يؤكد القرآن ضرورة التحرك في مواجهة اليهود
الصمود| من هدي القرآن
ولهذا مما يؤسف أن يكون اليهود أصبحوا أكثر وعياً، أكثر إدراكاً، أكثر فهماً، وأكثر قدرة على التخطيط منا وعندنا كتاب الله، والأحداث أمامنا ماثلة، الأحـداث أمامنـا ماثلـة، نسمـع التلفزيـون ينقل كل شيء، الصحف، الإذاعات، ولا نحسب حساب المستقبل، أنه ربما هؤلاء في الأخير يريدوا فعلاً أن يهيمنوا علينا، يريدوا فعلاً أن يذلونا ويقهرونا ويغيروا ثقافتنا الدينية، وينشروا الفساد، سينشرون الخلاعـة علـى أرقـى مستـوى، ينشـرون الخمـور، والمخدرات، الفساد بكل أنواعه.
وحتى يصبح الإنسان الذي يحاول يستنكر يكون قد هو نفسه نكر أن يستنكر، من يستنكر انتشار الفساد، في الأخير سيصبح عندهم نكر هو عند الناس، ولو ما زالوا يتحركون في أوساط الناس، يجعلوا القضايا طبيعية والفساد لا تعترض على أي شيء، إذا أنت تشتي تصلي سير صلي مالك حاجة من أحـد! لا. فـي القـرآن الكريـم مـا هو هكذا منطقه، أن بإمكانك أن تتجه في أعمالك هذه، وما أنت مسئول عن أي شيء آخر.
هم قديرين على الخداع، الله ذكر عنهم في القرآن الكريم أنهم يلبسون الحق بالباطل {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (آل عمران: 71) يتكلم عن اليهود بشكل عام، تجد الرئيس الأمريكي في شهر رمضان قالوا: جمع عائلات من أجل يعمل لهم مائدة إفطار، ودعا مسلمين من داخل أمريكا من جاليات! يعني حتى يقولوا إنه ما عنده توجه لمحاربـة الإسـلام، إنمـا محاربـة الإرهاب، وأن حربهم للعراق لا يعني حرب للإسلام، خداع هذا، خداع، خداع.
لأنك تجد الواقع يختلف عن منطقه، الواقع يختلف عن منطقه، لماذا اختلف موقفهم من كوريا الشمالية عن موقفهم من العراق، مـا هـو أختلف، كوريا أعلنت أن عندها برنامـج نـووي، عندها أنها قد صنعت فعلاً قنابل نووية، لمـاذا مـا يحاولـوا يضربـوها؟ يحاولـوا يحلوا الإشكالية ويعطوها مساعدات، ويحاولوا عن طريق الحوار والعمل الدبلوماسي كما يسموه. أمـا العـراق مـا بلا يتهموه هم أن عنده أسلحة دمار، يسموها، ما بلا يا الله يحاولوا كيف يعملوا مبرر لضربه. قال يجي مفتشين يفتشوا، وبدون شروط، وبدون أي قيد، قالوا هذا كلام خداع، يقولون: إن العـراق مخـادع، مـا بـلا فوقـه، ويجهـزوا الحشـود العسكرية والقطع الحربية والبحرية إلى المنطقة، حتى أصبحوا جاهزين للضربة، جاهزين للضربة، يحاولوا أن لا يصل القرار إلى مجلس الأمن الذي عمله المفتشين، ثم بعد ما وصل قرارهم إلى مجلس الأمن، يحاولوا أن يكون بالشكل الذي يكون فيه ثغرة، عندما يرجع المفتشين عندما يدخلوا، احتمال كبيـر أنهـم هـم يعملـوا عائـق، المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تعمل أي شيء، عائق أمام المفتشين عائق يخليهم يعودوا حتى يقولوا: إذن خالف.
وهم قالوا هكذا: أن أي إعاقة لعمليات التفتيش يعتبر ملغـي للقـرار، يلغـى القـرار يعنـي أن نضرب، جاهزيـن وبسرعـة يريـدوا أن يضربـوا، قد ينزلوا وقد يعملوا أي عائق هذا إذا بقيت القضية حتى ينزلوا.
