العروض الشعبية العسكرية .. المخزون الاستراتيجي لمواجهة الأعداء
الصمود||تقرير|| عباس القاعدي
تعكس العروض العسكرية الشعبية التي تقام في عدد من المحافظات اليمنية مدى الجاهزية القتالية لليمنيين لمواجهة أعداء اليمن.
وخلال الأشهر الماضية اكتسب الآلاف من أبناء الشعب في ميادين التدريب الكثير من الخبرات في التعامل مع مختلف أنواع الأسلحة، استعداداً لمواجهة أية احتمالات قادمة ومن بينها المواجهة مع العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني.
وفي هذا الشأن يقول الخبير والمحلل العسكري زين العابدين عثمان إن العروض العسكرية الشعبية والتعبئة العامة في المحافظات والمديريات، تعتبر من أهم المحاور الاستراتيجية لدعم واسناد الشعب الفلسطيني في غزة، وهي من الخطوات الفعالة في رفع مستوى الجهوزية القتالية لشعبنا اليمني الذي يخوض معركته الملحمية ضد ثلاثي الشر الأمريكي والصهيوني والبريطاني، وكذلك تعد من أهم مرتكزات القوة الموازية للعمليات البحرية التي تستهدف السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي.
وأضاف عثمان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن المرحلة تاريخية بكل المقاييس، وموقف شعبنا الثابت المناصر للأخوة الفلسطينيين في قطاع غزة أخذ منه التزامات العمل على كل مستويات العمل العسكري المباشر والعمل التعبوي، والخروج كل أسبوع في المظاهرات المليونية في الساحات ونشاط المقاطعة الاقتصادية لبضائع الأعداء.
ويؤكد عثمان أن للعروض الشعبية العسكرية أهمية كبيرة، حيث تبرز كمحور رئيس في المواجهة التي نخوضها ضد قوى الشر وجزء مهم لرفع مستوى الجاهزية القتالية لشعبنا الذي يتصدر مشهد الصراع والمواجهة ضد كيان العدو الصهيوني وأمريكا نفسها، موضحاً أن العروض العسكرية الشعبية المتواصلة والتي يتم تنظيمها بعد الدورات القتالية، لها آثار كبيرة في تحصين شعبنا عسكرياً وفي ترسيخ المبادئ والقيم الايمانية والجهادية المقدسة تجاه قضايا أمتنا الإسلامية الكبرى وفي مقدمتها فلسطين، وكذلك لها آثار مدمرة بنفسية ومعنويات قوى الشر الأمريكي والبريطاني والصهيوني وحساباته العدوانية التي يمارسها للحد من قوة موقف شعبنا العزيز.
وواصل : “العدو الأمريكي في حالة يأس واحباط ورعب من عمليات قواتنا المسلحة في البحر الأحمر وخليج عدن ومن هذا النشاط التعبوي والشعبي”، مؤكداً أن العروض الشعبية العسكرية تحمل رسالة للعالم بأن اليمن أصبح فيه مخزوناً استراتيجياً لمئات الآلاف من المقاتلين، من قوات الاحتياط العام (جيش شعبي) المتسلح بالإيمان والعقيدة والعلوم القتالية، كما أنها ترجمة حرفية على جاهزية شعبنا للانخراط في المواجهة البرية ضد كيان العدو الصهيوني، ومن يتحالف معه والاستعداد لتفويج فيالق ضاربة بمئات الآلاف من المجاهدين والتي أعلنها السيد القائد -يحفظه الله تعالى.
وبحسب الخبير العسكري عثمان، فان الشعب اليمني أصبح اليوم جيشاً شعبياً على أعلى مستوى من الجاهزية والاستعداد القتالي، وهو مستمر في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، بكل ما أوتي من قوة وإمكانات، مؤكداً أنه لولا الحدود والمسافات الجغرافية والقوى العميلة والمتصهينة الواقفة كجدار حماية لكيان العدو، لكان شعبنا في قلب المعركة المباشرة بمئات الآلاف جنباً إلى جنب مع الأخوة في المقاومة الفلسطينية ومواجهة كيان العدو الصهيوني.
دلالات ورسائل
وعن رسائل ودلالات العروض الشعبية العسكرية يقول الخبير العسكري العقيد مجيب شمسان إن هناك الكثير من الدلالات والرسائل التي تحملها العروض العسكرية في مختلف المحافظات، مؤكداً أنها تعطي رسائل سلبية للعدو الأمريكي والبريطاني ولكل أعداء اليمن بشكل عام بأن استهداف الشعب اليمني بات خارج الحسابات على اعتبار أن الشعب بات اليوم في كل المحافظات والمديريات والقرى يخرج في عروض عسكرية تعبيراً عن الجهوزية والإرادة الشعبية لمواجهة العدو الأمريكي والبريطاني.
