صمود وانتصار

ما وراء انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر؟

ما وراء انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر؟

الصمود||

أثارت مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” والمدمرة الأمريكية “يو إس إس غريفلي” من البحر الأحمر ، والاستقرار في البحر الأبيض المتوسط الكثير من التساؤلات.

 وقالت البحرية الأمريكية إن حاملة الطائرات “أيزنهاور” والمدمرة “غريفلي، عبرت قناة السويس يوم الجمعة الماضية، متجهة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد مغادرتها البحر الأحمر”، دون أن تعطي أي تفاصيل حول ذلك، ولماذا غادرت منطقة البحر الأحمر، لا سيما وأن هدفها من التواجد فيه منذ البداية كان لما يسميه حماية الملاحة الصهيونية من الهجمات اليمنية المتواصلة.

وخلال الأشهر الماضية، نفذت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا طلعات جوية، وعدواناً غير قانوني على اليمن، حيث كانت الطائرات تقلع من حاملة الطائرات “إيزنهاور”، وقد تسببت في استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين اليمنيين.. كان الهدف إرعاب اليمنيين وإيقاف هجماتهم الصاروخية على السفن الإسرائيلية التي تعبر مضيق باب المندب باتجاه ميناء أم الرشراش الصهيوني، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأثبتت عمليات القوات المسلحة اليمنية فاعليتها وأثرها على السفن المعادية الأمريكية والبريطانية والغربية.

ويقول عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي تعليقاً على هذا الانسحاب :” إذا كانت أمريكا زعمت انخفاض عمليات القوات المسلحة اليمنية؛ لتحافظ هي على ماء وجهها وتنسحب من عسكرة البحر الأحمر، وتوصل رسالة لشركات التأمين عكس رسالتها في البداية، فهذا خداع ذاتي إيجابي”.

 ويضيف في تدوينه له عبر منصة “إكس” “أما إن كانت ترى انخفاض العمليات حقيقة فلتوجه سفنها، وسفن ربيبتها إسرائيل بالإبحار مجدداً، لتكون صيداً شهياً لقواتنا”.

من جانبه تساءل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ضيف الله الشامي: من يتذكر حفلات التهديد والوعيد التي عمل عليها إعلام العدو الصهيوني الأمريكي وأبواقهم العربية بدخول حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور” إلى البحر الأحمر وتصوير المعركة محسومة لصالحهم.

ويؤكد في تدوينة له على منصة “إكس” أن أمريكا اليوم تجر أذيال الهزيمة بعد عجزها الكامل عن حماية نفسها، فضلاً عن حماية بقية القطع البحرية الأخرى.

بدوره يرى نائب دائرة التوجيه المعنوي، العميد عبد الله بن عامر، أن “انسحاب حاملة الطائرات “ايزنهاور” من البحر الأحمر مؤشر ايجابي”، مشيراً في تدوينة له على “إكس” “إلى أن التحرك العسكري الأمريكي في دول الجوار منذ 48 ساعة الماضية وحتى الآن مؤشر سلبي”.

سقوط أسطورة أمريكا

 ويأتي انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” من البحر الأحمر بعد الاشتباك مع القوات اليمنية؛ ليؤكد مرة أخرى فشل الأمريكيين في مواجهة اليمن وسقوط أسطورة أمريكا أمام العمليات العسكرية اليمنية، وهو ما يؤكده وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء عبدالعزيز البكير، الذي يقول إنه وبعد عمليات القوات المسلحة اليمنية الأخيرة والتي طالت السفن الإسرائيلية في المحيط الهندي انسحبت اليوم مفخرة القوة الأمريكية حاملة الطائرات ” ايزنهاور” من البحر الأحمر.

ويتساءل البكير في منشور له على منصة إكس: هل اقتنعت أمريكا بعدم جدوى وجودها بعد فشلها في إيقاف عمليات القوات المسلحة اليمنية المناصرة لغزة أم أن لديها خطة جديدة؟

ويرى عدد من الاعلاميين والمحللين السياسيين والعسكريين أن عملية الانسحاب هذه تحمل الكثير من الرسائل والدلالات الاستراتيجية للداخل والخارج ومرتزقة العدو الأمريكي في المنطقة، مؤكدين أن العدو الأمريكي لم يتمكن من حماية نفسه،  ولا حماية سفنه ومدمراته التي يتباهى ويخوف بها العالم والمنطقة.

وفي هذا السياق يقول الخبير العسكري اللواء يحيى المهدي إن دلالة انسحاب حاملة الطائرات ” أيزنهاور” والمدمرة “يو إس إس غريفلي” الأمريكيتين من البحر الأحمر لها دلالات استراتيجية كبيرة وهامة ، فمن ناحية أولى هو دليل على فشل كبير للقوات الأمريكية من الناحية الاستخباراتية، حيث لم تستطع اكتشاف الصواريخ والطائرات المسيرة التي تنطلق من اليمن، والتي أصبحت مزعجة ومقلقة، ما يجعل السفينتين أو المدمرتين مهددة بالإغراق في يوم من الأيام لتكون بداية الإعلان عن أكبر فضيحة للأمريكيين في العالم.

