الانتصار لغزة عزة
بقلم |عبدالسلام عبدالله الطالبي
أيةُ حياة تحلو وأي عيشٍ يطيبُ لحكام العرب والمسلمين كمساءَلين أمام الله وأمام شعوبهم وإنسانيتهم في المقدمة وشلالات الدماء تموج كالأمواج الهائجة في قطاع غزة!
أية حياة كريمة وأية عزة وَكرامة نتغنى بها وقد خذلنا ذلك القطاع الأعزل المهدّد كُـلّ سكانه بالانقراض والزوال، والذي يذبح أبنائه بالسكاكين الإسرائيلية والأمريكية؛ فلا يكاد يمر يوم إلا وقد ارتكب المجرم الإسرائيلي مجزرة بشعة يروح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ؟
أي ضمائر نتكلم عنها وقد بدا الضمير العربي والإسلامي متنصلاً عن دمويته وإنسانيته ليقف متفرجاً دون أن يحرك ساكناً أو يتخذ موقفاً يعفيه عن المساءلة أمام الله!!
ماذا ينتظر حكام الشعوب العربية والإسلامية إزاء صمتهم وخنوعهم أن يقدم لهم الأمريكي الداعم والمساند والإسرائيلي المجرم وَالمباشر لعمليات الإجرام الوحشية اليومية والتي تبدو في غاية البشاعة والظلم بحق الفلسطينيين؟
وهل تعلق الآمال للمستقبل الذي يرجوه حكام العرب والإسلام الأجلاء على أمثال هؤلاء المجرمين؟
ألا تربطهم ولو بجزء بسيط من العلاقة بكتاب الله الذي يحذرهم على عدم الركون إلى الظالمين!! وهل هناك ظلم أبشع مما يعمله الظالمون في غزة؟
(وَلَا تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَـمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أولياء ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)، (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
ألا تثير ضمائركم مثل هذه الآيات وأنتم تعرجون على قراءتها أم أنكم تعهدتم للأمريكان وأوليائهم وقطعتم لهم وعداً بهجر القرآن الكريم حتى لا يثيركم فتخسروا علاقاتكم مع رؤوس الإجرام وأئمة الكفر؟!
هَـا هو الشعب اليمني وثلة من المجاهدين في دول محور المقاومة أبوا إلا أن يكون لهم موقف تجاه العدوان الظالم والمستكبر على غزة، في الوقت الذي أظهرتم فيه عجزكم وتنصلكم وخوفكم على المجهول؛ باعتبَاركم تعرفونهم على حقيقتهم حق المعرفة بأنهم ظالمون ومستكبرون و… إلخ.
لكم أن تستفيدوا من تجربة اليمن الذي استنهض إنسانيته وتحَرّك بإمْكَانيته وقدراته المحدودة مستمداً العون من الله بعد خروجه من حروب توالت عليه لحوالي عشر سنوات مضت إلا أنه عز عليه أن يظل كما أنتم للأسف صامتاً وخانعاً!
بل إنه ارتدى رداء العزة والكرامة والحضور اللائق والمشرّف ليحضر بكل قواه في معركته المفصلية مع الشبح الأمريكي المتهاوية أركانه والإسرائيلي الخاوية بنيانه على عروشها، في هزيمة ساحقة سيسجلها التاريخ بأحرف من نور بإذن الله تعالى.
فلا تكترثوا أيها الحكام من هؤلاء الذين استطاعوا بخبثهم ومكرهم أن يحولوكم إلى عبيد لهم واستيقظوا من سباتكم واستنفروا جيوشكم الرابضة التي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع!!
هلموا لننقض على أعداء الإسلام والقرآن والإنسان العربي والمسلم، لنبني حضارة الإسلام الرائدة بهدي القرآن وراية الجهاد الخفاقة في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا هو السبيل الأوحد والطريق الأضمن للخلاص والنجاة والسعادة والفوز في الدنيا والآخرة، ومن يطلب لنفسه العزةَ عليه أن يتحَرّك لدفع الظلم عن غزة، والله من وراء القصد.