الأنشطة التجسسية الأمريكية الصهيونية حالت دون امتلاك اليمن أي قدرات عسكرية طيلة المراحل السابقة
الصمود | سبأ
في ظل مؤامرات قوى الهيمنة والاستكبار العالمي على اليمن، كشفت اعترافات خلية التجسس الأمريكية، الصهيونية التي تم القبض عليها من قبل الأجهزة الأمنية، عن تجنيد مقاتلين في قواعد يشرف عليها العدو لرفع تقارير عن القوات المسلحة اليمنية بمختلف تشكيلاتها.
الاعترافات أفصحت عن تجنيد جواسيس لتقديم دراسات تفصيلية للمخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني عن القدرات العسكرية اليمنية ورصد التحركات والقدرات الاستراتيجية والتكتيكية ومسرح العمليات العسكرية اليمنية.
كما كشفت عن قيام خلية التجسس بتزويد الـ CIA والموساد الإسرائيلي منذ عقود بمعلومات بالغة السرية والخطورة عن القوات المسلحة اليمنية وما تمتلكه من قدرات وإمكانيات، لتكون هدفاً مباشراً لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والصهيونية وجواسيسها، وإعاقة أي أعمال تطويرية لها.
والأخطر من ذلك أن خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية أدارت أنشطة استخباراتية، لاستهداف القدرات الاستراتيجية العسكرية والتصنيعية للقوات المسلحة اليمنية ورفع إحداثيات وعمل كل ما من شأنه تحقيق أهداف العدو الاستخباراتية.
الجاسوس جمال محمود الشرعبي أقر في اعترافاته برفع تقارير للاستخبارات الأمريكية عن التطورات الميدانية في الجبهة العسكرية اليمنية، وما كلف به من مهام تنفيذية ضمن شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، مبيناً أن نشاطه الاستخباراتي في السفارة الأمريكية بدأ في العام 2014م، كمختص في الشؤون السياسية والاقتصادية، وكانت طبيعة عمله استخباراتي لصالح السفارة من خلال توفير معلومات وبيانات عن الوضع في اليمن سياسياً وحقوقياً وعسكرياً وأمنياً.
وذكر أنه قام بالعديد من الأعمال الاستخباراتية لصالح الـ CIA ومنها كتابة تقارير وتحليلات سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية وتقديمها للضباط الأمريكيين، وقام بتدريب أربعة من عناصر الـ CIA عبر الانترنت على الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية التي عمل فيها.
وبحسب وثائق تقييم الجاسوس جمال الشرعبي الصادرة عن السفارة الأمريكية فقد عمل هذا الجاسوس بجد كعضو في الفريق إلى جانب آخرين في القسم، وأن معرفته العميقة بالوضع السياسي والعسكري والاقتصادي لليمن مكن وحدة الشؤون اليمنية من عمل تقارير تحليلية دقيقة.
ووفقاً لوثائق التقييم، فإن قاعدة بيانات الجاسوس جمال الشرعبي عميقة في المصادر المحلية سمحت لوحدة الشؤون اليمنية بالدخول المباشر لمصادر لم يتم الوصول لها بسبب تواجدهم في المنفى في الرياض.
وتضمنت مهام الجاسوس الشرعبي وفقا لاعترافاته القيام برصد وتحليل وتقديم تقارير عن التطورات العسكرية الميدانية في اليمن، وكذا رصد الفعاليات الجماهيرية والمناسبات الدينية ورفع تقارير عنها للمخابرات الأمريكية.
كما اعترف بأنه عمل مع خمسة من الضباط الأمريكيين وهم “مليسا لان، أولجا رومانوفا، كرلتون، كرس كوفلرز، واليزابث الخضري”.
ساهم الدور التخريبي للاستخبارات الأمريكية والصهيونية خلال الفترة الماضية في تدمير صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية وتفجيرها وهيكلة الجيش وتفكيكه لخدمة مصالح أمريكية وإسرائيلية.
في ذات السياق اعترف الجاسوس عبدالمعين حسين عزان بأنه عمل مع المخابرات الأمريكية عام 2006م، وزود الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية بمعلومات شاملة عن أنصار الله، وتضمن دوره التجسسي تزويد الموساد والمخابرات الأمريكية بمعلومات حول التصنيع العسكري اليمني والقدرات الاستراتيجية والتبشير والتنصير خلال عمله مع شركتي أتلانتا وأوريجن الأمريكيتين واعتناق المسيحية، كما عمل على تجنيد واستقطاب جمعيات ومؤسسات ومنظمات محلية وشخصيات سياسية وبرلمانية وإعلامية وحقوقية واجتماعية ودينية لصالح المخابرات الأمريكية.
الجاسوس عزان اعترف بأن نشاطه مع الأمريكيين بدأ منذ العام 2003م من خلال العمل مع شركة “أتلانتا وأوريكان” لأحبار الطابعات.. مبينا أن الشركتين الأميركيتين كانتا تنشطان في التبشير والتنصير واشترك معهما في هذا النشاط حتى اعتنق المسيحية.
التحق عزان بالعمل في المعهد الديمقراطي الأمريكي مطلع العام 2006م وعمل فيه لصالح المخابرات الأمريكية حتى منتصف 2009م، وذلك بشكل غير مباشر عبر أحد العاملين القدامى مع المخابرات الأمريكية ويدعى مراد ظافر.
وأقر الجاسوس عزان بأنه حصل خلال نشاطه مع المعهد الديمقراطي الأمريكي على دورة تدريبية من خبيرة أمريكية استُقدمت من واشنطن وزودت المعهد بمعلومات عن البرلمان وأنشطته بالاعتماد على عدة مصادر تم استقطابهم من قبل المعهد ومن قبله شخصياً في 2008م، حتى أصبح المسؤول عن برنامج البرلمان وقام بتزويد مسؤولة مكتب اليمن في واشنطن بالمعلومات حتى منتصف العام 2009م.
وبين أنه كُلف بالعمل مع ممثل المصالح الإسرائيلية في السفارة الأمريكية لجمع معلومات عن أنصار الله وأسلحة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف وتم إرساله في عام 2014م من قبل السفارة إلى أمريكا لتلقي التدريب لمدة أسبوعين تم خلالها مقابلة مسؤول كبير من الـ “سي آي إيه”
واعترف الجاسوس عزان بأنه عمل في 2019م مع مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان واشترك مع المفوضية في نشاطاتها الاستخباراتية الواسعة لصالح المخابرات المركزية الأمريكية، وتركز نشاطه في جمع المعلومات والبيانات عن التصنيع العسكري والقدرات الصاروخية والطيران المسير والقدرات البحرية والمواقع العسكرية.
ويتضح من خلال هذه الاعترافات حجم الأنشطة الاستخباراتية التخريبية التي ظلت تقوم بها الاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلي لاستهداف قدرات اليمن العسكرية وإعاقة أي جهود لامتلاك البلد أي أسلحة استراتيجية تمكنه من الدفاع عن سيادته واستقلاله.