الطيران المسير للقوات المسلحة اليمنية .. قدرات تتجاوز المستحيل
الصمود||تقارير|| منصور البكالي
بدأت القوات المسلحة اليمنية منذ العام 2018 باستخدام 4 أنواع محلية الصنع من الطائرات المسيرة.
وخلال فترة وجيزة كانت اليمن يشار إليها بالبنان، كواحدة من أهم الدول العربية والإسلامية التي تمتلك تكنولوجيا متطورة في هذا المجال، بل وتتفوق على معظم دول العالم.
في بداية الأمر تم صناعة طائرة استطلاع “راصد” المزوّدة بمحرك كهربائي، حيث يوفر لها مدى يصل إلى 35 كم، ومدة تحليق متواصل تصل إلى ساعتين، ثم تم صناعة الطائرة “هدهد1” التي يصل مداها إلى 30 كم، وتبلغ مدة تحليقها المتواصل 90 دقيقة، والطائرة “رقيب”، وهي طائرة استطلاع ميداني قريب يبلغ مداها 15 كم، وتبلغ مدة تحليقها المتواصل 90 دقيقة، والطائرة الرابعة “صماد1” التي يصل مداها الأقصى إلى 500 كيلومتر.
انتقلت الترسانة اليمنية بعد ذلك من الطائرات المسيرة إلى مستوى جديد ومتقدم في أبريل 2018م، وذلك بإنتاج طائرات “قاصف1″، من دون طيار الانتحارية، مزوّدة بمحرّك يعمل بالبنزين، و يوفّر لها مدى يصل إلى 150 كيلومتراً، ومدة تحليق متواصل تصل إلى ساعتين، مزودة برأس متفجر تصل زنته إلى 30 كيلوغراماً، و تم استخدامها بشكل رئيسي ضد مواقع العدوان الأمريكي السعودي في اليمن ومطارات الحد الجنوبي السعودي.
وفي يوليو 2019م، أعلن الجيش اليمني عن جيل جديد من المسيرات “صماد 2″، إذ استهدف بها للمرة الأولى منشآت تابعة لشركة “أرامكو” النفطية في الرياض، وتبع ذلك هجوم على مطار أبو ظبي، استخدم فيه نسخة جديدة من هذه الطائرات تحت اسم “صماد 3″، التي يصل مداها إلى 1500 كيلومتر، وتحمل رأس متفجر يزن بين 50 و70 كيلوغراماً ، وبإمكانها تنفيذ هجمات بأعداد كبيرة على هدف محدد، ما يقلص فرص إسقاطها من جانب الدفاعات الجوية، من قبل العدو.
وفي يناير 2019م ، استخدمت القوات المسلحة اليمنية طائرة “قاصف-تو كيه”، لاستهداف قاعدة العند الجوية جنوبي اليمن، وهي تتميّز بأنها لا تصطدم بشكل مباشر بالهدف، كما هو حال المسيرات المماثلة، لكنَّها عوضاً عن ذلك تنفجر فوق الهدف بمسافة تتراوح بين 10 و20 متراً، ما يساهم في نشر الموجة التدميرية بطريقة أكثر فعالية.
وفي العيد الثامن لثورة 21 سبتمبر عام 2022م، استعرضت القوات المسلّحة اليمنية، طائرة “شهاب وصماد 3 بمدى 1800 كم، وطائرة وعيد 1 و2 الهجومية بمدى يصل إلى 2000 كم، “ووعيد 3” بمدى يصل إلى أكثر من 3000 كم.
وضم العرض العسكري حينها الطائرة المسيَّرة الهجومية “صماد 4″، التي تعتبر أول طائرة مسيرة حاملة للذخائر والصواريخ في الترسانة اليمنية، إذ تحمل قنبلتين غير موجّهتين، وهو ما يشير إلى إمكانية تطويرها لاحقاً لتحمل ذخائر موجهة مضادة للدروع، إضافة إلى المروحيَّة المسيرة “رجوم”، التي تحمل 6 قنابل هاون من عيار 60 ملم، مزوَّده بآليّة يمكن من خلالها تحرير القنابل أثناء التحليق، بحيث يتمّ استهداف المواقع المعادية، ومتابعة نتائجه، وتتجه التوجهات الصناعات الحربية اليمنية، بشكل أكبر نحو الأنظمة المسيرة الهجومية المتعددة المهام التي تتمتع بمدى أبعد، وحمولة قتالية أكبر، وقدرة نوعية على تفادي الرصد المعادي.
وتواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها ضد كيان العدو الإسرائيلي منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى بعشرات من الطائرات المسيرة المستهدفة لميناء “أم الرشراش” في فلسطين المحتلة، وأماكن حساسة أخرى، ومنع الملاحة البحرية للعدو وضرب سفن وبارجات الدول المتحالفة معه في العدوان والحصار المستمر على غزة.
وتؤكد العمليات الأخيرة اختراق الطائرات المُسيّرة اليمنية منظومة الرادارات الأميركية
وفي هذا الشأن يؤكد نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ العميد عبد الله بن عامر أن «المُسيّرات اليمنية وصلت إلى طرق ومسارات الملاحة في المحيط الهندي أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية، من دون أن تتمكّن المدمّرات والبوارج من رصدها»، وهو ما يعني أن اليمن قد وصل إلى مستوى متطور من الصناعة في هذا المجال، وهي قفزات تذهل الأعداء وتربك كل مخططاتهم.
الدفاعات الجوية
في العيد الثامن لثورة 21 سبتمبر 2022م، استعرضت القوات المسلّحة اليمنية، عدداً من منظومات الكشف والتعقب التابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي، كرادارات شفق، وبي 35، وبي 19، ومنظومة أفق، وهي منظومة تكتيكية تتميز بالدقة في تحديد الأهداف وتعقبها لمسافة تصل إلى 90 كم وارتفاع يتجاوز 35 ألف قدم.
وكشفت وحدة الدفاع الجوي في صنعاء عن صواريخ برق منها صاروخ “برق”2 للدفاع الجوي بمدى 70 كم وارتفاع 20 كم، وهو يمتلك رأسًا حربيًا متشظيًا شديد الانفجار، ويستخدم للتصدي للأهداف القريبة والمتوسطة والاستطلاعية المسلحة وغير المسلحة والحربية، ويمتلك قدرة عالية على المناورة تمكنه من الملاحقة والاستهداف للطائرات الحربية بكل سهولة.
كما تم الكشف عن صاروخ “صقر”2 للدفاع الجوي بمدى 150 كم وارتفاع 35 ألف قدم، حيث يمتلك رأسًا شديد الانفجار، ودخل الخدمة بعد تجارب عدة أجريت عليه بحيث يواكب تحديات المرحلة، ويمتلك الصاروخ الجديد تقنية متطورة في مواجهة التشويش والحرب الالكترونية ويستخدم في التصدي لكل أنواع الطائرات الاستطلاعية وصواريخ كروز.