فلسطين قضيتنا مشروع الأمــة التحرري
الصمود||مقالات|| محمد الضوراني
فلسطين هي القضية المركزية والأَسَاسية لكل أبناء الأُمَّــة الإسلامية، وهي تعتبر أمراً حتمياً وثابتاً لدى كُـلّ إنسان مؤمن يخاف الله ويتقي الله ويعلم يقيناً ودون تردّد أَو تراجع أَو تشكيك في هذه القضية، فهي مشروع تحرّري لكل الأُمَّــة العربية والإسلامية لا يمكن أبداً المساومة فيها أَو التراجع عنها.
إن هذه القضية ومنذ سنوات طويلة ونحن كأمة إسلامية نتعرض للتآمر الدولي وبالأخص من الدول التي تعتبر نفسها دولاً عظمى، والله هو الأعظم والأقوى، وعلى رأسها أمريكا التي تعمل -ليل نهار- في خدمة مشروع الاحتلال الصهيوني واستمراره، بل تعتبر “إسرائيل” هي أمريكا وأمريكا هي “إسرائيل” حتى أنه تكلم أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي لو كانت “إسرائيل” غير موجودة لصنعنا “إسرائيل” في المنطقة العربية وفي فلسطين بالتحديد؛ لقدسية الأراضي الفلسطينية لدى كُـلّ المسلمين وفيها المسجد الأقصى قبلة المسلمين وأرض الإسراء والمعراج لخير البشر محمد صلوات الله عليه وعلى آله؛ لذلك نجد اليهود وغيرهم من الشعوب الغربية رغم أنهم لا يحملون منهجاً وهُــوِيَّة إيمَـانية يتحَرّكون بكل اهتمام وهم في باطلهم يقاتلون يتوحدون ويتناصرون فيما بينهم على باطلهم، بينما نجد العكس لدى المسلمين يتفرقون وينقسمون ويتخاذلون عن قضيتهم المركزية والأَسَاسية، نجد اليوم حجم التناقضات بين من يتحَرّك مع اليهود والصهاينة في حالة من الخوف والجبن من هؤلاء الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم أنهم ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وهم ضعاف أمام المؤمنين الذين يتمسكون بالله ويتحَرّكون حسب توجيهاته ولا يبيعون دينهم وكرامتهم وشرفهم ومقدساتهم لليهود، من حذرنا الله منهم أنهم لا يحبون لنا الخير وأنهم يحقدون على الإسلام والمسلمين وأنهم يودون لنا الشر ويريدون لنا الضلال.
هذا السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه الذلة والمسكنة من أُمَّـة كان الواجب عليهم أن يكونوا في مقام أعلى وواقع أفضل يتصدرون به العالم لماذا! ثم لماذا اليهود يقودون الأنظمة العربية والإسلامية ويستخدمونهم كغطاء لقتل إخواننا المسلمين من أبناء الشعب الفلسطيني، لماذا هذه الذلة؟
عندما ابتعدنا عن الله وعن دين الله وعن هدي الله أصبحنا فاقدين للعزة والتي لا يمكن أن نمتلكها بدون هدى وبصيرة، انقسم المسلمون وانجروا وراء اليهود وأصبحوا شيعاً وقبائل متناحرة، إننا كأمة إسلامية لا بدّ أن نعود إلى الله -عز وجل- ونعلم حق اليقين ودون أدنى شك أن فلسطين قضيتنا وما يحصل لهم سوف يحصل لنا ولا يوجد أحد محمي من المؤامرات والخطط الأمريكية الصهيونية، وعلينا كأمة إسلامية إذَا أردنا أن نحمي أنفسنا وأمننا وسلامتنا من عذاب الله وسخطه وأن ننال تأييد الله ونصره لنا بأن علينا أن نتحَرّك مع إخواننا في فلسطين بكل ما نستطيع ولا نهمل دورنا ومسؤوليتنا أمام ما يحدث من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني.
إننا اليوم أمام اختبار كبير يكشف من خلاله المنافقين والكاذبين في إيمانهم وإسلامهم، والدين الإسلامي منهم براء ولو ادعوا ذلك فهم أدَاة بيد الصهاينة يقدسونها ويعبدونها أكثر من تقديسهم وعبادتهم لله -عز وجل-.
إن معيار الإيمَـان يتجلى في تحَرّكنا ومواقفنا مع الشعب الفلسطيني ومع القضية الفلسطينية وهي ميزان العدل الإلهي ولا يمكن التخلي عنها أَو نسيانها أَو تركها أَو التفريط فيها، لا يمكن ذلك لنحمي أنفسنا ونبادر بحماية القضية الفلسطينية والتمسك بها والثبات عليها وكسر مشاريع بني صهيون وَأمريكا والأنظمة العميلة والمنافقة.
إن استمرار المقاومة الفلسطينية ورغم حجم العدوان عليهم لدليل واضح على وعي هذا الشعب ومعرفته بالأحداث والسنن الإلهية وإدراكه بخطورة الموقف، إذَا استسلم هذا الشعب للإسرائيلي والقبول بواقع الذل والهوان، هذا الوعي يترافق معه وعي للكثير من الشعوب والحركات ويرافقه بروز قوى وطنية تحمل الهم الواحد مع الشعب الفلسطيني وتعلم بحجم المسؤولية عليهم في مساندة القضية الفلسطينية، ها هم اليوم يتوحدون في محور مقاوم أرعب “إسرائيل” وأيقظهم من سباتهم ومن جبروتهم وتكبرهم وأنهم لا يمكن أن يهزموا أبدًا، ها هم اليوم أضعف وأوهن من بيت العنكبوت، هم ومن ساندهم ضعفاء جبناء وهم في مواجهة الحق ومن يصدع بالحق بأصواتهم وقبضاتهم وصواريخهم ومسيّراتهم وقدراتهم المعنوية والعسكرية، متوكلين على الله، يعدون العدة للمواجهة ويحملون مشروعاً وقضية ترعب الصهاينة وتهزمهم معنوياً قبل أن تهزمهم عسكريًّا.
إننا في مواجهة حقيقية ولا بدَّ منها ومعركة هي معركة الوعد الأخير، ومعركة إما أن نكون أَو لا نكون ولا خيار غير هذا الخيار ولا بُـدَّ أن نكون؛ لأَنَّ الله وعدنا بالنصر والتأييد لنثق بوعد الله؛ لأَنَّ وعد الله سوف يتحقّق ما دمنا مع الله قولاً وعملاً وجهاداً، القضية الفلسطينية قضيتنا ومشروعنا التحرّري للأُمَّـة الإسلامية بكلها.