طيـب ما هو العراق وحده، كلام على اليمن، كلام على السعودية، على لبنان، على سوريا، على إيران، على مصر على المنطقة كلها، تهديد للمنطقة كلها، وفي الأخيـر يقـول لـك: مـا هنـاك حرب، مع أنه هو قال كلمة في البداية، أنها تعتبر حرب صليبية ثم تداركها فيما بعد، [هذه بداية حرب صليبية]، أول ما بدأوا يتحركوا ضد أفغانستان، يخادعوا من أجل أنهم يجندوا الناس وقد عرفوا طبيعة الناس، الناس الذين مـا عندهـم فكـرة عمليـة يتشبثون بأي مبرر، يتشبثون حتى بأي خداع من جانب عدوهم، يخدع.
إذا هنـاك توجـه عملي يكون الإنسان عارف أن هؤلاء مخادعين، وسيرى أن الواقع في أعمالهم يخالف مـا يقولوه، في الواقع أنمـا يقولوه إنما هو خداع، مثلما هم يقولون: أن العراق مخادع، عندما يقول ترجع لجان التفتيش وبدون أي شرط وبدون أي قيد. قالوا ما بلا خداع، يعني امتثاله بهذا الشكل إنما هو مناورة وخداع.
القرآن الكريم تكلم كثيراً عن اليهود والنصارى، وشرح في أكثر من سورة، شخّصهم، بيّن كيف نفسياتهم، كيف تصرفاتهم، كيف نظرتهم للمسلمين أنهم أعداء، أنهم يريدون أن يضل الناس، ويضلوا الناس مـا يـودوا أي خيـر للنـاس، القـرآن فيـه كلام كثير، وجعل الحكم الذي يجب على المسلمين أمامهم، الذي صرح به في سورة التوبة: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُـهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29) ما هذا صريح في سورة التوبة، في حديثه عن أهل الكتاب، {مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ}، أهل الكتاب اليهود والنصارى، {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.
هذا موقف القرآن بـالنسبـة لهـؤلاء، بعدمـا تصبح القضية إلى أنه لا يعد يسمح لك مسلمون، ويعارضوك أن لا تتكلم كلام، ما قد هو قتال، كلام عن اليهود والنصارى، وتمنع الأوراق التي فيها: [الموت لأمريكا والموت لإسرائيل]، والله أمر بالقتال، وليس فقط الكلام، يقوم يعارض أن لا تكون هناك كلمة ضدهم، والموقف الإلهي منهم هو هذا، من أهل الكتاب: القتال لهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، لأنهم أعداء وسيتحركون كلما ملكوا إمكانيات.
طيب الحديث عن هذا الموضوع نفسه، لا يتصور أي إنسان بأنه موضوع زيادة على ما نحن مكلفين به من جهة الله، يقول واحد: الكلام أو التحرك في هذا المجال إنما هو زيادة، فضلة، وكل واحد يصلِّ ويصوم وما له حاجة! ليس صحيحاً، ليس صحيحاً.
الإنسان المسلم ملزم بالقرآن الكريم، المسلمون ملزمون بالقرآن الكريم، بتوجيهاته بأوامره، تجد الأوامر بأن يكون الناس أنصار لدين الله، أن يكونوا أنصاراً لله، أن يكونوا قوامين بالقسط، أن يكونوا آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، أن يجاهدوا في سبيل الله، أن ينفقوا في سبيل الله، ما هي أوامر صريحة داخل القـرآن الكريـم؟ مثـل الأوامـر التـي فيهـا: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (النور: 56) {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (آل عمران: 97) {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (البقرة: 185).
هي مثلها، لا يمكن تقل: إن هذه زيادة؛ لأنه لا يتحقق لنا اسم الإيمان نفسه، اسم الإيمان إلا عندما يكـون هنـاك توجه وعمل يتحرك في ماذا؟ لتنفيذ ما أمر الله سبحانه وتعالى به، وما وجه الناس إليه في القرآن الكريم.
إذا ما هناك تنفيذ، إذا ما هناك التزام، معنى هذا أننا نؤمـن ببعـض ونكفـر ببعـض. عندمـا يقـول الله في القرآن الكريم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات: 15) أولئك هم الصادقون. الصادقون عندما يسموا أنفسهم مؤمنين، أن يعتبروا أنفسهم مؤمنين، لأن هذا رد عندما قال: {قَالَتِ الْأَعْـرَابُ آمَنّـَا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُـلِ الْإِيمَـانُ فِـي قُلُوبِكُـمْ} (الحجرات: 14) ثم يقول لهم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات: 15) وهنا تلاحظ كيف تفصل {هم} بين كلمة {أولئك هم الصادقون} يعني هم وحدهم، الصادقون في أن يحكموا على أنفسهم بمسمى الإيمان، وأنهم مؤمنين.
