المائة ألف مستوطن الذين غادروا الشمال لن يعودوا، وأن يحُضّر الملاجئ لأكثر من مليوني مستوطن وليس 100 ألف”.
ويبدو أن تواتر خطابات قادة المقاومة تحمل في طياتها شفرة التصعيد العسكري ضد مواقع العدو الصهيوني والمصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى بقاء قوى المقاومة في موقع المتحكم بالجبهات المساندة لغزة وفق قواعدها، وهو ما نجحت هذه القوى في تحقيقه حتّى الساعة.
وإذا ما تم وضع هذه الخطابات في إطارها الاستراتيجي نجد أن قواعد الاشتباك التي فرضتها قوى المقاومة، ستكون وبشكل أساسي ورقة قوة بيد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
فاليوم هناك تأكيدات من أن هناك مخطط عسكري كبير تعمل القيادة العسكرية لقوى محور المقاومة، على إنجازه ويرمي إلى إطلاق معركة كبرى تستهدف كل المواقع الصهيو-أمريكية في المنطقة حتى انسحاب كل قواعد الاحتلال الأمريكية من العراق وسوريا وتمكين الفلسطينيين من استرجاع وأخذ حقوقهم بأرضهم ودولتهم وعاصمتها القدس الشريف.
من هنا يشير تلازم كلام قادة المقاومة ووعدهم بتصعيد الضربات الموجعة والمؤلمة أننا سنكون في الأيام المقبلة أمام تطوّرات ميدانية جديدة توجّه من خلالها فصائل المقاومة ضربات عسكرية نوعية، وهذا ما يعني أن أي تصعيد صهيوني في مدينة رفح الفلسطينية سيقابل بالمثل.
وبالنسبة للعدو، فإن الأجوبة العلنية من قادة المقاومة ستكون بالتأكيد حاضرة على خلفية تهديداته وخياراته بتوسعه العدوان على قطاع غزة إلى السقف الذي يلوح به لذلك، كان من الضروري أن ترتقي رسائل قادة المحور كي يدرك العدوّ أن نطاق المعركة وتداعياتها ستتجاوز ما يعانيه منذ 136 يوماً.
أخيرا يمكن القول إن كل التحليلات والتقديرات تقول إن جبهات الإسناد لغزة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق وإيران مقبلة على تطورات وتصعيدات خطيرة تنهي معها العنجهية والاستكبار الصهيوني، تطورات تأتي في سياق متكامل لتتدرج خطابات الردع لقادة المقاومة، والتي من وحيها يبرهن هؤلاء القادة كالعادة أن فلسطين هي قلب وقبلة المقاومة.