إيران وفاجعة أذربيجان
الصمود||مقالات|| عبدالفتاح علي البنوس
ساعات عصيبة عشناها جميعا ونحن نتابع تداعيات سقوط الطائرة المروحية التي تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير حسين عبداللهيان وممثل قائد الثورة الإيرانية والجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي هاشمي وحاكم مقاطعة أذربيجان الشرقية الدكتور مالك رحمتي وبقية من كانوا على متن المروحية المنكوبة، لحظات عصيبة عاشها الشارع الإيراني والعالم وهو يتابع آخر الأخبار عن مصير الرئيس ورفاقه بعد أن أسهمت الأحوال الجوية المضطربة في المنطقة التي كانت الطائرة تمر عبرها عن الوصول إلى موقع تحطم الطائرة، رغم كل الجهود الجبارة التي قامت بها السلطات الإيرانية المختلفة، قبل أن يتم الإعلان عن استشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه بعد وصول فرق الإنقاذ إلى موقع سقوط الطائرة وانتشال جثامينهم مع ساعات الفجر الأولى .
حالة من الحزن خيمت على كافة أرجاء المدن الإيرانية ودول محور المقاومة ومعهم كل الشعوب الحرة التي فجعت بوفاة قائد جسور بحجم الرئيس الشهيد إبراهيم رئيسي الذي استطاع بسياسته الحكيمة أن يقود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد إلى بر الأمان، متجاوزا تداعيات العقوبات الأمريكية الجائرة والحرب الإعلامية التي يقودها اللوبي اليهودي وتمولها دول البترودولار والتي تعمل على شيطنة إيران وتحويل بوصلة العداء والكراهية العربية والإسلامية من كيان العدو الصهيوني نحو إيران، ويكفي الشهيد الرئيس إبراهيم رئيسي أنه أول رئيس إيراني يضرب عمق الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، علاوة على مواقفه الأصيلة الداعمة لحركات المقاومة والمساندة لها في حقها في تحرير الأرض والدفاع عن السيادة والشرف والكرامة .
ومما لا شك فيه أن المصاب الإيراني جلل، وخصوصا مع استشهاد حسين أمير عبداللهيان، مهندس الخارجية الإيرانية الفذ، صاحب الحضور المرعب للأعداء والذي لعب دورا هاما في عملية التنسيق الدبلوماسي والسياسي بين دول محور المقاومة، حيث كان الصوت المؤثر على المستوى الإقليمي فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، بما عرف عنه من حكمة وحنكة ودهاء سياسي وبرحيله خسرت إيران أحد أبرز أعمدة سياستها الخارجية، ولكن ورغم حجم المصاب إلا أن السياسة الإيرانية الحكيمة التي يشرف عليها سماحة السيد علي خامنئي- قائد الثورة الإيرانية، كفيلة بتجاوز إيران وشعبها هذه المحنة، وهذه الظروف العصيبة، ولن تتوقف الحياة باستشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك من الكفاءات والكوادر القيادية المؤهلة ما يجعلها أكثر قوة وثباتا وتأثيرا وفاعلية على المستوى الداخلي الإيراني وعلى المستوى الإقليمي والدولي .
وما يثير الاستغراب والتقزز، هي تلكم الأصوات التي ذهبت لاستغلال حادثة سقوط طائرة الرئيس الإيراني واستشهاده ورفاقه للتندر والتمسخر والتشفي، وهو ما يعكس إفلاسهم، وسقوطهم الأخلاقي، ونذالتهم غير المسبوقة، وخصوصا أن وقوع مثل هذه الحوادث والكوارث مسألة طبيعية وهو أمر خارج الإرادة البشرية، حيث نفثوا سموم حقدهم تجاه إيران، وأظهروا حالة من الانتشاء إزاء هذه الفاجعة، رغم أن إيران لم تتعرض لهم بأي سوء، ولم يصدر نحوهم من قبلها أي مواقف مسيئة أو ما شابه، ولكنهم مجرد أدوات رخيصة ومبتذلة تنفذ الأجندة الأمريكية والصهيونية والتي تتصدر الحرص على نشر ثقافة العداء لإيران في أوساط الدول والشعوب العربية والإسلامية .
بالمختصر المفيد، لقد خلد الشهيد الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه أسماءهم في سفر الخالدين العظماء، الأحياء عند ربهم يرزقون، لقد فازوا بالشهادة والتي أنا على ثقة مطلقة بأنهم كانوا ينشدونها، ويتوقعون معانقتهم لها في أي لحظة، ولا غرابة فهؤلاء تلاميذ مدرسة الإمام الخميني -رحمة الله تغشاه- فهنيئا لهم هذا الفضل، وأنا على ثقة بأن إيران ستنهض متجاوزة هذه الفاجعة بصورة مرعبة للأعداء وسيكون الرئيس القادم بإذن الله خير خلف لخير سلف، وستظل إيران شوكة في نحور أنظمة وأبواق العمالة والخيانة والارتزاق، والتطبيع والتصهين، ولا عزاء للشامتين والساذجين من المهرجين وشذاذ الآفاق .
الرحمة والخلود للرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه، والخزي والعار لكل خائن عميل ومتصهين لعين .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.