في آية ثانية يقول عن المفلحين: {وَلْتَكُـن مِّنكُـمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104) هذه العبارة معناها هم وحدهم المفلحون، والجنة ما هي للمفلحين؟ أو هي للخاسرين؟ الجنة هي للمفلحين، وعود الله في الدنيا هي للمفلحين ما هي للخاسرين.
إذا مـا هنـاك توجـه عنـد الإنسـان من أجل أن يحقق لنفسه مسمى الإيمان، أن يكـون فعـلاً مؤمـن، وتجـد الجنـة فـي القـرآن الكريـم هـي للمؤمنيـن، أعدت للمتقين، تجد صفات المؤمنين هي هذه، ويؤكد لك أن المؤمنين مـا هـم إلا مـن كانوا على هذا النحو، فعندما تأتي في الأخير وتقول: نصلي ونصوم وما لنا حاجة، لا يتدخل واحد في شيء.
فكأنك تنظر إلى هذه الأوامر الإلهية الهامـة، والتي تنفيذها هام في ظروف كهذه، تعتبرها وكأنها زيادة، زيادة على الدين، وكأنها ما هي شرط في تحقيق اسم الإيمـان لنفسـي، ولا شـرط فـي مـاذا؟ في نجاتي في الدنيا وفي الآخرة. هذا من المغالطة، من مغالطة الإنسان لنفسه، من خداع الإنسان لنفسه.
ما هو عمل زيادة على الإيمان، نحن نقول: هذه التي نعملها الآن، ما قد وصلنا إلى درجة مَن؟ عمل من عذرهم الله أن لا يحضروا ميادين الجهاد، مثل: الأعمى والأعرج والمريض، من قال فيهم: {إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ} (التوبة91) ما هو شرط {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَـى الَّذِيـنَ لاَ يَجِـدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ}.
أنـت مثلاً ما عندك قدرة أن تخرج في ميدان الجهاد، لـك عـذرك أن تقعـد، لكـن قعودك يجب أن يترافق معه نصح لله ورسوله، لأنْ عاد موقفك وأنت داخل يحرك، يشجع، تأييد وتشجيع. تحرك، تتحرك وإن كنت أعمى تتكلم، مـا قـد وصلنا إلى الدرجة هذه، ما قد وصلنا إلى الواجب على الأعمى، الواجب على الأعرج، على الذي لا يجد ما ينفق، ليخرج مع رسول الله (صلـوات الله عليه وعلى آله) هو قال فيهم: إذا نصحـوا لله ورسولـه مـا عليهـم حـرج. ليس معناه ما عليهم يجلسوا هناك وبسْ، عاد عليهم أن يتحركوا، ينصحوا لله ورسوله، يشجعوا، يحثوا على الإنفاق، يحثوا الناس على التجلد والأسر على الصبر، إذا حصل ناس استشهدوا، إذا حصل. هذه من النصيحة لله ورسوله، شد أزر المجاهدين، نحن ما قد وصلنا إلى الدرجة هذه، نحن ساكتين ما هناك نصيحة لله ولا لرسوله، لأن النصيحة لله ولرسوله هو النصيحة للدين، والنصيحة لمن يهمهم، لمن يهم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أمرهم وهم الأمة، المسلمين.
بعض الناس قد ينظر أن هذه أشياء ما هي إلا زيادة [يا خه ذا عندك به ناس خيرات، مصلين وصايمين ومالهم حاجة ومن بيته إلى مسجده، مالك حاجة] هي قضية مـا تخضـع لتقديراتـي أنـا أو تقديـرات أي شخص، ارجع إلى القرآن الكريم، رجع إلى القرآن الكريم، وجد مـا هنـاك عـذر، مـا هناك إمكانية أنك تعمل ببعض وبعض آخر مـا تعمل به، ما هناك إمكانية إن واحـد يـرى نفسـه مصيـب أنه يبحث عن الحاجة التي ما هي مكلف عليه، ولا فيها خطورة ولا فيها عناء، ويصـلِّ ويصـوم، [ومـا لـه حاجـة] الكلمـة المعروفة.
