صمود وانتصار

12 يونيو خلال 9 أعوام… جرائم العدوان في مثل هذا اليوم

12 يونيو خلال 9 أعوام… جرائم العدوان في مثل هذا اليوم

الصمود/

واصل طيران العدوان السعودي الأمريكي في مثل هذا اليوم 12 يونيو حزيران من العام 2015م، سياسة الإبادة الجماعية وممارسة جرائم الحرب بحق الإنسانية في اليمن، واستهداف الحضارة والتاريخ والأصالة، والتراث العالمي، مدمراً 4 منازل على رؤوس ساكنيها في مدينة صنعاء القديمة، وسوق يسنم الشعبي في مديرية باقم بمحافظة صعدة.
أسفرت غارات العدوان عن 17 شهيداً و26 جريحاً في الجريمتين، وتدمير سوق تجاري وممتلكات المواطنين وعدد من المحال التجارية بصعدة، ودمار 4 منازل في صنعاء القديمة، وتضرر العشرات، وحالة من الرعب والخوف في نفوس المواطنين، وموجة نزوح جديدة، وشحة الحصول على المواد الغذائية والاحتياجات الاساسية في المناطق الحدودية .

وفيما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:

 

12 يونيو 2015 .. 16 شهيداً وجريحاً في استهدف طيران العدوان مدينة صنعاء التاريخية:

في مثل هذا اليوم 12 يونيو حزيران من العام 2015م، استهدف طيران العدوان حي القاسي بمدينة صنعاء القديمة بعدد من الغارات.

أسفرت غارات العدوان عن 5 شهداء و11 جريحاً، و تدمير 4 منازل تاريخية على رؤوس ساكنيها، وحالة من الرعب والخوف في نفوس المواطنين وتضرر المنازل والمحال التجارية المجاورة، وموجة نزوح متجددة.

يومها كان سكان صنعاء القديمة يغطون في نومهم العميق، فيما طيران العدوان يتربص بهم المنون، وفي لحظة يلقي قنابله المتفجرة وصواريخه المدمرة، على رؤوس الأمنين، فهنا طفل في حضن أمه لا يزال يتابع تناول وجبته من الحليب، وحقه في الرضاعة، وأخر كادت النوم أن يبدأ بالتسلل إلى اعصابه ونظراته، وأم تهم بعودة احد اولادها المتأخرين عن العودة، فحولت غارات العدوان كل تلك المشاهد المتعددة إلى مشهد واحد، هو صوت الغارات والانفجارات والدمار والخراب والصراخ والدماء المسفوكة والاشلاء المتناثرة، البنيات المهتدة، والخوف والهلع في الاحياء المجاورة، وخروج جماعي وفي مشهد واحد كبير وصغير يجرون الأطفال وما حضر على بالهم من الامتعة نحو ازقة المدينة وحاراتها، والكل يصرخ ويدعوا الله بالسلامة”.

لحظات وتحدد لسكان صنعا مكان الغارة ووجهة الجريمة، فهبوا لنجدة المتضررين، وإسعاف الجرحة وانتشال الجثامين، واخراج الأطفال والنساء من تحت الدمار، ترفع المآذن نداء صلاة الفجر، والكل منهمك في رفع الأنقاض، منهم من يتم الاتصال عليه ويجاوب من بين الركام، وهذا ما زاد الأمل في اخراج نجاة كثر”.

العمل يسير في سباق مع الزمن وخير صلاة هنا في المشاركة لإنقاذ الأرواح، واسعاف الجرحى، ورفع الحجار والدمار والياجور القديمة من فوق ساكنيها.

أكثر من ساعتين وأحد المواطنين من فوق الأنقاض ينتظر لحظة الوصول إلى أخيه وعائلته تحت الدمار، والكل في حالة تأهب وترقب وحذراً وخوف من معاودة طيران العدوان لقصف المسعفين، كما هي عادته في مختلف المجازر.

منذ الساعة ال2 فجراً، وحتى بزوغ فجر الصباح، والعمل جراي على قدماً وساق لإنقاذ ما يمكن انقاذه من الأطفال والنساء، لأربع عوائل من أسرة واحدة، حولتهم غارات العدوان إلى شهداء وجرحى ونجاين بلطف الله، وكان المنقذين ينتشلون الجثث مهللين ب”لا إله إلا الله، آل سعود اعداء الله”.

