هل هزمت “إسرائيل” في غزة أم انتصرت..؟
الصمود||مقالات|| منير الشامي
للشهر الثامن على التوالي والكيان الصهيوني المجرم بكل إمكانياته الحربية وقدراته العسكرية وبكل إمكانيات وقدرات قوى الاستكبار الغربي الداعمة له والمشاركة معه يخوض أشرس حرب عدوانية حدثت في التاريخ ضد إخواننا سكان قطاع غزة العزل وضد مقاومتها الباسلة التي لا تملك ما يوازي 0،1 % من ترسانته، فماذا حقق بكل جبروته وطغيانه ووحشيته؟ هل حقق هدفا واحدا من أهداف حربه المعلنة وحصاره؟ هل قضى على أبطال كتائب حماس؟
أم نجح في تهجير الغزاويين؟
أم أنه تمكن من تحرير أسراه ؟
أم أستطاع أن يحكم سيطرته على غزة حتى ليوم واحد طيلة الشهور الثمانية ؟ أم شق قناة بن غوريون؟
والإجابة هي لا لا لا لم يحقق لا هذا ولا ذاك ولم يحقق حتى عُشر هدف من الأهداف التي أعلنها أو التي لم يعلنها حتى الآن وكل ما حققه هو زيادة رصيده من الجرائم الوحشية والمجازر البشعة في حق الإنسانية، وتدمير مدن غزة وتسويتها بالأرض وقتل وجرح اكثر من مائة وعشرة ألف فلسطيني جلهم من النساء والأطفال، وتجويع وترويع اكثر من مليوني إنسان فهذه كل إنجازاته.
وفي المقابل فإن أبطال المقاومة الفلسطينية بثباتهم واستبسالهم في المواجهة وبصمود وتضحيات أبناء غزة واجهوا أشرس حرب وحشية غير متكافأة وغير متوازنة وخاضوا مواجهاتها وحققوا كل أهداف مواجهتهم فبثباتهم افشلوا كل مؤامرات العدو الصهيوني وأعاقوه عن تحقيق أي هدف من أهدافه، فأبطال المقاومة لا زالوا ظاهرين وبإقدامهم لجيشه قاهرين وما زالت عملياتهم مستعرة، كبدوه خسائر فادحة قتلاه وجرحاه بالآلاف، واعتى وأحدث أسلحته مدمرة، والروح المعنوية لجيشه بالكامل مسحوقة، والمدن المحتلة خاوية وشوارعها فاضية ومظاهر الحياة فيها متوقفة ومستوطنيه إما مذعور مغادر وإما مرعوب في الملجأ قابع، أو متظاهر ضد حكومته منتقم، أو ساخط منها ولوقف الحرب مطالب.
لثامن شهر والجيش الذي قالوا عنه لا يقهر يقهر كل يوم ويغلب كل ساعة وينكسر كل دقيقة، بأيدي أبطال مقاومة لا تقهر وبقدرات ذاتية لا تذكر وبصمود شعب لا يكسر !
وهو ما يعني أن العدو الصهيوني هزم في هذه الحرب هزيمة منكرة لأن تعريف الهزيمة هو الفشل في تحقيق أهداف الحرب، وأن المقاومة الفلسطينية انتصرت لأن النصر يعرف بأنه النجاح في تحقيق الأهداف وإفشال الخصم في تحقيق أهدافه، وهذا ما حققته المقاومة الفلسطينية ويشهد به العالم، وبالتالي فالنتيجة من استمرار العدو الصهيوني في هذا العدوان يعني له استمرار الاستنزاف والمزيد من الخسائر الكبيرة في عدده وعتاده والمزيد من الضحايا الأبرياء العزل.