إيران تنتخب رئيسها التاسع.. فمن هو الرئيس المنتخب؟!
وقالت الوزارة في بيان لها: إن بزشكيان فاز بالجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الايرانية بعد أن حصد 16 مليونا و384 الفا و403 أصوات بنسبة 53.6 في المائة من أصوات الناخبين.
بدوره أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية محسن إسلامي صباح اليوم، عن حصيلة ثامنة وأخيرة لنتائج الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الايرانية في دورتها الـ14.
ووفقا لما أعلنه إسلامي فقد حصل مسعود بزشكيان على 16 مليونا و384 ألفاً و403 أصوات فيما حصل سعيد جليلي على 13 مليونا و538 الفا و179 صوتاً، بعد فرز 30 مليونا و530 الفا و157 صوتا من مراكز الاقتراع في البلاد وخارجها.
وجرت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الإيرانية يوم الجمعة 28 يونيو بين المرشحين الأربعة؛ سعيد جليلي ومسعود بزشكيان ومحمد باقر قاليباف ومصطفى بورمحمدي، ولم يستطع أي منهم الفوز بالغالبية المطلقة مما استوجب خوض جولة ثانية بين المرشحين الحائزين على أعلى عدد من الأصوات وهما جليلي وبزشكيان.
وكانت اللجنة الانتخابية الإيرانية قد دعت نحو 61 مليون ناخب للمشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لحسم المنافسة بين جليلي وبزشكيان، وكان المرشح الإصلاحي قد تقدم على منافسه المحافظ في الجولة الأولى التي جرت يوم 28 يونيو الماضي لاختيار خليفة الرئيس الراحل السيد إبراهيم رئيسي، الذي اُستشهد في حادث تحطم مروحية في مايو الماضي.
وشهدت الجولة الأولى إقبالا منخفضا غير مسبوق، إذ أحجم أكثر من 60 في المائة من الناخبين عن التصويت في الانتخابات المبكرة لاختيار رئيس للبلاد، فيما بلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 49.8 في المائة.
وجرت الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الايرانية الجمعة، في أنحاء البلاد وفي نحو 100 دولة حول العالم لانتخاب الرئيس الإيراني التاسع في الجمهورية الإسلامية من بين المرشحين سعيد جليلي ومسعود بزشكيان.
ويُعد الرئيس الإيراني الرجل الثاني في هيكل السلطة بعد المرشد خامنئي صاحب الكلمة الأخيرة في جميع المسائل الإستراتيجية، وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية.
هذا وقد تلقى الرئيس الإيراني المنتخب “مسعود بزشكيان” رسائل تهنئة من معظم الرؤساء وزعماء وقادة الدول بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة الإيرانية.
وفي أول تصريح له بعد إعلان فوزه، اليوم السبت، أكد الرئيس بزشكيان أنه “سيمد يد الصداقة للجميع”.. قائلاً في تصريح للتلفزيون الرسمي: “سنمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد.. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدم البلد”.
كما كتب في منشور له على منصة “إكس”: “أمد يدي إليكم ولن أتخلى عنكم وأسألكم أيضا أن تكونوا إلى جانبي”.. مضيفاً: “أمامنا طريق صعب ولا يمكن تجاوزه إلا بتعاطفكم وثقتكم وتعاونكم”.
بدوره قال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي: “أوصي الرئيس المنتخب بالاستمرار على نهج الرئيس الراحل والعمل على تنمية البلد ورفاهية الشعب”.. مضيفاً: إن الشعب شعر بالمسؤولية وخلق مشهداً حماسياً وسجل مشاركة واسعة في جولتي الانتخابات.
من جهته، أكد وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي اليوم، أن الانتخابات جرت بكل دقة وشفافية ووضوح، وعلى مستوى عال من النزاهة، والشعب اختار مسعود بزشكيان الرئيس التاسع للجمهورية.
وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت سابق، أنصار الرئيس بزشكيان وهم يحتفلون في الشوارع في عدد من المدن، ويطلقون نفير سياراتهم ابتهاجاً بفوزه، وقام السكان في مدينة أروميه في شمال غرب البلاد، مسقط رأس بيزشكيان، بتوزيع الحلوى في الشوارع.