هنا صورة لأحد الأطفال تعلوا على الدمار بوضوح فيما صاحبها لا يزال تحت الانقاض، ويحتاج الوصول إلى جثمانه ساعات، وهنا أخر يظهر جثة مكتملة فارقت الحياة ولا يزال الدمار يغشي جل جسده، ويستمر العمل حتى ينتشل بعد أن فاتته الفرصة ليكون من ضمن الجرحى، بسبب نزيف حاد انهك صموده وبقائه على قيد الحياة”.

نهار اليوم الثاني ولا يزال العمل مستمر في رفع الانقاض، بمشاركة قيادات الدولة التي حضر منها مستشار المجلس السياسي العلامة محمد مفتاح، إلى المكان لمشاركة لمواطنين، وهو يقول “العدوان البشع على الشعب اليمني، لم يوفر مكاناً إلا ووضع فيه بصمة متوحشة، تعكس حقيقة حقده الدفين على اليمن، وها هو هذه الليلة، يسقط سقوطاً مدوياً في صنعاء، بوابة الحضارة الإنسانية للعالم، مدينة سام بن نوح “عليه السلام”، وهذا هو حقدهم على الثقافة والتراث والحضارة والعلم والفن، والأصالة، والعروبة، مؤكداً إن ذرة تراب من مباني وقصور صنعاء، لا تساويها كل أرصدة العالم لما لها من قيمة بقيمته التاريخية، والمبدئية في الضمير الإنساني”.

وأشار مفتاح، إلى أن صنعاء أرث للبشرية جمعاء واستهدفها هو استهداف لكل البشرية، معتبراً أن صنعاء ناقة الله، ان استهداف صنعاء هو يقرب نهايتهم وزوالهم، وطلقات أخيرة في نعوشهم”.

ويقول أخر ” من ليس له تاريخ، وعمرة لا يتجاوز 60 عام، لا يمكن له أن ينال من تاريخ وحضارة اليمن، وعدونا الذي استهدف كل جميل لن يطول الزمن حتى يدفع ثمن حماقته وجبنه وحقده وأجرامه”.

ملامح صنعاء وجمالها الخلاب تهشم بفقدان 4 منازل وتضرر عدد من المنازل المجاورة، كانت جزء لا يتجزأ من لوحتها الفنية وعبق نقوشها الساحرة.

استهداف مدينة صنعاء التاريخ والحضارة والعراقة وتدمير منازلها على رؤوس الاطفال والنساء، هو استهدف لليمن شعب وحضارة وأصالة، في جريمة استهداف مباشر للاعيان المدنية، عن سابق اصرار وارصد، وجريمة حرب مكتملة الاركان، وواحدة من آلاف جرائم العدو على اليمن خلال 9 أعوام.

12 يونيو 2015 .. 27 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان سوق شعبي بصعدة:

وفي سياق منفصل في اليوم ذاته 12 يونيو حزيران من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، سوق يسنم الشعبي بمديرية باقم الحدودية، بعدد من الغارات الجوية.

أسفرت عن 12 شهيداً و15 جريحاً، وخسائر واضرار في المحال التجارية وممتلكات المواطنين، وحالة رعب وخوف، بين المتسوقين، وأهاليهم، والمارين من الطريق.

هنا الجثث والاشلاء والدماء مسفوكة ومبعثرة، ومعا يختلط تبعثر الفواكه والخضار وبضائع المتسوقين والباعة، لحوم البشر تختلط بلحوم محلات بيعها، سيارات ومخازن اغذية تحترق، وتدمر بشكل كلي، الصراخ والعويل سيد المشهد، هذا يزحف مستنجداً بعد ان فقد ذراعه، وأخر فقد رجله، والدماء تسيل من صدره ورأسه، وبالقرب منهم جثة ممزقة، بلا رأس، مشهد وحشي خلفته غارات عدو حقود.

هرب من بقي حي بسبب استمرار الغارات وتحليق الطيران، وترك الجرحة بغير مسعفين، وبعد ساعات يصل مسعفون قلائل، بسيارة واحدة ويجدون أحد الجرحى لا يزال يتنفس وهو عاجز عن الكلام، ويستمر البحث في المحال المدمرة، وخلف البسطات والجدران، لترتفع حصيلة الجرحى والقتلة، بملاحقة الغارات للمسعفين.

استهداف سوق يسنم واحد من آلاف الأسواق اليمنية المستهدفة، طيلة 9 أعوام من القتل والدمار واستهداف كل مظاهر الحياة ومقوماتها، في عمل ممنهج لشد الحصار على الشعب اليمني وإماتته جوعاً، خشية من التسوق إلى الجحيم.