لا. ارجع إلى القرآن إن كان هذا موقف صحيح لا بأس، وإن كان مـا هـو صحيح وتجد فيه أوامر أخرى، أوامر مرفق بها تهديد إلهي، تهديد إلهي، لمن قصر فيها، معنى هذا أنك تغالط نفسك أنك سائر في طريق الجنة ولا أنت داري في أي طريق أنت ماشـي، في الأخير كيف ستكون الغاية والنتيجة؟
أيضًا يأتي من جانب آخر، قد يشوف واحد إنه [يا خي ذاك سيدي فلان والعالم فلان وسيدنا فلان والحاج فلان، يقوم قبل الفجر، ويتركع، ويسبح، ما بيتحركوا ولا بيقولوا شيء ولا قالوا للناس يسبروا كذا،] ويكون واحد يريد أن يمشي معهم، أنت اسألهم، سير اسأل هؤلاء، تتضح لك القضية كيف هي، أن هؤلاء لا يعتبرون أن هذا العمل ليس مشروعًا، ولا يعتبرون إنْ ما هناك أوامر إلهية للناس بأن يكونوا أنصارًا لدينه، ومجاهدين في سبيله، وأن يعدوا ما يستطيعون من قوة، وأن، وأن، إلى آخره. لا يستطيع يقول لك: ما هناك شيء. طيب عندما تقول له: فأنت لماذا؟ هو يأبى مثلك؟ ما هو فاهم أن هذا الموضوع مؤثر مثلًا، أو عمل معين مؤثر، أو ما هو بالغ له أخبار معينة أن هناك مؤامرات كبيرة أو، أو، إلى آخره.
أو أنه في الأخير عارف للأشياء هذه لكن يجدك أنت والآخرين مبرر له أنه ما يتحرك؛ لأن عنده فكرة أن الناس ما منهم شيء، وما هناك أنصار، ولا أحد متحرك معنا، ولا أحد “قاوم” معنا، ولا، ولا، إلى آخره. فعنده أن قد معه عذر، وسيجلس ما له حاجة، فتكتشف أنه يعتبرك أنت ويعتبر آخرين عبارة عن عذر له، عبارة عن عذر له. يعني لن تكتشف عند أحد أن يقول لك: أن هذا العمل باطل أبدًا، أو أنه ليس هناك أوامر إلهية لما هو أكثر من هذا مما الناس عليه، بينما ستجده في الأخير يعتبر إن قد معه مبرر وعذر له شخصيًا، ما هو عذر يصلح لكل واحد، له عذر شخصي أنه وإن كان عالم ويجب عليه، لكن إذا كان هناك أنصار، وما هناك أنصار، فمع السلامة وجلس وما له حاجة، هم يمسكون بهذه.
إذًا فأنت وغيرك ممن مواقفهم يبدو وكأنهم ما عندهم استعداد أن يكونوا أنصارًا لله، أنصارًا لدينه، يدافعوا عن دينه، الوضعية التي أنتم عليها هي المبرر الذي يتمسك به العالم الفلاني، وأنت لا تعلم بهذه، تراه أنت، تراه على ما هو عليه لا يتحرك، تفسر موقفه تفسير آخر، إنه كأن هذا الشيء ما هو مشروع، أو كأنه ما هو واجب علينا، وبالتالي قد احنا من جيزاه!
ما هذا الذي يحصل عند واحد؟ قد احنا من جيزاه ما عاد بعده، هو إنسان متدين لكن المشكلة إنه يعتبرك أنت وغيرك الذين ما تتحركوا أنكم المبرر له أنه يجلس، ما بتتعاونوا، أنكم المبرر له أن يجلس.
فإذا الناس على ما بين نقول أكثر من مرة، الناس متهادنين، نحن متهادنين، العالم يرى أن ذولا الناس ما هم أنصار، إذًا قد له عذره، وذولا الناس يروا أن العالم ذاك لا يتحرك، إذًا فما القضية لازمه، جلس وجلسوا، وكل واحد يجعل الثاني مبرره، جلس لأن ما هناك أنصار، والأنصار جلسوا لأن ما هناك حركة من العالم، ما هي كلها مهادنة؟
قد يقدم الناس على الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، وتتضح القضية وإذا نحن اتهادنا وكان احنا ساكتين، الناس ساكتين والعالم ساكت، وكل واحد عنده إن قد معه عذر، وعلى ما هو عليه، قد معه مبرر أمام الله.
