أمريكا تشتعل من الداخل بفعل الاحتجاجات في جامعاتها المناهضة لحرب الإبادة الجماعية في غزة
الصمود||
لطالما عاث حكام أمريكا وساستها منذ إنشاء هذه الدولة العنصرية والنازية فساداً ودماراً بالشعوب المضطهدة ومارست أبشع أشكال القتل في فيتنام وهيروشيما والصومال وأفغانستان وسوريا والعراق وإثارة الحروب بأعمالها الإرهابية.
أمريكا التي تدّعي الحرية وحقوق الإنسان وتتشدّق بالديمقراطية، تاريخها أسود وموّغل بالدم، ولعل المذبحة والإبادة الجماعية بحق الهنود الحمر والزنوج العبيد الأفارقة، إلا واحدة من الجرائم الأمريكية التي تكشف حقيقة سياستها الإجرامية تحت ستار الإنسانية.
سجلّت أمريكا على مدى تاريخها الممتد لـ 250 عاماً أبشع صور الإجرام ولم تتردد في ارتكاب أي جريمة في أي دولة تخالف سياستها بالرغم من الشعارات التي تنتهجها مع حلفائها الغربيين تحت عنوان حقوق المرأة والطفل والحرية والأمن الإنساني.
كتالوج أمريكا كبير وواسع يعود بالذاكرة إلى ما ارتكبته من جرائم إبادة بحق الشعب الياباني في هيروشيما، ومحاولة إبادة فيتنام، وترسيخ جذورها في المنطقة بدعم الأنظمة العميلة والخائنة لشعوبها ومعاقبة من يقف ضدها ويخالف أوامرها وضرب من ينحرف عن مسار الطاعة العمياء لسياستها.
لم تكتف أمريكا بما فعلته في اليابان وفيتنام وأفغانستان والعراق، لكن مشروعها الاستعماري استمر في إعادة رسم ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، خدمة لمصالح الصهيونية العالمية، بإذكاء الصراعات وزرع الأحقاد والضغائن وتفكيك الوطن العربي وإلهاء الشعوب بقضايا هامشية وتمكين العدو الصهيوني من تصفية القضية الفلسطينية.
اليوم بدأت أمريكا فعلياً تجني ثمار سياستها العشوائية وتكتوي بنار العنف الذي لطالما مارسته بحق شعوب المنطقة والعالم، وسعيها للسيطرة على ثروات وخيرات الأمة والاستيلاء عليها ونهبها بالغزوات والحروب واستغلال إمكانياتها ومواقعها وسرقة مكوناتها خدمة لأجندتها ومطامعها الاستعمارية.
وما الاحتجاجات التي توسعت لتشمل معظم الجامعات الأمريكية، إلا مقدمة لانتفاضة طلابية عارمة ضد سياسة النظام الأمريكي الداعم والمساند للكيان الصهيوني الذي ارتكب وما يزال آلاف الجرائم وحرب الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة، وما تمارسه من عنصرية وسياسة الكيل بمكيالين فيما يتصل بالقضية الفلسطيني.
ولعل استخدام واشنطن حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار جزائري يقضي بالعضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، يكشف زيف أمريكا وادعاءاتها بحل الدولتين على حدود ما قبل عام 1967م، وهو قرار ظلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدى العقود الماضية تمانع من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مستفيدة في ذلك من تماهي المجتمعين الدولي والعربي مع سياسة واشنطن العدوانية بحق الشعوب الحرة، وفي مقدمتها الشعب العربي الفلسطيني.
إستراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط تتلخص في أن الكيان الصهيوني يُعد حجر الزاوية في السياسة الأمريكية الشرق أوسطية والحفاظ على أمنه وهيمنته كقوة إقليمية هو جوهر سياسة أمريكا، والهيمنة على مناطق الثروة النفطية في المنطقة أداة ضغط أمريكية في الإستراتيجية الدولية، غير أن واشنطن بدأت تخسر رهانها على كيان العدو الصهيوني وحلفائها نتيجة تغير المعادلة الإستراتيجية في المنطقة خاصة بعد معركة “طوفان الأقصى”، التي نكلّت بعصابات العدو الصهيوني شر تنكيل، ودخول اليمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” إلى جانب محور المقاومة.
أمريكا بدعمها اللامحدود لكيان العدو الصهيوني، استعدت شعوب العالمين العربي والإسلامي، وأحرار العالم ما يتطلب من واشنطن مراجعة حساباتها وسياساتها الداخلية والخارجية، خاصة وأن نيران الغضب تشتعل في عقر دارها من خلال الاحتجاجات التي تشهدها معظم الجامعات الأمريكية، والتي يصنفها مراقبون بأنها الأولى منذ عقود.