ويواصل العقيد شمسان في حديث خاص لصحيفة “المسيرة” : “وبالتالي فان كل الخيارات التي يضعها الأمريكي على اعتبار فشله في المعركة العسكرية المباشرة ، تضع هذه العروض العسكرية الشعبية الخيارات بالنسبة للأمريكي في مهب الريح، حيث أصبح ينظر إلى أن اختراق الجبهة الداخلية أمر بالغ الصعوبة، كون الشعب اليمني أصبح شعباً واعياً، ويتلقى تدريباته العسكرية ومهاراته القتالية في مختلف الساحات، انطلاقاً من الهدف الأساسي وهو مواجهة العدو الأمريكي والبريطاني وقوى الطغيان.
ولذلك -بحسب العقيد شمسان- تسقط الكثير من الخيارات التي كان يسعى الأمريكي إلى فرضها كما تعطي رسائل بأن لدى هذا الشعب اليمني الكثير من الجهوزية والكثير من القدرات، وأن القرارات التي تتخذها القيادة الثورية والسياسية، وكذلك القوات المسلحة هي تستند بشكل أساسي إلى مطالب هذا الشعب الذي يندفع إلى كل الساحات لتلقي المهارات، وللتعبير عن رغبته في المواجهة والمشاركة والالتحام مع المقاومة الفلسطينية وكل مكونات محور المقاومة لمواجهة قوى الشر.
ووفق شمسان فإن العروض العسكرية الشعبية لها الكثير من الرسائل والدلالات على المستوى العسكري، حيث تؤكد تلك العروض أن الشعب اليمني اليوم جيش شعبي متكامل يستطيع استخدام مختلف أنواع الأسلحة، كما أنها تعبر عن العقيدة القتالية، واسقاط الكثير من الخيارات، فيما يتعلق باختراق الجبهة الداخلية، وفيما يتعلق بالعقيدة التي باتت اليوم يمتلكها الشعب، وتؤكدها العروض العسكرية بأن العدو الأساسي هو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وأن القضية الأساسية التي يتحركون اليها تتجاوز المعركة الداخلية لتصل إلى أبعد نقطة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وطرد قوى الشر من المنطقة.
ويواصل : “كما تشكل العروض العسكرية الشعبية أهم نقاط القوة التي تستند إليها القيادة الثورية والسياسية على اعتبار أن المعركة القائمة اليوم أو ما تسمى معارك الجيل الرابع والتي يعد القطاع المدني الهدف الأساسي لكل مواجهة من قبل القوى المسيطرة أو قوى الطغيان الأمريكي والبريطاني الذين يستندون إلى هذا النوع من أساليب الحرب والمواجهة وهو استهداف القطاع المدني، بحسب شمسان.
حالة تكاملية مع القيادة
وتعكس العروض العسكرية الشعبية التفاعل الشعبي ومدى الجاهزية والاستعداد لتنفيذ كافة الخيارات والقرارات لمواجهة كل الاحتمالات نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ويقول الخبير العسكري عبدالغني الزبيدي إن الشعب اليمني لن ترهبه التهديدات والاعتداءات ولن تثني موقفه الداعم للقضية الفلسطينية.
ويضيف في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن العروض الشعبية العسكرية هي جزء من التحشيد والتعبئة العامة، وكذلك جزء من معركة طوفان الأقصى، مشيراً إلى أن تلك العروض التي تشهدها ساحات الجهاد في عموم المحافظات بشكل متواصل منذ بدء طوفان الأقصى وحتى اليوم تؤكد أن العمل التعبوي والتحشيد هو جزء من المعركة، كما ترسل رسائلها إلى العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني أننا مستمرون في تحدينا وتجهيزنا واستعداداتنا الشعبية لمساندة إخواننا من الجيش والمجاهدين في كل جبهات العزة والكرامة إلى أن يتحقق النصر لفلسطين.
وتحمل تلك العروض رسائل ودلالات كثيرة تتمثل في أن الشعب اليمني هو جزء من هذه المعركة المباشرة مع العدو الأمريكي والصهيوني، وفي حالة تكاملية مع القيادة ومع الجيش بشكل غير مسبوق في تاريخ اليمن، ولم يحدث هذا الانسجام المتكامل بين الشعب والقيادة من قبل، وكما تحمل رسالة وأبعاد مهمة جداً للعدو، ورسالة للداخل ممن لا يزالون يراهنون بأن الشعب اليمني والقيادة الحكيمة في صنعاء قد تنكسر ويخاف من أمريكا.
وباستمرار الحشود العسكرية يؤكد الزبيدي أن المعركة تحررية ليست للشعب اليمني فقط، بل لكل الشعوب الإسلامية والعربية التي تحذو حذو اليمن في الإرادة والقوة والمواجهة.