واستبعد مراقبون أن يدخل الرئيس الجديد أي تحول كبير في السياسة بشأن برنامج إيران النووي أو تغيير في دعم الحلفاء، إلّا أنه هو من يدير المهام اليومية للحكومة ويمكن أن يكون له تأثير على نهج بلاده فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية.
ويشار إلى أنه على الرغم من أن الانتخابات لن يكون لها تأثير يذكر على سياسات إيران، إلّا أن الرئيس سيشارك عن كثب في اختيار من سيخلف المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، البالغ من العمر 85 عاماً، والذي يصدر كل القرارات التي تخص شؤون الدولة العليا.
فمن هو الرئيس مسعود بزشكيان:
مسعود بزشكيان طبيب وسياسي إصلاحي إيراني من مواليد 1954 في مدينة مهاباد محافظة أذربيجان الغربية شمال شرقي إيران من أب آذري وأمّ كردية، أنهى دراسته الإبتدائية في مهاباد ومن ثم التحق بمعهد الزراعة في مدينة ارومية وحصل على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية هناك.
قام بأداء الخدمة العسكرية في مدينة زابُل الحدودية بمحافظة سيستان وبلوجستان عام 1973، وخلال هذه الفترة اهتم بالعلوم الطبية وحصل على شهادته الثانية في مجال العلوم التجريبية وتم قبوله في المجال الطبي بجامعة تبريز للعلوم الطبية عام 1975.
أكمل دورة الطب عام 1985 وبدأ العمل في كلية الطب مدرسا لعلم وظائف الأعضاء.
وفي عام 1990 حصل على تخصص الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران، وتم تعيينه في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وفيما بعد أصبح رئيسا له.
شغل منصب رئيس تحرير مجلة أبحاث القلب والأوعية الدموية والصدر، التي ينشرها مركز أبحاث القلب والأوعية الدموية بجامعة تبريز للعلوم الطبية.
ومع بدء الحرب الإيرانية- العراقية كان بزشكيان مسؤولا عن إرسال الفرق الطبية إلى جبهات القتال، ونشط في العديد من العمليات مقاتلا وطبيباً.
في عام 1994 عيّن رئيساً لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمرت رئاسته حتى عام 2000.
تولى بزشكيان منصب نائب وزير الصحة بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي “محمد فرهادي” لمدة ستة أشهر في حكومة السيد محمد خاتمي الأولى.. وبعد ذلك، في الولاية الثانية لرئاسة السيد محمد خاتمي، شغل منصب وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي من 2001 الى 2005، وبعد فترة تمت مساءلته من قبل البرلمان، ومن ثم ترك منصبه.
منذ عام 2008، يمثّل بزشكيان مدينة تبريز في مجلس الشورى الاسلامي الإيراني.. وعام 2016 اُنتخب نائبا لمجلس الشورى الاسلامي الايراني في دورته العاشرة التي كان يرأسها علي لاريجاني .
سبق لبزشكيان أن سجل مرتين للترشح للانتخابات الرئاسية في الدورة الـ11(2013) والـ13 (2021)، إلا أنه في عام 2013 وقبل إعلان أسماء المؤهلين، انسحب لصالح أكبر هاشمي رفسنجاني، بينما في عام 2021 لم يحصل على موافقة مجلس صيانة الدستور لعدم توفر أهليته لذلك.
وللمرة الثالثة، في الأول من يونيو 2024 ترشح للانتخابات الرئاسية الايرانية الـ14 وتم إعلان إسمه كأحد المرشحين الستة المؤهلين من قبل مجلس صيانة الدستور للانتخابات الرئاسية الـ14.
ودخل في منافسة الانتخابات الرئاسية الـ14 بشعار “من أجل إيران” وأعلن أن من أهم خططه وبرنامجه الرئاسي هو العمل على تحقيق “العدالة” و”الوحدة والتماسك” في المجتمع وتنفيذ بنود “خطة التنمية السابعة”.
ووعد خلال الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية بأنه وفي حال فوزه في الانتخابات سيشكل لجنة لمراقبة أعمال الحكومة وستكون هذه بمثابة جسر بين الشعب والحكومة.
وفاز بزشكيان بالجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية التي جرت أمس الجمعة لیصبح الرئیس التاسع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.