إذًا فالقرآن الكريم سيكشف ما معك عذر ولا معه عذر، ولا القضية بحث عن أعذار، الأعذار الحقيقية هي أعذار لا تكون بالشكل الذي تكون مفتوحة للناس جميعًا، لا يوجد هكذا؛ لهذا تجد مثلًا العالم نفسه الذي يرى نفسه إنه ما هو ملزم في نفس الوقت أن يكون له موقف؟ ما هو يخطب؟ يقول: الناس عليهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، ما هو يقول لهم هكذا؟
طيب أنت تقول للعلماء الآخرين لماذا لا تكونوا بهذا الشكل؟ لأن ما هناك أنصار، يعني هو نفسه يقول لك: إنه أنت وهذا وهذا عليكم أن تأمروا بالمعروف، وأن تنهوا عن المنكر، وأن تتحركوا، وأن تتعاونوا على البر والتقوى، ما هذا الذي يحصل؟ وأن يكون هناك تكاتف ووحدة الصف، وتوحيد الكلمة، والتكاتف، والتعاون، والتآخي، ما هذا الذي يحصل من كلامهم؟ يعني هو يقول لك: بأن عليك أن تبادر أن تعمل هذا العمل، معنى هذا إنه ما هناك عذر جماعي للأمة كلها.
عندما يقول البعض: أن الإمام علي جلس، هل جلوسه يعني أن كل الناس جلسوا ولهم عذر؟ لا، جلوسه لأنه ما وجد أنصار، فالأنصار غير معذورين، الذين خذلوه ما هم معذورين إطلاقًا، هم خذلوه فاضطر إلى أن يجلس ما استطاع يتحرك، ما استطاع يعمل شيء، هذا هو العذر الذي ينتهي إليه الإنسان، وهو يعلن وهو يذكر وهو يبين وهو يحث الناس وهو ينذر الناس وهو، لكن ما رضيوا يتحركوا، هذا هو ماذا؟ ما معناه أنه يدور هو لمملص، إنما وجد فعلًا ما عنده قدرة، وهو لا يزال يتحرك.
هل الإمام علي توقف عن تذكير الناس؟ ما توقف إطلاقًا طول فترة خلافة أبي بكر، عمر، عثمان، ما توقف، ما حصَّل أنصار، حاول إذا ممكن يتحركوا، ما حصل استجابة، حصل تأثير؛ لتبقى الفكرة لتبقى العقيدة لتبقى الرؤية قائمة في الأمة، مثل ما هو حاصل إلى الآن.
فعندما يقول: الإمام علي هو ذاك جلس، يعني هل جلوسه مثلما جلس الآخرون، أم جلوسه لو فرضنا هو عذر له لأنه ما به أنصار، فما هو عذر للآخرين حتى نقول: والآخرين قد هو عذر لهم، إن مشكلته أن الآخرين ما قاموا بواجبهم، هم ملزمين أن يقوموا بواجبهم.
فالعالم نفسه هو أساس الفكرة عنده واجب على الناس أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، ما هي هكذا؟ واجب عليهم أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر، يعني ما تتصور أنت أن العذر الذي هو ماسك عليه إنه يراه عذر لك، أو يراه عذر لهذا أو يراه عذر لهذا المجتمع، أبدًا؛ لأنه يخطب، الذي تراه أليس هو يتحرك يخطب يقول لك: واجب على الناس يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وأن يكونوا متعاونين على البر والتقوى، وأن، وأن، ما معنى هذا أنه لا يرى عذر للناس؟
والناس لا ينظرون إليه النظرة هذه، يروه هو أنه جالس، قالوا قد احنا من جيزاه، قد ذا عالم، ذاك ما هو إلا طالب علم، ذا قد هو عالم، وعالم شيبة، وهو أفقه، وأعلم، وأعبد، إلى آخره، قد احنا من جيزاه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الشعار سلاح وموقف
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ11/رمضان/1423
اليمن – صعدة