صمود وانتصار

الوطن ليس صندقة والدين ليس بضاعة..!

الصمود||مقالات|| يحيى يحيى السريحي

دأبت جماعة الإخوان المسلمين منذ خروجها من رحم العمالة للغرب أن تجعل من الدين قميص عثمان وأن تسخر الدين لمصالحها وأيدولوجياتها النفعية الدنيوية، ولعقود سيطرت على جماعة الإخوان عقدة حكم الدولة، وقد تكفلت الأيام ورب الأيام بكشف القناع عن تلك الجماعة الإخوانية المتغولة في المجتمعات العربية والإسلامية كالسرطان الخبيث، وكان الله لهم بالمرصاد فعراهم وكشف سوأتهم وسيأتهم، ولسنين طويلة ضلوا يلبسون ثوب الدين والتدين ويمارسون عمل الدعوة إلى الله ويبثون من الدين ما يوافق مصالحهم وتوجيهات أسيادهم فتدحرجوا في أوساط المجتمعات ومثلوا على البسطاء دور الورع والتقوى، ورسموا على جباههم سمة أو علامة السجود، ومن أموال أسيادهم من الدول والمنظمات الأجنبية التي يمدونهم بالأموال الحرام ساعدوا الفقراء والمساكين والمحتاجين بفتات من حطام الدنيا (قليل من السكر والزيت والأرز وغيرها) لكسب ودهم وثقتهم وكل ذلك رياء ليشدوا البسطاء والمعوزين اليهم وينضموا إلى صفوفهم كما يفعل إبليس تماما قال تعالى: (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرور) النساء 120، وضل الإخوان على ذلك النهج لعقود حتى ظنوا أنهم قد تمكنوا وتملكوا وامتلكوا رقاب كثير من العباد، وأن ساعة الصفر قد حانت وتوجيهات أسيادهم قد صدرت فكانت أحداث ما يسمى بالربيع العربي في العام 2011م التي كانت كمن أضرم النار في الهشيم

فتصدعت دول ودمرت دول ثانية وافتقرت دول أخرى، ولا زال أثر ذلك الربيع الحارق تتكبده الشعوب حتى اليوم، وربما أن الحسنة الوحيدة من ذلك الربيع هو كشف حقيقة أولئك الخونة المسمون بالإخوان المسلمين، وسقوطهم في كل الدول العربية تقريبا وليس فقط في اليمن، لقد شاء الإخوان المنتشرون في الدول العربية والإسلامية أن يحكموا ويتحكموا في البلاد والعباد، وشاء الله أن ويظهر حقيقتهم سيما قاداتهم وزعمائهم، ومن بقي من قادة الإخوان ولم يتمكن من الهرب فمقبوض عليهم ومودعون السجون وينتظرون الحكم عليهم كبعض قادة الإخوان في مصر، ومن هرب منهم فقد لجأ أما لبريطانيا تحديدا أو تركيا أو قطر.