ويرى اللواء المهدي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن هذا الانسحاب رسالة للأعداء في الداخل، وكذلك الأعداء أدوات الأمريكي والصهيوني كالسعودية والامارات وغيرها من الدول المطبعة والمنبطحة تحت الولاء اليهودي بأن أمريكا لم تستطع حماية نفسها، بل حماية مدمراتها التي أرعبتكم بها فكيف تستطيع أن تحميكم أنتم في بلادكم؟ و كيف تستطيع أن تدافع عن منشآتكم، ومؤسساتكم العملاقة؟ والتي ستكون أهدافاً عسكرية، إذا ما تورطتم في عمل عسكري قادم ضد اليمن.

ويتابع كلامه: “كما أنها تحمل رسالة لأبناء اليمن في الداخل بأن عليهم الثقة بقواتنا المسلحة ووحداتها الصاروخية والجوية والبحرية، وجميع الوحدات العسكرية الأخرى، فالجيش اليمني بأكمله قادر على أن يحقق الإنجازات الكبرى والانتصار العظمى على الدول العظمى”.

ويؤكد على أن للشعب اليمني تأثير كبير جداً على مسار العملية العسكرية والسياسية من حيث التواجد الأكبر بالخروج المليوني كل أسبوع دون ملل، إلى جانب القدرات العسكرية المتنامية بشكل ملحوظ لدى اليمن وقواته المسلحة.

ويكرر التأكيد أن القوات البحرية والصاروخية والطيران المسير للقوات اليمنية نجحت في إرغام المدمرات الأمريكية وقبل ذلك أرغمت المدمرات الدنماركية والفرنسية والألمانية في دليل واضح على أن الضربات اليمنية حققت أهدافها، وأصبحت تشكل رعباً على العدو.

ويضيف أن في ذلك دليل على التفوق العسكري للتكنولوجيا الحديثة للقوات اليمنية الصاروخية منها والمسيرة والقوات البحرية التي تمكنت من اكتشاف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها، وكذلك السفن الأمريكية والبريطانية، من خلال معلومات عالية وهامة جداً وعملية استخباراتية دقيقة واستهدافها بدقة عالية.

  تطور استراتيجي

في السياق يقول المتحدث باسم القوى المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري أن الاستراتيجية العسكرية التي ينتهجها المكون الوطني في صنعاء في مواجهة قوى الغزو والاحتلال، والتطور التكنولوجي الملحوظ في استهداف أحدث السفن الحربية الأمريكية والبريطانية، تركت أثراً كبيراً لدى الإدارة الأمريكية والبريطانية من قدرات الجيش اليمني.

 ويؤكد العامري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن العقيدة الجهادية وثقافة الهوية الإيمانية التي يتمتع بها أبطال الجيش بكافة تشكيلاته واللجان الشعبية في صنعاء، إلى جانب ما سبق جعلت أمريكا تعيد النظر في تواجدها العسكري على البحرين الأحمر والعربي؛ وذلك لما شهدته من استهداف مباشر من القوات البحرية والجوية والطيران المسير والدفاعات الجوية اليمنية ، لم تستطع التعامل معه أو صد العمليات العسكرية التي تنفذها قواتنا المسلحة بوحداتها المختلفة دفاعاً ومناصرة للشعب الفلسطيني وتمسكاً بالقضية المحورية لدى الأمة الإسلامية.

ويرى أن كل هذه العوامل المؤثرة على القوات البحرية والجوية الأمريكية والبريطانية وعدد من الأنظمة الموالية لها أدت إلى سحب عدد من القطع البحرية العسكرية الأمريكية.

ويوضح أن تحذيرات السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في توسيع مديات الاستهداف للسفن الحربية الأمريكية والبريطانية والتي قد تتسع لتطال عدد من السفن الحربية الداعمة للمجازر التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني وجرائم الإبادة الجماعية في غزة بالغ الأثر والأهمية لدى تلك الأنظمة وهي تبحث اليوم عن كيفية الحفاظ على ماء الوجه، مؤكداً أن هذا بالطبع يدل على أن أمريكا تخشى من سقوط هيبتها في القدرة العسكرية التي فضحتها قدرات محور المقاومة.

ويكرر التأكيد على أنه أصبح لزاماً عليها سحب سفنها الحربية من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن للحفاظ على ما تبقى لها بعد أن جعلتها القوات اليمنية في الحظيظ، وأدركت تماماً أن ثقافة الجهاد التي يتمتع بها أبطال الجيش اليمني أكبر وأقوى من تقنياتهم العسكرية، ناهيك عن التطور الاستراتيجي الذي تملكه القوات المسلحة اليمنية.

ويضيف أن انسحاب القوات البحرية العسكرية الأمريكية والبريطانية وعدد من الأنظمة الموالية لها من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن جاء خشية من الاستهداف المباشر والدقيق في إصابة أهدافه، مع عدم قدرة قوات الاحتلال على التصدي لها.