“ايزنهاور” الأمريكية.. وموقع الشبكة السعودي
الصمود||مقالات|| عبدالفتاح البنوس /
رغم ابتعادها عن المياه الإقليمية اليمنية وقربها من سواحل جدة، إلا أن حاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور ما تزال هدفاً لعمليات القوات المسلحة اليمنية التي تنفذ بكل نجاح، وتصيب أهدافها بكل دقة، رغم كل محاولات الاعتراض التي تقوم بها المنظومات الدفاعية الأمريكية التي تجد صعوبة بفضل الله وعونه وتأييده في التصدي للكم الهائل من الصواريخ البالستية المجنحة والصواريخ البحرية والطائرات المسيرة والزوارق البحرية التي تستهدف السفن المعادية والمنتهكة لقرار منع حظر التعامل مع كيان العدو الصهيوني عبر موانئ فلسطين المحتلة.
إيزنهاور تتلقى الضربات الموجعة الواحدة تلو الأخرى، ويذهب الأمريكي للتغطية على ذلك من خلال الحديث عن اعتراض وتفجير العديد من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والزوارق البحرية اليمنية خلال محاولاتها استهداف السفن في البحر الأحمر حد زعمه، وهو بذلك يغالط نفسه، فإذا كانت حاملة الطائرات إيزنهاور قد تعرضت لأربع عمليات نوعية أجبرتها على التراجع إلى الوراء، وقد تدفعها نحو مغادرة البحر الأحمر في حال استمرت العمليات التي تستهدفها، وهو الأمر المؤكد، فالعمليات النوعية التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر والبحرين العربي والمتوسط والمحيط الهندي لن تتوقف إلا بتوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار المفروض على القطاع، وستظل السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وفي طليعتها حاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية.
حال حاملة الطائرات إيزنهاور وهي تتلقى الضربات اليمنية الحيدرية في البحر الأحمر يذكرني بحال موقع الشرفة السعودي خلال معركة الرد على العدوان السعودي على بلادنا عندما كان هذا الموقع العسكري السعودي هدفا شبه يومي لأبطال الجيش واللجان الشعبية في تلكم الفترة وبشكل مكثف، فلا يكاد يمر يوم إلا ويتعرض هذا الموقع للقصف والاستهداف من قبلهم، وهو ما شكل هزيمة نفسية للكيان السعودي الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فعلى الرغم من غزارة الغارات الجوية التي كانت تنفذها طائراته يوميا بغرض إسناد المواقع العسكرية السعودية ومنها الشبكة، إلا أنها ظلت هدفاً مستمراً للجيش واللجان، من خلال عمليات نوعية موثقة بالصوت والصورة من قبل أبطال الإعلام الحربي.
واليوم وفي خضم أحداث معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس تواصل قواتنا المسلحة اليمنية الفتية تمريغ سمعة أمريكا العسكرية في الوحل من خلال استهداف سفينة حاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور التي تمثل واحدة من أعرق وأبرز وأهم السفن الحربية الأمريكية التي تمثل قاعدة إقلاع وهبوط للعديد من الطائرات الحربية الأمريكية الحديثة والمتطورة المتواجدة على متنها، لن تتوقف العمليات عند الرقم أربعة، فالرقم سيتصاعد ما دام العدوان والحصار الصهيوني على غزة مستمراً، وعلى الأمريكي إذا ما أراد الحفاظ على إيزنهاور وبقية القطع البحرية الحربية المساندة لكيان العدو الصهيوني أن يسحب كل هذه القطع البحرية ويتجه نحو إيقاف العدوان على قطاع غزة وإنهاء الحصار المفروض على سكانها.
لا مقام لحاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، حالها حال بقية السفن والبوارج والقطع الحربية البحرية الأمريكية وغير الأمريكية التي تم حشدها لدعم وإسناد كيان العدو الصهيوني، عملياتنا البحرية النوعية المساندة لإخواننا في قطاع غزة مستمرة وبوتيرة عالية، والأمريكي والإسرائيلي والبريطاني يدركون جيداً حجم الأضرار والخسائر التي تترتب على هذه العمليات، حتى وإن تظاهروا بخلاف ذلك أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي، لكن الحقيقة الواضحة والجلية تشير وبكل وضوح إلى الخسائر الهائلة التي تتكبدها أمريكا جراء مساندتها ودعمها وإسنادها لكيان العدو الصهيوني في عدوانه الإجرامي على قطاع غزة الذي يدخل شهره التاسع، وعلى الأمريكي أن يتحمل تبعات حماقاته وعنجهيته وغطرسته.
إيزنهاور وأخواتها وكل السفن المتعاونة مع كيان العدو الإسرائيلي في مرمى نيران أبطالنا المغاوير في القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، وكما لم تتوقف عمليات الجيش واللجان الشعبية على موقع الشبكة السعودي إلا بتوقف الغارات الجوية السعودية على بلادنا، فإن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس المساندة لغزة العزة لن تتوقف إلا بتوقف العدوان وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، والكرة في ملعب الأمريكي وقراره في رأسه، وهو من سيتحمل تبعات المضي في حماقاته المساندة لكيان العدو الصهيوني، ولا مجال للمراوغة واللف والدوران، واللعب بالأوراق من أجل الضغط على القيادة اليمنية للتخلي عن نصرة غزة، فهذا في اليمن غير وارد البتة.